طوكيو 26 ديسمبر 2016 / يبدأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي زيارة لمدة يومين إلى بيرل هاربور اليوم (الاثنين)، حيث من المقرر أن يحضر احتفالا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتكريم آلاف الجنود والمدنيين الأمريكيين الذين قتلوا في الهجوم المباغت الذي شنته اليابان في 7 ديسمبر عام 1941.
ويتوقع آبي أن تكون زيارته رمزا للمصالحة بيد أنه موقفه من عدم الاعتذار يظهر تماما أن الزيارة ليست سوى استعراض دبلوماسي يهدف إلى تسجيل نقاط سياسية وتقوية التحالف الياباني مع الولايات المتحدة، في غياب أي تأمل صادق حيال جرائم اليابان في زمن الحرب.
وقد أكد رئيس الوزراء الياباني أن الزيارة بطبيعتها تهدف إلى "مواساة ضحايا" الهجوم الياباني، وهي صياغة نموذجية من آبي الذي تجنب دوما استخدام لغة أكثر مباشرة ربما تمثل اعتذارا.
كما أوضح كبير أمناء مجلس وزراء آبي وكبير المتحدثين باسمه يوشهيدا سوغا جليا أنه "لن يتم تقديم أي اعتذار" عن هجوم بيرل هاربور خلال زيارة آبي المزمعة في 26 و27 ديسمبر.
ويكمن خلف إشارات عدم الاعتذار من جانب آبي نهجا براغماتيا وانتهازيا، ففي الوقت الذي لا يريد فيه حقا التأمل في جرائم الماضي، يتوجه آملا من العالم تحريرعنق بلاده من ديون حرب الماضي، ولاسيما وسط شكوك تحيط بالإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
كما أرادت اليابان أن تضيف أهمية أكثر دبلوماسية للزيارة أكثر مما تستحق، من خلال وصفها بأول زيارة يقوم بها زعيم ياباني قائم إلى بيرل هاربور، على الرغم من أن تقارير إعلامية محلية كشفت في وقت لاحق أن ثلاثة قادة يابانيين على الأقل زاروا سرا بيرل هاربور قبل آبي.
وما يجب أن يعرفه آبي هو أن هذه الحيل لن تخيل على العالم وأي شئ أخر غير الاعتذار الحقيقي والتأمل الصادق للفظائع التي ارتكبتها بلاده في زمن الحرب لن يؤدي إلى مصالحة بالمعنى الحقيقي.
وعلى الرغم من أن إدارة آبي اليمينية تزعم بأن اليابان حليف موثوق به للولايات المتحدة، إلا أن تنصلها من جرائم الحرب وعدم إبداء الندم وزياداتها المستمرة في الإنفاق العسكري قد أعطى جيرانها والدول الأخرى سببا كافيا لتوخي الحذر إزاء تحركات اليابان ونواياها الحقيقية.
في الوقت نفسه، تطالب الشعوب اليابان بأن تقدم "تعازيها" واعتذاراتها ليس فقط لحليفها الوثيق الولايات المتحدة، وإنما الأهم لجيرانها الآسيويين الذين عانوا الكثير على أيدي العسكرية اليايانية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.
وقد أرسل محارب مخضرم من سرب النمور الطائرة الشهير خلال الحرب العالمية الثانية برسالة مفتوحة إلى آبي مؤخرا، حثه فيها على الاعتذار للشعب الصيني على الفظائع التي ارتكبها الجيش الياباني الاستعماري خلال الحرب.
فاليابان تتحمل مسؤولية لا مفر منها للاعتذار عن ما فعلته في الماضي، ومن خلال الاعتراف فقط بالتاريخ الحقيقي، يمكنها أن تواجه المستقبل ويكون لها علاقات أفضل مع جيرانها.
ومن واجب جيران اليابان والدول الأخرى التي حاربت معا في الحرب العالمية الثانية أن تبذل المزيد من الجهود للإصرار على اعتذار صادق من جانب اليابان لحماية نظام ما بعد الحرب./نهاية الخبر/