الأخبار الأخيرة

تقرير اخباري : دور الترجمة في التواصل بين الشعوب .. العلاقات الصينية المصرية نموذجاً (8)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  13:04, December 17, 2016

    اطبع
تقرير اخباري : دور الترجمة في التواصل بين الشعوب .. العلاقات الصينية المصرية نموذجاً

الترجمة فعل ثقافي لغوي حضاري والرابط بين الحضارات، والمترجمون رسل التنوير، من قديم الزمان وحتى يومنا هذا لم تفقد الترجمة أهميتها أو ضرورتها أو فاعليتها، فهي الوعاء الذي تنقل من خلاله المعرفة من بلد إلى آخر ومن لغة إلى أخرى. كما ظلت الترجمة من أهون وسائل الانتقال الفكري والمعرفي بين مختلف شعوب العالم وعلى مر العصور. والصين من الدول التي تهتم على مدى التاريخ بالترجمة والتبادل الحضاري بين شعوب العالم، وتؤكده ذلك، ((وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية)) الصادرة مطلع العام الجاري، والذي جاء فيها، وجوب العمل على تنفيذ "مذكرة التفاهم حول الترجمة والنشر للكتب الصينية والعربية والأعمال الأدبية"، وتشجيع ودعم مشاركة مؤسسات النشر لدى الجانبين في معارض الكتب الدولية المقامة في الجانب الآخر.وشددت الوثيقة أيضا على ضرورة تكثيف التواصل بين الخبراء والباحثين من الجانبين والعمل على بحث إقامة آلية طويلة الأمد للتواصل بين المراكز الفكرية الصينية والعربية.

وفي إطار جهود هادفة الى تعزيز التبادل الحضاري والثقافي بين الصين والعالم العربي، نظمت جامعة اللغات والثقافة ببكين يوم 15 ديسمبر الجاري الملتقى المصري ـ الصيني الاول للترجمة، تحت إشراف وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية ووزارة الثقافة الصينية،والمكتب الثقافى المصرى فى الصين ومعهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس ومركز cctss بجامعة اللغات والثقافة فى بكين، وذلك فى إطار العام الثقافى المصرى الصينى 2016 .

كما تضمن الملتقى حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة الترجمة الادبية من اللغة الصينية الى اللغة العربية للجامعات الصينية، بمشاركة عدد كبير من الطلاب الصينيين بالجامعات الصينية، ومسئولى أقسام اللغة العربية بالصين وكبار المترجمين الصينين وبعض أساتذة الترجمة من الدول العربية،تحت رعاية جامعة قناة السويس وجامعة اللغات والثقافة ببكين،بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في تنشئة المزيد من المترجمين المؤهلين.كما كرمت جامعة قناة السويس الطلاب الصينيين الفائزين الأوائل في مسابقة الترجمة الأدبية للعربية برحلة سياحية لمصر لمدة 10 أيام.

أشاد الدكتور تساو تجي يون نائب رئيس الجامعة اللغات والثقافة ببكين، بالعلاقات مع جامعة قناة السويس والطفرة والنشاط الملحوظ والكبير الذى يشهده التعاون العلمي والثقافي بين الجامعتين، خاصة في إطار برنامج إتفاقية 20+20(20جامعة صينية+20 جامعة افريقية ) ، وما حققه من نتائج ملحوظة. كما أشاد تساو تجي يون بدور معهد كونفوشيوس في تعزيز التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية، والانجازات التي حققها معهد كونفوشيوس بمصر بالتعاون مع جامعة اللغات والثقافة ببكين في المجال التعليمي والثقافي،ودورهما في الدفع بالتبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية والافريقية.

كما أشاد تساو تجي يون أيضا بالدور الكبير الذي يلعبه مركز الدراسات العربية التابع لجامعة اللغات والثقافة ببكين في تعزيز الانشطة الخاصة بتعريف دور مبادرة " الحزام والطريق" في دفع وتعزيز العلاقات الصينية ـ العربية في المجال التعليمي والثقافي، بالاضافة الى تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال الترجمة من أجل تعزيز التبادل المعرفي والحضاري بين الشعبين، وتحسين المهارات اللغوية الصينية والعربية.مؤكدا أن تنظيم الملتقى المصري الصين للترجمة له أهمية كبيرة وبعيدة المدى في تعزيز التبادل الثقافي بين مصر والصين،ويعزز أيضا التدريب المهني للطلاب الصينيين والعرب.

وقال الدكتور ممدوح غراب، رئيس جامعة قناة السويس،أن الحضارتين المصرية والصينية التقتا منذ الاف السنين، وأن العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين تدفعهما دائما في النظر الى تنشيط الترجمة العربية الصينية، حيث أن هناك الكثير من الادباء الصينيين المعروفين لدى العرب، مثل لوشين، قو موروه ، باجين وغيرهم من الادباء المشاهير الصينيين،التي أثرت في المثقفين المصريين ، قائلا:" شاهدنا تشابها كبيرا بين الاديب المصري صاحب جائزة نوبل للاداب نجيب محفوظ عميد الرواية العربية واعمال الاديب الصيني الكبير الراحل باجين عميد الرواية الصينية". كما دعا ممدوح غراب الى أن يعمل الشعبان المصري والصيني على التفاعل الفكري والادبي والمعرفي وسد الفوجة الثقافية التي لا تزال كبيرة ، مشيرا إلى أن أبرز الأعمال الأدبية المصرية التى تمت ترجمتها للغة الصينية روايات لنجيب محفوظ وبعض الأدباء المصريين المشهورين، في حين مساحة الترجمة لا تزال واسعة وبحاجة الى الاهتمام أكبر.مؤكدا أهمية التواصل الترجمي في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي ومد وتعميق جذور الصداقة بين الصين والدول العربية.

وقالت جيان خاو شو مديرة قسم الترجمة بوزارة الثقافة الصينية، أن الصين والدولة العربية حضارتين عميقتين غنيتان بالمحتوى الثقافي، وهناك العديد من وجهات النظر متقاربة بين بعضهما البعض في الادب والخط العربي الصيني والفن والسينما وغيرها من الجوانب الاخرى.مضيفة، الترجمة الثقافية أحد الوسائل المهمة التي تساعد الشعبين على التعارف الحقيقي وتلعب دورا مهما في تحقيق السلام والتنمية العالمية.وأشادت جيان خاو شو بدور المعاهد الكونفوشيوسية ومعاهد تعليم اللغة والثقافة الصينية التي فتحتها وزارة الثقافة الصينية في البلدان العربية في تعزيز التبادل الثقافي ووضع أساس للتعاون في مجال الترجمة. كما أشادت بـمركز cctss بجامعة اللغات والثقافة فى بكين والدور الذي يلعبه في مجال تعزيز الترجمة من خلال تنظيم سلسلة من الأنشطة الثقافية لتعزيز الاتصالات والتقارب بين الشباب الصيني والعربي لفهم بعضهما بعض أكثر.

وأوضح الدكتور حسين إبراهيم المستشار الثقافى المصرى بالصين،أنه تم الإعلان منذ 6 شهور عن مسابقة الترجمة الأدبية من العربية للصينية لطلاب أقسام اللغة العربية بجميع الجامعات الصينية وشارك فيها عدة آلاف من الطلاب الصينيين من مختلف أنحاء الصين.مضيفا أن الملتقى المصري الصيني للترجمة وضع مشروعا للترجمة تتبناه وزارة التعليم العالى والبحث العلمى المصرية والمركز القومى للترجمة بمصر ووزارتى الثقافة والتعليم العالى الصينيتين موضحا أن المشروع سيقوم بترجمة 100 كتاب منهم 50 كتابا من الصينية للعربية و50 كتابا من العربية للصينية .

وقال حسين إبراهيم، أن التعاون المصري الصيني في اطار مبادرة " الحزام والطريق" بحاجة الى تعزيز أعمق للتبادلات بين الجانبين في مجال العلوم الانسانية.مؤكدا ان الترجمة جسر مهم للتواصل الحضاري والثقافي والتعليمي بين الجانبين، من أجل تقصير المسافة بين الشعبين ووسيلة هامة لتحقيق التواصل ومعرفة الشعبين لبعضهما البعض.وأشار حسين إبراهيم،إلى أن الترجمة الدقيقة بنبغي أن تستند الى الفهم العميق للثقافة الشعبين والتعلم الجيد للغة ،وبحاجة الى فتح طرق تواصل لمعرفة الثقافة الشاملة للشعبين.

وأشاد البروفيسور خليل لوه لين رئيس مركز الدراسات العربية لجامعة اللغات والثقافة ببكين، بالتعاون المتزايد بين الجامعات المصرية وجامعة اللغات والثقافة ببكين،مضيفا،تعتبر جامعة اللغات والثقافة ببكين من أقدم الجامعات الصينية فى مجال التعاون التعليمى مع مصر وأكبرها نطاقا وأعمقها أثرا، حيث إن أول قسم للغة الصينية هو قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس الذى كان قد أنشئ بالتعاون مع جامعة اللغات والثقافة ببكين.وأن جامعة اللغات والثقافة ببكين قامت بالعديد من مشاريع التعاون مع الجامعات المصرية والمؤسسات المعنية بالتعليم وحوار الحضارات والثقافة والإعلام،وذلك فى إطار مبادرة «الحزام والطريق» ومنتدى التعاون العربى الصينى.


【1】【2】【3】【4】【5】【6】【7】【8】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×