مقالة : الحلم الصيني حلم للجميع

بكين 3 ديسمبر 2016 /بعد أربع سنوات من طرح الفكرة يتوسع الحلم الصيني في الصين وأبعد منها.

وارتبط الحلم الصيني، الذي اقترحه شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بالشعب الصيني بشكل كبير ولكن من الممكن أن يفعل أكثر من هذا بكثير.

حلم لبناء دولة متماسكة

تحدث شي عن الحلم الصيني في مناسبات عديدة خلال الأربعة اعوام السابقة وثمة اتفاق واسع على أن الحلم الصيني يتكاتف مع الشعب الصيني من أجل حياة سعيدة ومرضية.

وقال شي في خطبة خلال زيارته للولايات المتحدة في شهر سبتمبر العام الماضي "الحلم الصيني، حلم الشعب. نستطيع أن نحقق الحلم الصيني فقط عندما نربطه بتوق شعبنا لحياة أفضل."

وقال وانغ تشي جون وهو طالب جامعي "الحلم الصيني هو حلم يسعى إليه كل شخص."

وأضاف وانغ "أحلامنا من الممكن ان تكون قوة محركة للمجتمع."

وقال يو تشانغ يو وهو موظف متقاعد في تيانجين إن حلمه كان بسيطا: صحة جيدة لوالدته وابنه.

وقالت بائعة في تيانجين، عرفت نفسها باسم العائلة سونغ، إن حلمها من اربعة اعوام كان ان تصبح جودة الهواء أفضل في المدينة.

وأضافت سونغ أن هذا أصبح حقيقة إلى حد ما "المدينة بأكملها أنظف من الماضي وتشرق الشمس في بعض الأيام."

لكن الحلم الصيني مازال أكثر من أحلام الافراد. انه حلم تجديد وطني أيضا بالنسبة لكل الشعب.

وصرح شي يوم 29 نوفمبر 2012 في بكين عندما استخدم هذا المصطلح في البداية "الآن كل شخص يتحدث عن الحلم الصيني. من وجهة نظري، تحقيق التجديد الكبير للأمة الصينية هو أكبر حلم للأمة الصينية في التاريخ الحديث."

وخلال عقود من العمل الجاد، تهدف الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الآن إلى تحقيق هدفي المئويتين -- مضاعفة اجمالي الناتج المحلي ودخل الفرد في الحضر والريف لعام 2010 والانتهاء من بناء مجتمع يتمتع برخاء معتدل في عام 2020 وبناء دولة اشتراكية حديثة تتمتع بالرخاء والقوة والديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتجانسة في منتصف القرن الحالي.

لم يكن الشعب الصيني قريبا بهذه الدرجة لتحقيق الحلم الصيني أكثر من اليوم.

وشهدت البلاد زيادة في معدل دخل الافراد بشكل أسرع من النمو الاقتصادي لسنوات. وكان للإصلاحات في مجالات تتعلق بمصالح الشعب والعدالة الاجتماعية بينها اختبارات لدخول الجامعات وتسجيل الاسر والامن العام ووضع الاسعار تأثيرا كبيرا.

ولكن ما زال هناك مساحة للتحسين.

ويعد انتشال جميع الاشخاص من الفقر أحد الأهداف الصينية المئوية لعام 2020.

ومازال هناك 50 مليون صيني يعيشون تحت خط الفقر وتريد الصين أن تتأكد من أن لديهم القدرة للحصول على مكانهم العادل كمواطنين في مجتمع يتمتع بالرخاء مع باقي الدولة. وقال شي "لا يجب ترك أي شخص."

وقال شيي تشون تاو أستاذ في مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الحلم الصيني حصل على اعتراف كبير بين الشعب الصيني وجعل البلاد أكثر تماسكا."

حلم يربط الصين والعالم

وقال ني شي شيونغ، المدير السابق لمدرسة العلاقات الدولية والشؤون العامة في جامعة فودان إن الحلم الصيني يمثل تحديث فهم الصين للعالم.

وأضاف "أنه حلم برؤية عالمية."

وقال شي عندما اجتمع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2013 "الحلم الصيني يتحدث عن السلام والتنمية والتعاون والنتائج متبادلة النفع وانه متصل بالحلم الأمريكي وأحلام جميلة لشعوب في دول أخرى."

وتدفع فكرة الحلم الصيني البلاد لتكون مسؤولة عن مشاركة فرص التنمية مع باقي العالم.

واقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013. والتزمت الصين بالعمل مع دول معنية من خلال توسيع التجارة العابرة للقارت وشبكة البنية الأساسية، وفقا للمبادرة.

وتجاوزت النتائج العديد من التوقعات حيث تضم المبادرة الآن أكثر من 100 مشارك ومؤيد، بينهم دول ومنظمات دولية.

ومنذ عام 2013 وقع ما يزيد على 30 دولة اتفاقيات مع الصين حول المبادرة وأطلقت ما يزيد على 20 دولة على طول الطرق تعاونا صناعيا مع الصين.

وسيقوم بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ببناء ممر اقتصادي يبلغ طوله 3000 كيلومتر ويضم طرقا وسككا حديدية وبنية تحتية للطاقة بين موانئ جوادر في باكستان وكشجار في شينجيانغ.

ويسير التعاون الصيني الباكستاني بشكل جيد، واصبحت الصين قادرة على تقليل تكاليف النقل بشكل فعال بينما تحسن باكستان بنيتها الاساسية المحلية بشكل فعال.

ارتبط الحلم الصيني بالطموحات العالمية في التنمية بشكل فعال.

وتمر الصين أيضا إلى حلمها عن طريق اشتراك في الحوكمة العالمية.

ودشنت الصين مؤسسات، بينها البنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية وبنك تنمية البريكس الجديد وشاركت الصين أيضا في وضع قوانين للإنترنت ومكافحة الفساد والتغير المناخي.

ووضعت قمة الـ20 التي تم عقدها في هانغتشو بالصين في شهر سبتمبر الماضي التنمية في وضع اساسي مع إطار السياسات العالمية ووضعت خطة عمل لتطبيق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

وبفعل هذا تساعد الصين في تحويل قمة الـ20 من آلية رد على الكوارث إلى منصة حوكمة طويلة المدى تركز على السياسات متوسطة وطويلة المدى والإصلاح.

وقال ني "تعد الصين الآن مشاركا وداعما ومؤسسا للنظام الدولي."

وأضاف أن بناء دولة تتمتع بالرخاء والسلام ومجتمع سعيد ومستقر ليس جزءا من الحلم الصيني فقط ولكن طموحا مشتركا أيضا للعالم. الحلم الصيني ليس فقط عن الصين ولكنه يمثل القيمة والاهداف المشتركة لجميع البشر.