حلقت قاذفتان أمريكيتان من طراز بي-1 بي لانسر الأسرع من الصوت فوق كوريا الجنوبية في استعراض للقوة بعد أن أجرت كوريا الديمقراطية تجربتها النووية الخامسة.
وحلقت القاذفنان القادرتان على حمل أسلحة نووية فوق قاعدة أوسان الجوية في بيونغتايك على بعد 70 كم جنوبي العاصمة سول حوالي الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (0100 بتوقيت غرينتش).
رافقت إحدى القاذفات مقاتلات كورية جنوبية وأمريكية من طراز اف-15 كيه فيما رافقت الأخرى طائرات من طراز أف-16 قبل العودة إلى القاعدة. وقامت القاذفتان بالطلعة الجوية من قاعدة جوام الجوية الأمريكية.
وقالت القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية في بيان إن التحليق يبرز التعاون الوثيق بين القوات العسكرية الأمريكية والكورية الجنوبية وإبقائهم مستعدين للرد في أي وقت على التهديدات للاستقرار والأمن.
وجاء تحليق القاذفتين متأخرا بيوم عن الموعد المقرر. وكانت الولايات المتحدة تخطط بحسب التقارير إرسال القاذفتين إلى كوريا الجنوبية يوم الاثنين بيد أن الموعد تأجل بسبب ظروف جوية معاكسة.
ونشرت الولايات المتحدة عددا من قاذفات بي-1 بي في قاعدة أندرسن الجوية في غوام في أوائل أغسطس من قاعدة اليسوورث الجوية في ساوث داكوتا لتحل محل القاذفات الإستراتيجية بي-52.
كما وصلت ثلاث قاذفات من طراز بي-2 الشبح إلى غوام الشهر الماضي من قاعدة وايتمان في ميسوري. وكانت هذه المرة الأولى التي تتم فيها تعبئة القاذفات الاستراتيجية الثلاث معا في منطقة الباسيفيك.
ونددت كوريا الديمقراطية بنشر القاذفات الأمريكية الاستراتيجية، قائلة إنها دليل يظهر نية الولايات المتحدة شن ضربات نووية استباقية ضد بيونغ يانغ.
ويأتي تحليق القاذفتين بي-1بي فوق الأراضي الكورية الجنوبية قرب الحدود بين الكوريتين بعد 4 أيام فقط من إعلان كوريا الديمقراطية نجاحها في تجربة تفجير رأس نووي في خامس تجربة نووية لها.
وقالت سول إن التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها بيونغ يانغ هي الأكثر قوة إذ زادت قدرتها التفجيرية إلى الضعف تقريبا إلى 10 كيلو طن من 6 كيلو طن في التجربة السابقة.
وبعد تجربة 6 يناير التي تعد الرابعة لكوريا الديمقراطية أرسل الجيش الأمريكي في احتجاج مسلح قاذفة استراتيجية من طراز بي-52 للتحليق فوق قاعدة اوسان الجوية.
وفي أوائل عام 2013، أرسلت واشنطن قاذفات بي-2 قادرة على حمل رؤوس نووية ومقاتلات من طراز أف-22 قرب الحدود بين الكوريتين. وفي فبراير من ذلك العام أجرت بيونغ يانغ اختبارها النووي الثالث.
وقال الجنرال فينسنت بروكس قائد القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا إن " عرض اليوم هو مجرد نموذج عن مدى واسع من القدرات العسكرية للموارد العميقة لهذا التحالف القوي بهدف توفير وتعزيز الردع"، مشيرا إلى تعبئة المزيد من الأصول الاستراتيجية الأمريكية على شبه الجزيرة الكورية.
ومن شأن نشر القاذفات الأمريكية الاستراتيجية الثلاثية في الباسيفيك أن يؤدي الى تفاقم التوترات المحتدمة بالفعل في المنطقة التي باتت اليوم على برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة.
وتعرف القاذفة بي-1بي التي دخلت العمليات في الثمانينات بقدرتها على حمل أسلحة ثقيلة تزن 61 طنا بما في ذلك 24 قنبلة نووية و24 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك و84 قنبلة تقليدية و24 صاروخا جو-سطح و8 صواريخ كروز.
وتصل السرعة القصوى للقاذفة الأسرع من الصوت إلى 2 ماخ أي أسرع بـ0.9 ماخ من بي-2 وبـ957 كم من القاذفة بي-52 في الساعة. ويمكن أن تقطع 12 ألف كم بدون إعادة تزود بالوقود.
أما القاذفة بي-52 فيمكنها أن تقطع 16 ألف كم بدون إعادة تزود بالوقود، وتحمل ما يصل إلى 31 طنا من الأسلحة بما في ذلك القنابل النووية والصواريخ المخترقة للتحصينات القادرة على تدمير المنشآت تحت الأرض.