الأخبار الأخيرة

تحقيق إخبارى: شراء الأضاحي بالتقسيط الأكثر رواجا في قطاع غزة المنهك اقتصاديا (2)

/مصدر: شينخوا/  08:36, September 12, 2016

    اطبع
تحقيق إخبارى: شراء الأضاحي بالتقسيط الأكثر رواجا في قطاع غزة المنهك اقتصاديا

بقلم: اسامة راضي وعمر العثماني

غزة 10 سبتمبر 2016 /لجأ الفلسطيني محمد حديدو من قطاع غزة إلى الاشتراك مع عدد من معارفه في شراء عجل بغرض الأضحية لعيد الأضحى المبارك لهذا العام وفق نظام التقسيط المالي.

ويشير حديدو في منتصف الأربعينيات من عمره، إلى أن نظام الاشتراك والدفع بالتقسيط هو الخيار الوحيد المتاح له لتحقيق رغبته بالأضحية بعد أن امتنع عن ذلك لثلاثة أعوام متتالية بسبب صعوبة أوضاع الاقتصادية.

ويقول تجار مواشي محليون، إن نظام الاشتراك والدفع بالتقسيط هو الأكثر رواجا في مبيعاتهم للأضاحي لهذا العام في ظل معدلات بيع متوسطة لا ترتقي لطموحاتهم.

وعادة ما يتضمن نظام الاشتراك ستة إلى ثمانية أشخاص يتقاسمون فيما بينهم بالتساوي كمية اللحم الصافي من الأضحية وثمن شرائها وفق آلية متفق عليها مسبقا.

ويقول حديدو خلال جولة له في مزرعة مواشي محلية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه اتفق على شراء حصة من العجل للأضحية مقابل دفع مبلغ 1500 شيكل إسرائيلي (الدولار الأمريكي يساوي 3.75 شيكل).

ويوضح حديدو وهو موظف حكومي، أنه سيدفع المبلغ المذكور مثل شركائه في الأضحية بنظام التقسيط على عشرة أشهر وهو ما يمكنه من تقديم الأضحية ويخفف عنه العبء المالي نتيجة لذلك.

وتكدست عدة أنواع من العجول والأغنام داخل مزرعة المواشي المخصصة لبيع الأضاحي وسط إقبال محدود من الزبائن الراغبين في تقديم الأضاحي.

ويمثل عيد الأضحى بالنسبة للمسلمين أحد شعائر الحج عندما يصعدون إلى جبل عرفة ويذبحون الأضاحي طاعة لربهم.

وتقديم أضحية أمرا ليس لزاما حسب الديانة الإسلامية على المسلمين من غير الحجاج، ولكنهم يقومون بذلك اقتداء بفداء نبي الله إسماعيل ابن النبي إبراهيم بالكبش.

غير أن الأضحية تشكل بالنسبة لغالبية العائلات في قطاع غزة المحاصر عبئا ماليا لا يستهان به، بحيث تستعيض معظمها عن لحوم المواشي بالدواجن لتوفير وجبة الغذاء في العيد لأفراد الأسرة.

ويقول تاجر المواشي مهند أبو عجوة ل((شينخوا))، إن غالبية المقبلين على شراء الأضاحي لهذا العام من مزرعته هم من التجار وكبار الموظفين، فيما إقبال العامة على الشراء يعد محدودا جدا.

ويشير أبو عجوة، إلى أن ما يصفه بضعف الإقبال على شراء الأضاحي في قطاع غزة يأتي رغم الانخفاض النسبي في أسعارها نسبة إلى الأعوام السابقة وهو ما يعزوه إلى التدهور الاقتصادي المستمر للسكان.

وبحسب أبو عجوة، فإن متوسط أسعار بيع العجول يتراوح وفق النوع من 17 شيكل إلى 20 شيكل للكيلو.

ويبرز أن تجار المواشي يوافقون على بيع الأضاحي بنظام التقسيط المالي لمجموعات الراغبين بالاشتراك في الأضحية أملا في زيادة مبيعاتهم وتخفيف ما يتكبدوه من خسائر نتيجة ضعف الإقبال.

ومعظم ما يتم عرضه في مزارع المواشي المحلية في قطاع غزة يتم استيرادها من أوروبا خاصة رومانيا وهولندا وبلجيكا عبر إسرائيل ويتم إدخالها من خلال معبر (كرم أبو سالم/كيرم شالوم) التجاري.

ويسبب ذلك بحسب تجار المواشي مزيدا من الارتفاع في أسعار وتكلفة بيع الأضاحي ويحجم مستوى الإقبال عليها.

وكان الإنتاج المحلي في قطاع غزة قبل ثلاثة أعوام يغطي الاحتياجات المحلية بنحو 40 في المائة إلا أنه تراجع بشدة بسبب ارتفاع أسعار الحبوب وعدم قدرة المزارعين على التربية.

ويؤمل أن يعوض ضعف الإقبال على شراء الأضاحي نشاط الجمعيات الخيرية التي تنشط في شراء وتوزيع الأضاحي على المحتاجين من السكان بحسب مدير التسويق في وزارة الزراعة في غزة تحسين السقا.

ويقول السقا ل((شينخوا))، إن مجموع ما هو متوفر لعيد الأضحى في قطاع غزة لهذا العام يبلغ نحو 17 ألف رأس من عجول وأبقار، إلى جانب من 30 إلى 40 ألف أغنام أغلبها مستورد من الخارج.

وبحسب السقا، فإن أسعار جميع أنواع الأضاحي لهذا العام في قطاع غزة سجلت انخفاضا بنحو أربعة شواكل للكيلو الواحد تأثرا بانخفاض أسعار المواشي في أوروبا وإسرائيل.

ويصف المسئول في وزارة الزراعة في غزة معدلات الإقبال على شراء الأضاحي في قطاع غزة، بأنه "جيد ومقبول" بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان.

وظلت معدلات ذبح الأضاحي بالنسبة لسكان قطاع غزة الفقير تسجل تراجعا مستمرا منذ تعرض القطاع لحصار إسرائيلي منذ العام 2007 بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة إثر جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

ووصف الهجوم الإسرائيلي الأخير بالأعنف خصوصا لجهة الدمار الهائل الذي خلفه في البني التحتية للقطاع، إلى جانب تدمير أكثر من 18 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وأكثر من 30 ألف بشكل جزئي.

كما يعاني قطاع غزة من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي مع الضفة الغربية وتعثر جهود المصالحة وعدم بسط حكومة الوفاق التي تشكلت في يونيو 2014 سيطرتها على الأوضاع فيه مع استمرار خلافاتها مع حماس.


【1】【2】【3】【4】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×