قال مسؤول مصرفي رفيع هنا إن الاقتصادين الصيني والاسترالي يكملان بعضهما البعض ما يمكن أن يقود إلى علاقة متبادلة النفع خلال العقد المقبل.
وقال المدير التنفيذي لمجموعة استراليا ونيوزيلندا المصرفية في الصين شياو قوانغ هوانغ إن النمو السريع للطبقة الوسطى الصينية والطلب المتزايد على السلع الاستهلاكية عالية الجودة يمثل منفعة اقتصادية كبيرة لاستراليا.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) في ملبورن " أود القول إن الصين واستراليا مرتبطان وتكملان بعضهما البعض في الوقت الحالي. استراليا لديها تجارة زراعية قوية والصين تستورد الكثير واستراليا مقصد للتعليم والسياحة".
وتابع " لذا أقول أن استراليا تتمتع بفرصة كبيرة في هذه المرحلة للتصدير. وارتفعت صادرات لحم البقر الاسترالية إلى الصين على أساس سنوي بأكثر من 40 بالمئة والجعة بنسبة 144 بالمئة على أساس سنوي. أشعر بأننا يمكن أن نعمل معا لأن الصين لا تزال دولة نامية واستراليا دولة متقدمة ويمكن أن نتقاسم الكثير من الخبرات... يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض".
وقال " من وجهة نظر السوق، أعتقد أن استراليا تستطيع أن توفر ما تحتاجه الصين، والصين تستطيع أن توفر ما تحتاجه استراليا".
وقال هوانغ أن المليون سائح الصيني الذين يزورون استراليا كل عام يضخون 5 مليار دولار في الاقتصاد الاسترالي بزيادة 40 بالمئة، معظم هذا المبلغ يصرف في قطاع التجزئة وفقا لشركة الاستشارات الصينية (كروس بوردر مانجيمينت). ويفوق معدل إنفاق السائح الصيني المقدر بـ5 آلاف دولار نظيريه الأمريكي والبريطاني.
وأوضح أن مفتاح تحول الصين الى اقتصاد مدفوع بالاستهلاك من اقتصاد قائم على الصادرات هو اقناع الطبقة الوسطى بانفاق هذه الأموال في الصين من خلال تحسين برامج الخدمات العامة.
وقال هوانغ لوكالة ((شينخوا))، " عندما تنظر إلى أبحاث البنك الدولي التي تتحدث بحلول عام 2025 أو 2035، فإن الصين في فترة السنوات العشر ستنقل 600 مليون شخص الى الطبقة المتوسطة وفقا لمعيار البنك الدولي ما يزيد على ضعف عدد سكان الولايات المتحدة، لذلك لو بدأ هؤلاء بالانفاق، سيتحول الاقتصاد إلى اقتصاد قائم أكثر على الاستهلاك بدلا من الاستثمار والصادرات".
وقال " ليس لدينا رعاية صحية جيدا جدا في جميع أنحاء البلاد لذا يدخر المواطنون لمواجهة المجهول في المستقبل. يدخر الناس للتقاعد نظرا لعدم وجود نظام وطني جيد للتقاعد".
وأضاف " لذلك عندما تقول الحكومة إنها تريد أن تتأكد من عدم وجود هذه الشواغل سيذهب الناس لإنفاق الأموال. وأظن أن الأمر سيستغرق جيلا لأن التغيير الثقافي صعب".
وعمل هوانغ من قبل رئيسا لبنك (سيتي) في بكين ورئيسا لبنك (أوف أمريكا ميريل لينش) الصين. ويعتقد الرجل الذي يقيم في شانغهاي أن الصين مجهزة جيدا للتعامل مع الفترة المقبلة من ركود النمو الاقتصادي العالمي.
وقال " كل دولة تتحدث عن الاقتصاد تتحدث عن قضيتين أساسيتين: خلق الوظائف والتضخم. ليس لدينا قضية تضخم، وليس لدينا قضية بشأن سوق الوظائف في الصين، لذلك أود أن أقول عامة إنه لدينا اقتصاد مناسب".
واختتم بقوله" لكن لدينا مشكلات هيكلية، الصين في مرحلة تحول والاقتصاد الصيني في مفترق طرق إلى مرحلة جديدة وإذا استطاعوا إدارة التحول بسلاسة سننعم بموجة جديدة من النمو".