الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخبارى: ملابس "بالة" مستوردة توفر بديلا لسكان غزة المنهكين اقتصاديا

2016:07:01.08:39    حجم الخط    اطبع

غزة 30 يونيو 2016 /يتجمع عشرات الأشخاص منذ ساعات الصباح الأولى في سوق شعبي في مدينة غزة حول أكوام ما يطلق عليه الفلسطينيون "البالة" بحثا عن قطع ملابس رخيصة في ظل الوضع الاقتصادي المنهك للقطاع المحاصر إسرائيليا منذ منتصف عام 2007.

ويتم استيراد "البالة" وهي عبارة عن ملابس قديمة أو جديدة بها عيوب في التصنيع أو جديدة انتهت موديلاتها وكذلك أحذية وحقائب من إسرائيل إلى قطاع غزة لتباع في أسواقه الشعبية بأسعار زهيدة وسط تصاعد قياسي في الإقبال عليها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وهو ما يعزوه تجار لتصاعد معدلات الفقر والبطالة بين السكان.

ويفتح الباعة أكياسهم الممتلئة بالملابس والأحذية والحقائب أمام محلاتهم الصغيرة أو بسطاتهم المتنقلة في سوق "اليرموك" وسط مدينة غزة ليتزاحم الزبائن على شرائها في مشهد يعكس صعوبة توفيرهم بدائل لاحتياجاتهم الأساسية.

وأظهر الشاب محمود السوسي في نهاية العشرينيات من عمره وهو يخرج من بين الزحام وبيديه أربع قطع من الملابس المستعملة بدت بحالة متوسطة وقال إنها لم تكلفه سوى مبلغ تسعة شواكل إسرائيلية (الدولار الأمريكي يساوي 3.80 شيكل).

ويقول السوسي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه يحضر إلى سوق اليرموك أسبوعيا لتفقد ما يتم عرضه من ملابس بالة وشراء ما يجده مناسب له بما يغطي تقريبا جميع احتياجاته من الملابس.

ويعتبر أن إقباله وكثير من الأشخاص في غزة على ملابس البالة هو أسعارها الزهيدة والوضع الاقتصادي الصعب "فنحن بالكاد نتمكن من توفير احتياجاتنا من الطعام ومصروفاتنا الأخرى نقتصد بها قدر الإمكان".

ويقول شاب آخر يدعى إسماعيل، إنه استمع لنصيحة شقيقه لزيارة سوق البالة وتفاجأ من الانخفاض الكبير لأسعارها ليقرر شراء ثلاثة قمصان وجدها بحالة فوق متوسطة.

ويجلب آباء وأمهات أبنائهم معهم إلى سوق اليرموك وأسواق شعبية أخرى في غزة هروبا من غلاء أسعار الملابس الجديدة ولاقتناص ما يناسبهم من قطع بين الأكوام الكثيرة المعروضة.

وأحضر حسين سعيد وهو في منتصف الأربعينيات من عمره، ثلاثة من أطفاله الذكور معه للسوق ونجح في شراء عدة قطع ملابس وأحذية لكل منهم بسعر لا يقارب 10 في المائة من سعر الملابس الجديدة.

ويعلق سعيد وهو بائع مشروبات متجول بأن ملابس البالة تحولت إلى منقذ لكثير من سكان غزة ممن يعجزون عن مجرد التفكير في شراء الملابس الجديدة نظرا لمحدودية دخلهم المالي.

ويفرض على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليون و900 ألف نسمة حصارا إسرائيليا مشددا منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة من إجمالي السكان بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ولا تقتصر البضائع المستخدمة على الملابس فقط في أسواق غزة الشعبية، بل تمتلئ بالأحذية والحقائب والأحزمة والستائر وألعاب الأطفال.

ويقول أحد تجار البالة ويدعى شاكر السنداوي ل((شينخوا))، إن مجال عملهم في تحسن متزايد بفضل الإقبال الواسع على ما يعرضوه من بضائع مختلفة الأصناف والأشكال وبأسعار زهيدة للغاية.

ويعزو السنداوي ذلك إلى أن "الوضع في غزة صعب جدا والحصار المشدد لم يترك فرص عمل للناس بالتالي فإن البالة تجذبهم كبديل عن ضعف القدرة الشرائية وعدم وجود دخل مالي مناسب لهم".

ويضيف أن الملابس الجديدة غالبيتها العظمى يتم استيرادها من الصين وتركيا وتباع في المحلات بأسعار عالية وهو ما يقلل إقبال نسبة كبيرة من الناس عليها فيما توفر البالة البديل المناسبة لهؤلاء.

ويشرح تاجر آخر يدعى كمال كحيل ويملك محلا لبيع البالة سوق (فراس) الشعبي ل((شينخوا))، بأنهم ينسقون من خلال شركات إسرائيلية متخصصة لشراء البالة ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر (كرم أبو سالم/كيروم شاليوم).

ويشير كحيل، إلى أن سعر الطن الواحد للبالة يتجاوز في العادة مبلغ خمسة آلاف شيكل وتتضمن الكمية الأكبر منه قطع ملابس مختلفة ويتم فرزها حسب مستوى الجودة والاهتمام بها بالغسيل والكي لعرضها للبيع.

وينسق تجار مستوردون للبالة إلى غزة مع شركات أوروبية أيضا أغلبها من بلجيكا ليتم نقل البضائع لهم عبر إسرائيل علما أنهم يدفعون ضرائب على بضائعهم للسلطة الفلسطينية ووزارة الاقتصاد في غزة.

ولا تباع جميع أصناف ملابس البالة بأسعار زهيدة إذ أن ذلك مرتبط بمدى جودتها فيلاحظ أن بعض القطع يمكن أن تصل حتى سعر 20 شيكل ليتكون بذلك أجود ملابس البالة المعروضة.

وأدى انتشار الطلب على البالة إلى تطوير التجار المستوردون لها نشاطهم مؤخرا بافتتاح محلات وبمناطق تجارية مشهورة في غزة لعرض بضائعهم وعدم الاكتفاء فقط بالسواق الشعبية.

ورغم انخفاض أسعارها فإن البالة الآتية من إسرائيل والدول الأوروبية إلى غزة عادة ما تمتلئ بالماركات العالمية.

لذلك يؤكد تجار أن البحث عن البالة لا يقتصر على الفقراء في غزة، بل أن كثيرا من ذوي الدخل المتوسط يرتادون محلاتهم في شكل دائم للبحث عن الجودة والعلامة حتى لو كانت الملابس مستخدمة قليلا.

ورغم اختلاف الدافع بسبب الفقر أو الطلب بحثا عن الماركات في شراء البالة، تشهد الأسواق الشعبية في غزة رواجا وارتفاعا في عدد الزبائن مع زيادة في عدد العاملين في هذه المهنة المتعبة لما تحتاجه من وقت في فرز البضائع وتجهيزها للعرض.

ويقول كحيل، إن تجارة البالة مربحة لنا وللتجار الإسرائيليين أكثر "كونهم يجمعون أغلب هذه البضائع بعد إلقاء الإسرائيليين لملابسهم المستخدمة والقديمة أمام منازلهم وأيضا بعد تجديد أثاثهم المنزلي".

ويضيف إن البالة تصلهم داخل حاوية (كونتنير) كبيرة بشكل عشوائي جدا فيتم تقسيمها حسب جودتها بحيث تعرض ذات المستوى الأول والثاني من الجودة في محلات متخصصة والأقل جودة في الأسواق الشعبية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×