القاهرة 28 يونيو 2016 /وسط موسيقى مبهجة ذات طابع عربي، بدأت عروس مشهورة تقود حمارها العرض المسائي فوق المسرح المفتوح بدار الأوبرا المصرية، ما جذب المئات من الأطفال وعائلاتهم في ليلة صيف لطيفة غير حارة.
وأضفت عرائس قديمة إحداها أسد جذاب مع ثلاث عرائس تمثل أطفال أشقياء وراقصة جميلة سحرا على العرض المعروف باسم " الليلة الكبيرة"، وهو العرض الذي يستدعي لدى أذهان المصريين ذكريات طفولة لا تنسي ممزوجة بمتعة العصر الحديث.
" لا استطيع أن أنسى أبدا تلك اللحظات السعيدة حينما كنت صغيرا وأحضرني والدي لنفس العرض، وقد أحببت حينها الموسيقي والعرائس،" هكذا قالت أسماء وهي أم لطفلين لوكالة أنباء (شينخوا).
وأضافت أسماء " لهذا السبب أيضا أحضرت أولادي هنا ليستمتعوا بنفس العرض.. هو نوع من المتعة الصحية للأولاد".
وخلف المسرح كان فريق العمل مشغول بتحريك عرائسهم في عرض مباشر، بينما يعمل آخرون على الإضاءة والموسيقي.
وبوصفها نسخة فنية قديمة جدا، كانت العرائس تستخدم في مصر منذ 2000 عام قبل الميلاد حينما كانت شخصيات من الخشب تحركها خيوط تؤدي حركات لعجن الخبز.
واليوم لم يفن هذا الفن القديم من حياة المصريين رغم وجود العرائس عالية التكنولوجيا وأدوات المتعة الرقمية، حيث لا تزال العرائس المزينة تجذب الكثيرين.
وأوضح ياسر عبد المقصود أحد محركي العرائس إن " قصة الليلة الكبير تأتي من الفولكلور الشعبي" المصري.
وأضاف عبدالمقصود وهو يحمل إحدى العرائس في يده ترقص على أنغام الموسيقى، " بفضل وزارة الثقافة المصرية، تستضيف دار الأوبرا المصرية في باحتها المفتوحة على مدار شهر رمضان الكريم عروض تقليدية من الفولكلور المصري، الذي يتضمن عرض العرائس وعروض أخرى تجذب الناس من كل مكان تاركين مشاهدة التلفاز والمواقع الإلكترونية للاستمتاع بالفنون".
وأشار إلى أن فريقه قد قدم عروضا من قبل في الصين، وأنه ُيقدر التبادل الثقافي والتمازج مع أقرانه حول العالم.
وتابع " أنا فخور بمهنتي".
أما بالنسبة لمى مهاب مديرة العرض ومصممة عرائس بمسرح القاهرة للعرائس فإن العرائس أصبحت جزء من حياتها.
وقالت مهاب لـ"شينخوا"، " لقد تعلمت من مصمم عرائس شهير في مصر، الذي صمم في الماضي عرض اليوم"، مضيفة " أحاول أن اكتب قصص شيقة بأبطال من العرائس لجعل الفن القديم يواكب العصر الحديث".
وأردفت مهاب وهي أيضأ أم لبنتين، " إنه لشعور عظيم حينما تركز على عرض العرائس، رغم أن لدي طفلين أرعاهما إلا أنني أبذل قصارى جهدي في هذه الوظيفة، لأنني أود أن أوفر قيم جميلة ومتعة صحية للأطفال".
وواصلت " نحن كعاملين في المسرح بعيدين كل البعد عن الثراء أو جني المال عبر تكريس أنفسنا لفن العرائس، لكننا خلفاء هذا الفن العبقري".
ووسط تصفيق واستحسان، اختتم عرض الليلة الكبيرة، لكن الأطفال ما يزالون يغنون ويرقصون على الحشيش الناعم، حيث يصعب عليهم توديع هذه القصة الي يصعب نسيانها.
" لقد جئت مع أختي وأخي وكل أسرتي، وهذا هو اليوم الثاني على التوالي لحضور هذا العرض"، قالت آلاء مجدي 13 عاما.
وختمت آلاء وهي تتنهد، " حلمي أن اتعلم صناعة هذه العرائس العظيمة، وأجوب العالم بعروض مماثلة".