أفادت وسائل الاعلام اللبنانية أن مشكلة البطالة في البلاد تفاقمت مسجلة العام الماضي نسبة 25% و 36% في فئة الشباب وفقا لتقديرات النصف الأول من هذا العام. مع ذلك يختلف الوضع في قرية خان الصابون البيئية في شمال لبنان حيث يعمل كل فرد فيها في مجال صناعة الصابون.
قروي يجمع أزهار الخزامى، أحد المواد الأولية الضرورية لصناعة الصابون اللبناني.
إنها قرية خان الصابون البيئية الواقعة في شمال لبنان، وهذا صاحبها بدر البالغ من العمر 54 عاما، هو من الجيل الـ13 لأسرة حسون المتخصصة في صناعة الصابون يدويا.
قال بدر إن سعر اللتر الواحد من زيت الخزامى المحلي لا يتجاوز نصف سعر المستورد، مع ذلك فهو أجود وهو سر ثقته وحبه لما يصنعه كل يوم.
امتلك بدر متجرا صغيرا في مدينة طرابلس لتسويق صابونه المصنوع يدويا، لكن الأمور لم تسر كما كان يأمل. ثم في عام 2006 أنشأ قرية خان الصابون البيئية ومن ذلك الوقت بدأت تجارته تتحسن وتتوسع. واليوم صارت قريته تسوق الصابون في كل من بيروت وطرابلس وبقية المدن اللبنانية وحتى الى أوروبا مما ساهم في نشر "صنع في لبنان" على نطاق عالمي وجذب شباب القرية إليها.
على غرار أسامة، وجد الكثير من المحليين في القرية ما يروق لهم من أعمال، فكبار السن يزرعون الخزامى واللافندر وإكليل الجبل وعشب الليمون. أما الشباب فيعملون في المختبر والمصنع والتعليب والتسويق وغيرها. إذا، لم يعد عمل عائلة حسون بالفائدة عليها فحسب بل مكن أكثر من 500 عائلة من العيش الكريم في القرية أيضا.
رغم التحديات الجمة التي تواجهها صناعة الصابون التقليدية أمام أساليب التصنيع الحديث، إلا أن الصابون اللبناني تمكن من افتكاك مكانته في سوق تعج بالعلامات الأوروبية والأمريكية. أما قرية خان الصابون البيئية، فقد قدمت للجمع نموذجا ناجحا لكيفية وجدوى تشغيل العمالة المحلية.