سان بطرسبرج، روسيا 23 يونيو 2016 / قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن روسيا والصين شريكان وثيقان تربطهما علاقات "على مستوى عال جدا" ويتوسع التعاون الثنائي بينهما باطراد، متطلعا إلى إمكانيات كبيرة في التعاون الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين.
جاءت تصريحات بوتين هذه خلال مقابلة حصرية لساعة كاملة أجراها معه رئيس ((شينخوا)) تساي مينغ تشاو قبل زيارة الرئيس الروسي المرتقبة إلى الصين والمقرر أن تبدأ يوم السبت.
- - ثقة متبادلة غير مسبوقة
وقال بوتين " إن كل جانب يرى في الآخر شريكا وثيقا ويستمع دوما الى صوت الآخر ويأخذ بعين الاعتبار مصالحه".
وأضاف أن التعاون الروسي-الصيني على الساحة الدولية في حد ذاته يلعب دور الاستقرار في الشؤون الدولية.
وأشار إلى أن الثقة المتبادلة بين موسكو وبكين قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق ووضعت أسسا متينة للتعاون الثنائي بين البلدين، يغطي الآن طيفا واسعا من المجالات تشمل التجارة والطاقة والبنية التحتية.
وأكد الرئيس الروسي أنه على الرغم من أن البلدين ليس بإمكانهما دوما التوصل إلى توافق سريع بشأن القضايا الصعبة، إلا أنه بقدرتهما تحويل هذه القضايا، مهما بلغت درجة صعوبتها، لخدمة الهدف الأساسي لتعزيز التعاون الثنائي، لذلك، فهما قادران دوما على إيجاد الحلول.
وتعليقا على تراجع حجم التجارة الثنائية، قال بوتين إنها ظاهرة مؤقتة نتيجة أسعار السوق الحالية لمواد معينة واختلاف أسعار الصرف.
وأشار إلى أن الجانبين قد اتخذا إجراءات ملموسة لتحسين هيكل التجارة الثنائية بينهما، قائلا إن أهم مهمة لتحسين التجارة الثنائية بين روسيا والصين هي التنويع، وخاصة دفع التعاون الثنائي في مجالات التكنولوجيا الفائقة.
علاوة على ذلك، أشاد بوتين بالإنجازات التي حققتها روسيا والصين بشكل مشترك في مجالات مثل الفضاء والطيران، معربا عن تطلعه إلى توسيع التعاون في الأيكولوجيا والطاقة النووية.
وأكد أن روسيا تتابع بشكل وثيق بناء خط القطار السريع بين موسكو وكازان، حاضرة وأكبر مدينة في جمهورية تتارستان الروسية.
وتشترك روسيا والصين في بناء خط القطار فائق السرعة بين موسكو وقازان بطول 770 كم، وتم تصميمه لتسير قطارات الرصاصة التي تصل سرعتها إلى 400 كيلومتر في الساعة. ويتوقع أن يقلل القطار زمن الرحلة من موسكو إلى كازان من 12 ساعة الآن إلى 3.5 ساعات بعد إتمامه.
وقال بوتين إن المشروع من المحتمل أن يكون بداية لتعاون شامل في البنية التحتية بين البلدين.
-- إمكانيات كبيرة في إطار الحزام والطريق
كما سلط الرئيس الروسي الضوء على ربط مبادرة الاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي بقيادة روسيا بمبادرة الحزام والطريق، تلك المبادرة التي تهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وإفريقيا.
واقترح على البلدين إنشاء منطقة تجارة حرة في أول مرحلة من التعاون بينهما تحت المبادرة من أجل تقوية التعاون الثنائي ودفع نمو الاقتصاد العالمي بأسره.
وأكد بوتين أن المسار الأساسي للتعاون الروسي-الصيني والتنمية الاقتصادية العالمية هو إزالة الحواجز تدريجيا من أجل دافع مفتوح ومشترك.
وأشار إلى أن كل أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي يتفقون على تعزيز التعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي تشكل جزءا من مبادرة الحزام والطريق.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد اقترح في عام 2013 مبادرة الحزام والطريق التي تشمل أيضا طريق الحرير البحري للقرن الـ21.
وقال بوتين إن " اقتراح شي جذاب وجاء في حينه، والمبادرة تحمل إمكانيات كبيرة لما أنها تهدف إلى توسيع التعاون الصيني مع العالم".
كما أشار بوتين الى أنه مع إبداء المزيد والمزيد من الدول الاهتمام بالتعاون بين الاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي والصين، سيتجنب الجانبان إقامة مجموعة حصرية للتجارة والأعمال لتهيئة الشروط المسبقة لتعاون أورآسيوى أوسع.
--آلية لتعاون متنوع
وفي حديثه عن قمة منظمة شانغهاي للتعان في طشقند بأوزباكستان، قال بوتين إن المنظمة تطورت إلى منصة لأعضائها لتنفيذ التعاون في مجالات متعددة، مشيرا إلى أنها أصبحت مؤسسة دولية شعبية وجذابة وموثوقة مع رغبة العديد من الدول في الانضمام اليها.
وقال إن "توسيع وظائف منظمة شانغهاي للتعاون وزيادة عدد أعضائها جعل من نفسها منظمة موثوقة وشعبية ليس فقط في المنطقة وإنما العالم أجمع".
وقال الرئيس الروسي إن منظمة شانغهاي للتعاون ستنفذ رسميا في قمة طشقند القرار الذي أتخذ العام الماضي في قمة أوفا لتوسيع العضوية لتشمل الهند وباكستان وبحث القضايا المتعلقة بمشاركة دول أخرى في عمل منظمة شانغهاي للتعاون.
وأشار إلى أن الأوضاع الدولية معقدة والدول لديها آراء ومواقف مختلفة، بيد أن الانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون يخلق ظروفا مواتية للحلول، مضيفا أنه يعقد آمالا عالية على ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، اقترح بوتين أن توسع دول أعضاء المنظمة تعاونها في مجالات متعددة وتستخدم الآلية لمعالجة القضايا ما وراء التعاون عبر الحدود.
وقال بوتين أن منظمة شانغهاي للتعاون التي تأسست في الأساس لتسهيل التعاون عبر الحدود، وسعت نطاق عملها ليغطي مجالات مثل التعاون السياسي أيضا وكذا إنشاء البنية التحتية.
وأضاف أن المنظمة بدأت أيضا بحث القضايا والتدابير الأمنية ضد تهديد المخدرات.
واسترجع الرئيس الروسي أن منظمة شانغهاي للتعاون كانت تهدف بالأسا س إلى تعاون بطول الحدود في جوهره وهو هدف محدود لكنه مهم وعملي..
بيد أنه بدون إخلاص لن تحل أبدا هذه المشاكل بطول الحدود أو قد تستمر لعقود، وفقا لقوله.
وأضاف بوتين أن " الإخلاص، الذي يجعل حل المشاكل أسهل بكثير، يقرره إلى حد كبير الوضع الداخلي للدول المعنية ومعتقدات وفلسفة كل دولة على الساحة العالمية".
ولفت إلى أن الصين وروسيا وباقي أعضاء المنظمة حققوا أهدافهم في هذا الصدد على أساس الإخلاص الكامل، مؤكدا في الختام على ضرورة تمسك الأعضاء بهذه الآلية وتقييم إنجازاتها السابقة وتطوير العلاقات بين بعضهم البعض.