نعقدت مراسم الافتتاح المشترك للحوار الاستراتيجي والاقتصادي الثامن بين الصين والولايات المتحدة والمشاورات السابعة رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية بين الصين والولايات المتحدة ببكين، 6 يونيو. |
بكين 6 يونيو 2016 / في الوقت الذي بدأت الصين والولايات المتحدة حوارهما السنوي رفيع المستوى هنا اليوم (الاثنين)، فإن واشنطن بحاجة الى الانضمام إلى الصين في التركيز على الصورة الأكبر للتعاون الثنائي ومنع قضية بحر الصين الجنوبي من إلحاق الضرر بالعلاقات الشاملة للبلدين.
ويتوقع أن تغطي الجولة الثامنة من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الصيني الأمريكي التي ستعقد جنبا الى جنب مع الجولة السابعة من المشاورات رفيعة المستوى بشأن التبادلات الشعبية، مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك الوضع في بحر الصين الجنوبي.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ إن الجانبين سيتبادلان "وجهات النظر بشكل صريح ومعمق بشأن القضايا المهمة والحساسة ذات الاهتمام المشترك"، ما يشير الى استعداد الصين لبحث المسائل الساخنة والحساسة مع الولايات المتحدة وإصرارها أيضا على السيطرة على الخلافات وإدارتها عبر الحوار.
غير أن قضية بحر الصين الجنوبي على قدر سخونتها لا تنطوي على الولايات المتحدة كطرف معني مباشر ويتعين ألا يسمح لها بأن تحرف الآلية الأكبر والأكثر وعدا بين أكبر اقتصادين في العالم عن مسارها.
أو كما قال السفير الأمريكي لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي إن العلاقات الصينية-الأمريكية " أهم جدا" من أن "تخطف" من قبل قضية بحر الصين الجنوبي، ولا يجب أن تصبح المنطقة "ساحة تنافس" بين الصين والولايات المتحدة.
وأضاف تسوي" قد تكون بيننا خلافات رئيسية، ولكننا نتقاسم أيضا مصالح هامة، تشمل الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، ودعم حرية الملاحة والتحليق وفقا للقانون الدولي، وتسوية النزاعات عبر المفاوضات السلمية والحوار الدبلوماسي".
وقد لعب الحوار الثنائي السنوي رفيع المستوى دورا مهما وفريدا في تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة واستكشاف سبل التعاون متبادل النفع وتوطيد الصداقة بين البلدين.
ونسخة هذا العام التي تنطوي على العشرات من الموضوعات المهمة في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية ليست استثناء. ولن يخدم الحوار كمنصة لتنفيس ضغوط الجانبين فقط لحل المشكلات واحتواء الخلافات بشكل بناء فحسب، وإنما سيساعد أيضا في تعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الصينية-الأمريكية بما يصب في مصلحة البلدين.
وكبلدين كبيرين في العالم، تتقاسم الصين والولايات المتحدة طيفا واسعا من المصالح المشتركة على الرغم من ظهور الخلافات بين حين وآخر. غير أن المصالح المشتركة أكبر من الخلافات بينهما، ويتجاوز عمق ووسع التعاون الثنائي تلك الاحتكاكات بكثير.
وبينما تعتبر المشكلات بين الصين والولايات المتحدة مجرد روافد صغيرة من نهر العلاقات الكبير، فإنه من الأولى عدم التركيز فقط على هذه الروافد الصغيرة وإهمال السيل الكبير الذي يتقدم الى الأمام.
وقد أثبت التاريخ أنه طالما ركز البلدان على الصورة الكبيرة من خلال توسيع الأرضية المشتركة وتجنب الخلافات، سيكون بقدرتهما التغلب على الصعوبات المؤقتة ومواصلة دفع التعاون الثنائي من أجل تحقيق المنفعة للطرفين والجميع.