القاهرة 9 أبريل 2016 / وضع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم (السبت) حجر الأساس لمدينة سكنية للوافدين الذين يدرسون في جامعة الأزهر الشريف المصرية.
وذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط)، أن الملك سلمان وشيخ الأزهر أحمد الطيب قاما بوضع حجر الأساس لمدينة "البعوث الإسلامية" الجديدة للوافدين، التي سيتم بناؤها بمنحة سعودية كان قررها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
ومن المقرر أن تستقبل مدينة البعوث الإسلامية آلاف الطلاب من 102 دولة، يفدون سنويا للدراسة في الأزهر الشريف، لتعلم علوم الدين الإسلامي.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد خصص 170 فدانا لإقامة مدينة البعوث الإسلامية الجديدة، لتكون مدينة متكاملة لخدمة الطلاب الوافدين.
وجاء وضع حجر الأساس للمدينة في إطار زيارة قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز للجامع الأزهر، وهى الزيارة الأولى له، حيث صلى ركعتين برفقة شيخ الأزهر.
وتفقد الملك السعودي أعمال الترميم داخل صحن الجامع الأزهر وخارجه، التى تتولى السعودية رعايتها، واطلع على طابع الجامع الأزهر التاريخى الممتد لأكثر من ألف عام، وعلى أروقته المختلفة، كما التقى بعض المصلين.
وتزينت الشوارع المؤدية إلى الجامع الأزهر ومشيخة الأزهر بمنطقة الدراسة في القاهرة بأعلام مصر والسعودية، وذلك تعبيرا عن الترحيب بالملك سلمان والوفد المرافق له.
وكان خادم العاهل السعودى استقبل في مقر إقامته شيخ الأزهر، حيث أشاد خلال اللقاء بدور الأزهر في نشر الدين الوسطى والتصدى للارهاب.
وتم خلال اللقاء مناقشة عدد من القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، وكذلك سبل تدعيم التعاون وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب، وإرساء دعائم السلام في العالم، حيث يتم ايفاد بعثات دعوية للمناطق التى تشهد خلافات عرقية أو مذهبية بما يساهم فى لم شمل المسلمين.
كما تم مناقشة التعاون العلمى والثقافى مع الأزهر جامعا وجامعة باعتباره منارة أهل السنة والجماعة في العالم الإسلامي.
ومساء أمس، التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقر إقامته بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني.
وتعد هذه المرة الأولى التي يقوم فيها عاهل سعودي بزيارة الأزهر الشريف، أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، وكذلك المرة الأولى التي يلتقى فيها ملك سعودي ببابا الأقباط المصريين.
ومن المقرر أن يزور العاهل السعودي غدا (الأحد) مقر البرلمان ومستشفى القصر العيني الذي سيتم تطويره بتمويل سعودي، فيما يزور جامعة القاهرة الاثنين حيث يستلم دكتوراه فخرية.
وشهد الملك سلمان والرئيس السيسي أمس الجمعة توقيع 17 اتفاقا ومذكرة تفاهم، شملت مشروع تشييد تجمعات سكنية في سيناء وانشاء جامعة الملك سلمان في مدينة الطور، وكذلك انشاء محطة كهرباء غرب القاهرة.
وضمت الاتفاقيات الموقعة اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بينهما، وأخرى للتعاون في مجالي الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والنقل البحري والموانئ، إضافة إلى مذكرات في مجالات الكهرباء والطاقة، والعمل، والاسكان والتطوير العقاري.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى للملك سلمان إلى القاهرة منذ وصوله إلى سدة الحكم في السعودية.
ورحبت الأحزاب السياسية المصرية بزيارة الملك سلمان وبالاتفاقيات التي تم توقيعها مع السعودية.
واعتبر الدكتور يونس مخيون رئيس حزب "النور" أن الزيارة " تأتى تعزيزا للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين "، كما أن " للزيارة أهمية خاصة في هذا التوقيت حيث تتعرض المنطقة لتحديات كبيرة".
وأضاف أن " مصر والسعودية صمام الأمان لاستقرار المنطقة وركيزتها لمواجهة تلك التحديات، ما يدعو إلى توحيد المواقف والرؤى".
في حين قال محمد صلاح زايد رئيس حزب "النصر الصوفي" أن الزيارة " تقطع الطريق على المتربصين بمصر، ومن يحاولون زعزعة العلاقات بين البلدين".
وأشاد بحجم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وبقرار إنشاء جسر الملك سالمان الذي يربط مصر والسعودية بريا، ويزيد من حركة التجارة والتبادل بين البلدين.
فيما قال ماجد طوبيا عضو البرلمان المصرى عن حزب "حماة الوطن" إن الاتفاقيات الموقعة مع السعودية " فاقت كل التوقعات"، مشيرا إلى أنه سيكون لها تأثير كبير على الحالة الاقتصادية المصرية.