دمشق 9 أبريل 2016 / بدأ المئات من السوريين اليوم ( السبت ) بالعودة إلى مدينة تدمر الاثرية بريف حمص الشرقي بعد ان استعاد الجيش السوري السيطرة عليها في 25 مارس الماضي ، وتمكنه من إزالة الالغام والعبوات الناسفة التي كانت مزروعة بداخل الاحياء بحسب مصدر حكومي لوكالة ( شينخوا ) بدمشق .
وقال المصدر الحكومي لوكالة ( شينخوا ) إنه " تم نقل المئات من المدنيين اليوم إلى مدينة تدمر الأثرية في المنطقة الوسطى حمص، في أعقاب استعادة الجيش السيطرة عليها " .
وأضاف المصدر الحكومي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن " عشرات الحافلات الكبيرة التي حملت المدنيين، من مدينة حمص ( وسط سوريا ) بمن فيهم من النساء والأطفال، واتجهت إلى مدينة تدمر لتفقد منازلهم ، كجزء من جهود الحكومة لإعادة النازحين إلى منازلهم في تلك المدينة، التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) في مايو من العام الماضي " .
ومضى المصدر الحكومي يقول إن " دفعة اليوم هي الثانية التي تدخل مدينة تدمر، كما عاد ما يقرب من 400 من المدنيين يوم الخميس الماضي " مشيرا إلى عدد المدنيين العائدين إلى مدينة تدمر هو أعلى من العدد الذي عاد الخميس الماضي إلى المدينة .
وكانت مدينة تدمر لحظة السيطرة عليها من قبل الجيش السوري خالية من السكان ، فمعظمهم نزح إلى محافظة حمص ، قبل دخول تنظيم ( داعش ) اليها ، وقسم منهم بقي في المدنية واجبرهم التنظيم على الذهاب معه إلى بلدة السخنة بريف حمص الجنوبي الشرقي ، والتي تعد احد أهم معاقل تنظيم ( داعش ) في ريف حمص الشرقي .
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة ( شينخوا ) بدمشق في وقت سابق من الاسبوع الماضي إن الحكومة السورية ستعمل على إعادة الأهالي الى مدينتي تدمر الاثرية والقريتين بعد أن يقوم الجيش السوري بتمشيط المدينتين من الالغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم ( داعش ) في تلك المدينتين .
ومن جانبه أكد محافظ حمص طلال البرازي في تصريحات صحفية أنه سيتم بدء انطلاق الحافلات الخاصة بنقل الأهالي إلى تدمر اعتبارا من 9 أبريل الجاري في الساعة الثامنة صباحا من أمام الباب الجنوبي لمبنى المحافظة والعودة من تدمر الساعة الخامسة مساء علما أن بدء عودة الأهالي المهجرين إلى مدينة تدمر بدأ من يوم الخميس الماضي .
وأضاف المحافظ أن أعمال الصيانة بدأت وتستمر لمدة شهر كمرحلة أولى بهدف عودة المهجرين إلى أحيائهم ومنازلهم آمنين مستقرين حيث سيتم عودة جميع الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة وتأهيل قسم من المشفى الوطني ورفد الفرن الآلي بعمال الصيانة ليكون جاهزا لتقديم الخبز بعد أسبوع، موضحا أن أعمال التخريب والدمار كبيرة وتحتاج إلى التكاتف والتعاون فيما بين الجهات المعنية والأهالي.
وتعد مدينة تدمر الاثرية التي تحتوي على أثار يعود تاريخها إلى الفي عام ومسجلة على لائحة التراث العالمي ، تمكن تنظيم ( داعش ) من تدمير اجزاء هامة في المدنية القديمة .
وبعد استيلاء الجيش السوري على المدينة في أواخر الشهر الماضي، تمكن بمساعدة من خبراء المتفجرات الروسية من تفكيك مئات القنابل لتمهيد الطريق لعودة المدنيين.
واثار سقوط تدمر على الفور قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها الى الفي عاما ويطلق عليها لقب " عروس البادية السورية " .
وتتوسط اثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كلم شمال شرق دمشق، بادية الشام.