بكين 5 مارس 2016 / قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (السبت) خلال تقديم تقرير عمل الحكومة للدورة البرلمانية السنوية ان الصين حددت مستهدف نمو اقتصادي بنسبة من 6.5 إلى 7 بالمئة فى 2016، مع متوسط معدل نمو سنوي بنسبة 6.5 بالمئة على الأقل حتى 2020.
ويأتي هدف هذا العام متوافقا مع هدف الصين اكمال بناء مجتمع مزدهر باعتدال فى جميع الجوانب، والاخذ فى الاعتبار الحاجة الى دفع الاصلاح الهيكلي، وفقا لما قال لي فى الدورة الرابعة للمجلس الوطني ال12 لنواب الشعب الصيني.
وقال لي "سيساعد ذلك فى توجيه توقعات السوق والابقاء عليها مستقرة. كما ان الهدف من الحفاظ على نمو مستقر هو ضمان التوظيف وتحسين احوال المعيشة بشكل رئيسي، وان معدل النمو من 6.5 الى 7 بالمئة سيسمح بتوظيف كامل نسبيا."
ويظل هدف توفير فرص عمل في الحضر عند 10 ملايين على الأقل. وفى العام الماضي أضاف النمو بنسبة 6.9 بالمئة 13.12 مليون وظيفة جديدة في الحضر.
وأوضح "تجاوز الانتاج الاقتصادي للصين 60 تريليون يوان. وتعادل كل نقطة مئوية من نمو اجمالي الناتج المحلي 1.5 نقطة مئوية من النمو قبل خمس سنوات او 2.5 نقطة مئوية من النمو قبل 10 سنوات. وكلما حقق الاقتصاد نموا أكبر، زادت صعوبة تحقيق النمو."
كما تضمن تقرير لي نظرة عامة مختصرة للخطة الخمسية ال13. وتتوقع الدولة متوسط معدل نمو سنوي بنسبة 6.5 بالمئة على الأقل من 2016 حتى 2020، حيث سيصل اجمالي الناتج المحلي للصين 90 تريليون يوان (13.8 تريليون دولار أمريكي).
هدف "جدير بالثناء وقابل للتحقيق"
يعد تبني مجال فى المستهدف الاقتصادي، الاول فى الصين منذ 1995، كما يقدم المزيد من المرونة للحكومة.
وفى تقرير قبل دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، قال اقتصاديون من بنك امريكا ميريل لينش ان تحديد مجال "خطوة جديرة بالثناء حيث انها ستترك مساحة للاصلاحات الهيكلية دون مد اهداف النمو قصيرة الاجل."
واتفق هو ان قانغ، اقتصادي بجامعة تسينعهوا، مع وجهة النظر فى تعليقات بعد الدورة.
وأوضح "ان مجال نصف بالمئة يترك للصين مساحة اكبر فى التكيف مع السيناريوهات المعقدة داخل وخارج البلاد."
وفى تقرير اخر قبل دورة اليوم، وصفت مجموعة ميزوهو للاوراق المالية هدف نمو ب6.5 بالمئة او اكثر بأنه "طموح" وتوقعت ان يصل معدل النمو فى النهاية الى 6.7 بالمئة.
وقال اقتصاديون من بلومبرج اليوم "بناء على البيانات الرسمية وتقدير بلومبرج لمعدل النمو المحتمل، يعد معدل النمو تجريبيا ولكن يمكن تحقيقه."
السير فى اتجاه جيد
يقول الخبراء ان الصين تسير فى اتجاه جيد، حيث تدفع الاصلاح الهيكيلي من ناحية، وتعمل على استدامة نمو مناسب من ناحية أخرى.
من خلال السعي الى نمو اعلى فى 2016، اول عام فى الخطة الخمسية ال13، من الممكن ان تحقق المستهدف فى 2020، وفقا لما قال باي تشونغ أون، استاذ بجامعة تسينغهوا وعضو لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي.
وقال "ولكن لا يتعين تحديد هدف 2016 بشكل مرتفع جدا، والا فإنه من السهل الانحدار، ما قد يؤثر على الاصلاحات سلبا."
وأكد تقرير العمل على تقوية الاصلاحات الهيكلية فى جانب العرض مثل تنظيم الادارة وخفض طاقة الانتاج الزائدة وتقليل تكاليف الاعمال.
والى جانب سياسات تحفيز قوية، ستسعى الحكومة الى سياسة مالية اكثر وقائية بعجز زائد لخفض الضرائب وتعزيز الاستثمارات الفعالة، وفقا لما قال لي فى تقرير العمل.
وقال ديفيد داوكوي لي، استاذ بجامعة تسينغهوا ومستشار سابق بالبنك المركزي، "6.5 بالمئة معدل الحد الادنى لضمان رفاهية الشعب."
وأوضح الاقتصاديون من بلومبرج "اذا لم يحقق الاصلاح فى جانب العرض تقدما كبيرا، هناك حاجة للتحفيز لمعادلة التراجع قصير الاجل فى جانب الطلب."