الخارجية الفلسطينية: الحكومة الإسرائيلية تتبادل الأدوار مع المستوطنين في "تكريس" الاحتلال

رام الله 24 يناير 2016 / اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم (الأحد) الحكومة الإسرائيلية، بتبادل الأدوار مع المستوطنين في "تكريس" الاحتلال وعمليات التهويد.

وأدانت الوزارة، في بيان صحفي لها بشدة، "الهجمة الإسرائيلية الإستيطانية الممنهجة في الأراضي الفلسطينية خاصة ما تتعرض له البلدة القديمة وسط مدينة الخليل والتي كان آخرها اقتحام قطعان المستوطنين لمنزلين والسيطرة عليهما بالقوة وتحت حراسة وحماية الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي".

واعتبرت الخارجية تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "دعم عودة المستوطنين إلى تلك المنازل بغطاءات قانونية واهية محاولة مكشوفة تبادل أدوار مفضوح بين المستوى الرسمي في إسرائيل والمستوطنين المتطرفين كحلقة في مسلسل التهويد التدريجي للبلدة القديمة في الخليل وطرد مواطنيها الفلسطينيين منها".

وقالت الوزارة، أن "التصعيد الإستيطاني في القدس والخليل والأغوار وغيرها يتزامن مع الإنتقادات الدولية الواسعة لسياسة إسرائيل الإستيطانية".

واعتبرت أن "تلك السياسة التي تقوض حل الدولتين وتنشر نذر الحرب الدينية في المنطقة وتجسد رغبة الحكومة الإسرائيلية في تكريس الاحتلال عبر خطوات أحادية الجانب تفرض واقعا وشكلا جديدا للحل النهائي حسب الرؤية الاسرائيلية".

واتهمت الوزارة الحكومة الإسرائيلية، "بالاستهتار بإنتقادات المجتمع الدولي وتمردها على القانون الدولي، معتبرة أن ذلك " يفرض على العالم كافة إعادة تقييم مقاربته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإتجاهات أكثر صرامة ووضوحا لإلزام إسرائيل كقوة إحتلال إنهاء إحتلالها لأرض دولة فلسطين، ووقف إستيطانها وخطواتها أحادية الجانب".

ولفتت الوزارة، إلى أنها تعمل وبالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء والجهات الدولية المعنية لإستصدار قرارات أممية فاعلة لوقف الإستيطان، وعقد مؤتمر دولي للسلام والإسراع في تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وكان نتنياهو قال في وقت سابق اليوم، بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن حكومته تدعم الأعمال الاستيطانية في كل وقت ولا سيما في هذه الأيام التي يتعرض فيها الاستيطان لحملة "إرهابية".

وأضاف نتنياهو، أن دولة إسرائيل دولة يحكمها القانون ويجب احترامه، مشيرا إلى أنه بعد أن تتم المصادقة على إجراءات شراء المبنين المتنازع عليهما في الخليل سيكون بالإمكان إسكانهما بمواطنين يهود على غرار ما حدث فيما مضى في قضايا مماثلة.

وكانت مصادر فلسطينية قالت الخميس الماضي، إن 120 مستوطنا إسرائيليا "هاجموا منازل فلسطينيين ومحلاتهم التجارية في منطقة (السهلة) بالبلدة القديمة وسط مدينة الخليل بهدف سرقتها واحتلالها".

وذكرت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) في حينه، أن "مستوطنين مدججين بالسلاح وبحماية من قوات الجيش الإسرائيلي هاجموا منازل ومحال تجارية في المنطقة بهدف سرقتها واحتلالها، وحطموا ممتلكات المواطنين وعاثوا خرابا داخل المنازل".

وأضافت أن المستوطنين "اعتلوا أسطح المنازل في المنطقة ورفعوا العلم الإسرائيلي عليها، فيما تصدى الفلسطينيون لهم بالحجارة والزجاجات الفارغة".

وأوضحت المصادر أن عشرات من الفلسطينيين أصيبوا بالاختناق نتيجة إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المنازل في المنطقة.

من جهتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة في حينه، أن عشرات المستوطنين في مدينة الخليل دخلوا عشرين منزل وأربعة محال تجارية فلسطينية قرب الحرم الإبراهيمي الشريف بداعي ملكيتهم إياها بعد شرائها من فلسطيني.

وأوضحت الإذاعة أن محامي المستوطنين قد أبرزوا مستندات الشراء لطواقم الإدارة المدنية التي حضرت إلى المكان.

ويعد الاستيطان أبرز ملفات الخلاف بين الفلسطينيين وإسرائيل في ظل توقف مفاوضات السلام بينهما منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم.