دافوس، سويسرا 22 يناير 2016/ اعتبر نائب مدير صندوق النقد الدولي يوم الجمعة أن التقلبات في الأسواق المالية العالمية قد أصبحت "وضعا طبيعيا جديدا"، مشيرا إلى أنه قد تم تضخيم الآثار الجانبية لتقلبات السوق الصينية.
وأدلى نائب تشو مين، نائب مدير صندوق النقد الدولي بهذه التصريحات في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش فعاليات الاجتماع السنوي الـ 46 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
-- وضع طبيعي جديد
وقال تشو إن التقلبات المتكررة وقصيرة المدى والمتواترة قد أصبحت الوضع الطبيعي الجديد للسوق المالي العالمي.
ولفت إلى أن السبب الرئيسي للتقلبات منذ بداية العام هو أن النمو الاقتصادي العالمي لم يصل إلى المستوى المطلوب لرفع أسعار الفائدة.
ومؤكدا أن السوق الصينية تعد جزءا من السوق المالية العالمية التي تشهد تقلبات، قال تشو إنه قد تم تضخيم الآثار الجانبية لتقلبات السوق الصينية والمخاطر الناجمة المحتملة.
ولفت إلى أن المزيد من الناس أدركوا أن التحول الاقتصادي في الصين لم يكن مفهوما بصورة كاملة.
واقترح تشو أن تقوم الحكومة الصينية بزيادة الشفافية وإطلاق حملات دعائية لتسمح للعالم بمعرفة المزيد عن التغيرات الجارية في اقتصاد البلاد.
إلى جانب ذلك، يحتاج العالم الخارجي إلى فهم أفضل للمشكلات التي تواجه الصين خلال عملية التحول الاقتصادي الخاصة بها، ما سيسمح بالتقليل من التأثير الذي قد يخلفه الاقتصاد الصيني على الأسواق المالية العالمية، وفقا لتشو.
-- سعر صرف الرينمينبي
وقال تشو إن قرار صندوق النقد الدولي إدراج العملة الصينية، الرينمينبي أو اليوان، في سلة عملات حقوق السحب الخاصة فى الصندوق كان قرارا غير مشروط، مضيفا أنه ليس هناك أية شروط مرتبطة بسعر صرف أو تحويل اليوان أو غير ذلك.
وأوضح أن السوق يركز فقط على انخفاض سعر صرف اليوان أمام الدولار الأمريكي، دون فهم دلالته -- إذ أن أسعار صرف اليوان-الدولار لم يعد يتم تحديدها أبدا، وذلك لأن اليوان أصبح يخضع لآلية تعويم ويتغير وفقا للسوق.
ومن أجل الحد من تثبيت معدل صرف اليوان في مقابل الدولار في السوق، وانعكاسه بشكل أفضل عليها، فإن النظام التجاري للعملات الأجنبية في الصين بدأ في ديسمبر بإطلاق مؤشر مركب لسعر صرف اليوان بحيث يقيس قوة العملة مقابل سلة من العملات تضم 12 عملة من بينها الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني.
وقال ما جون، كبير الاقتصاديين في مكتب بحوث بنك الشعب الصيني إنه سيتم تحديد سعر صرف اليوان الصيني مع المزيد من الإشارة إلى سلة العملات.
في رأي تشو، فإن هذه الحركة تشير إلى أن البنك المركزي الصيني يرغب في زيادة شفافية السوق، قائلا "ضمن هذا الاتجاه، فإن آلية سعر صرف العملة الصينية تصبح أكثر مرونة".
-- الضغط في اتجاه إصلاح النظام النقدي العالمي
وقال تشو إن الصين قررت الضغط في اتجاه إصلاح النظام النقدي الدولي ضمن إطار مجموعة العشرين، مضيفا أنه من المهم للغاية بالنسبة للصين المشاركة بفعالية في وضع القواعد العالمية.
وتابع إن "هذه مسؤولية لا يمكن التهرب منها وينبغي على ثاني أكبر اقتصاد في العالم أن يتولاها".
وقال إنه كان هناك مجموعة إصلاح ضمن إطار نقدي دولي من قبل، ولكن تم تعليقها في وقت لاحق.
ولفت إلى أن الصين قررت إعادة تشغيل المجموعة وأن تلعب دورا مهما في تعزيز إصلاح النظام النقدي الدولي.
وأوضح أن إصلاح النظم النقدية يعد جزءا مهما من الإصلاح المالي، قائلا إن إصلاح العملة الصينية أحرز تقدما في الأشهر الثلاثة الماضية، ما أدى إلى إنشاء نظام صرف لسعر اليوان أكثر مرونة ونظام دفع ما بين البنوك عابر للحدود.
وأضاف أن الانجازات التي تحققت في إصلاح العملة الصينية تفضي إلى استقرار الاقتصاد الصيني والعالمي على حد سواء.
ويعتقد تشو أن نظام سعر الصرف العائم هو خط الدفاع الأول ضد تدفقات واسعة النطاق لرأس المال وللتقلبات، قائلا إنها "إستراتيجية هامة للغاية أن يقوم البنك المركزي الصيني باختيار نظام إدارة متحرك لسعر الصرف"./نهاية الخبر/