بكين 21 يناير 2016 /تمثل زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الجارية للشرق الأوسط معلما بارزا في بناء "مجتمع ذى مصير مشترك" بين الصين والعالم العربي.
حققت كل من الحضارتين مجدا لنفسها فى الأزمنة القديمة ,وهما الآن يمضيان على طريق التحديث وتتشاركان مشكلات متشابهة ومصير مشترك في ان يحقق كل منهما الازدهار للآخر من خلال تعاون أعمق.
ويرجع تاريخ العلاقات بين الصين والدول العربية إلى ما يربو على 2000 عام.
وتعمل الدول العربية التي تقع في وسط أوراسيا كوسيط بين الصين وأوروبا على طريق الحرير القديم. ومن هذا الطريق عرف الغرب ثقافات متنوعة تختلف بشكل كبير عن ثقافته.
ولكن في التاريخ الحديث، عانت الصين والدول العربية من العدوان الاستعماري الغربي وحققتا فيما بعد بصعوبة الاستقلال، حيث تعطي الخبرة المشتركة قوة لعلاقاتهما الثنائية.
وما من أحد في الصين او العالم العربي الآن لا يريد إحياء المجد القديم بعد فترة طويلة من التراجع. وتهدف الصين لتحقيق "إحياء عظيم" ويشتاق العالم العربي ايضا لاقتصاد ومجتمع افضل والمزيد من التأثير العالمي.
ولهذا تعد التنمية من اهم اولويات الصين والعالم العربي ولحسن الحظ يتمتع الجانبان بالعديد من الخصائص المتكاملة. فتمتلك الصين الأموال والتكنولوجيا لبناء بنية أساسية وتمتلك الدول العربية مصادر طاقة وسوقا كبرى وصناعات تحتاج ان يتم تحديثها وتنويعها.
وستعزز التنمية العلاقات بين الصين والدول العربية في جميع المجالات وتحقق اتفاقا مربحا للطرفين. وبوضع هذا الهدف كأهم الاولويات يمكن للحضارتين المضى قدما .
واكد شي ان العالم، مجتمع له مصير مشترك وانه ما من دولة تستطيع مواجهة القضايا العالمية بمفردها. وفيما يتعلق بتحدياتهما المشتركة ستواجه الصين والعالم العربى التهديدات الإرهابية معا.
وقالت الصين في الوثيقة حول سياستها تجاه الدول العربية التي تم اصدارها قبل رحلة شي إن الصين مستعدة لتقوية التعاون في مكافحة الارهاب مع الدول العربية بما ذلك الحوار حول السياسات وتبادل المعلومات وتدريب الأفراد.
ويعد التغير المناخي والتهديدات الأمنية غير التقليدية ومن بينها القرصنة، تحديات مشتركة أخرى يواجهها الجانبان.
ويتطلب مواجهة هذه المشاكل علاقات أوثق بين الصين والدول العربية ويستطيع المجتمع ذو المصير المشترك ان يقدم أفكارا جديدة للجانبين من أجل تعزيز التعاون.