الحريري ينتقد بشدة حزب الله بعد هجومه الحاد على السعودية

بيروت 3 يناير 2016 / انتقد زعيم تيار المستقبل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري اليوم (الاحد) حزب الله بعد هجومه الحاد على السعودية على خلفية اعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، واصفا اتهاماته بحق الرياض بأنها "مزاعم باطلة".

وقال الحريري في بيان اليوم إن "الساعات الماضية شهدت هبوب عاصفة هوجاء مصدرها المواقع الايرانية في طهران وبيروت وبغداد وصنعاء استهدفت المملكة العربية السعودية على خلفية الاحكام القضائية التي قضت بانزال القصاص ب47 محكوما بجرائم الارهاب والتحريض على اعمال العنف والتطرف".

وتابع انه "اذا كانت العاصفة قد بلغت حدود الاعتداء المنظم والسافر على السفارة السعودية في طهران، فقد كان من دواعي الاسف الشديد ان يتولى البعض في لبنان تشريع الابواب امامها ويتقدم صفوف التحامل على المملكة وقيادتها بأساليب مرفوضة ومقيتة على صورة ما قرأناه وسمعناه من قيادات حزب الله والاتباع من مقلديه والمحيطين به".

ومضى قائلا "ان حزب الله وعلى جري عادته يتصرف بأنه مسؤول عن كل ابناء الطائفة الشيعية في العالم، وهو على خطى ايران ينطلق من مرجعية سياسية زائفة لاسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة ويعطي نفسه حقوقا غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والاساءة لقياداتها واشهار سيوف التهديد والوعيد بوجهها".

وشن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في وقت سابق اليوم هجوما حادا على السعودية على خلفية اعدام المملكة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، معتبرا ان اعدامه "ليس حادثة يمكن العبور عنها".

وكال نصرالله في كلمة عبر شاشة في تأبين نظمه حزب الله لأحد مسؤوليه السابقين، الاتهامات للسعودية بأنها تريد "فتنة سنية شيعية"، مضيفا انه "في كل مكان هناك مشكل بين السنة والشيعة فتشوا عن السعودية واموالها".

وقال الامين العام لحزب الله إن اعدام النمر "يقدم اكثر من اي وقت مضى الوجه الحقيقي للسعودية، الوجه التكفيري والارهابي والاجرامي".

لكن الحريري اعتبر كل هذه الاتهامات "مزاعم باطلة"، قائلا إن "معظم المزاعم الباطلة بحق السعودية التي تطلقها ابواق ايران اليوم تنطبق حرفيا على ممارسات النظام السوري بحق شعبه في وقت تقاتل ايران وادواتها الى جانب هذا النظام الذي يعدم مئات الالوف من مواطنيه ويهجر ملايين منهم من دون تهم ولا محاكمات ولا شرع ديني او بشري".

ويقاتل حزب الله بجانب النظام السوري المدعوم من ايران في النزاع الدائر في سوريا منذ منتصف مارس عام 2011.

واعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان السبت اعدام 47 شخصا، بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

ووفقا للداخلية السعودية فقد ادين المتهمون باعتناق المنهج التكفيري ونشره باساليب مضللة، والانتماء الى تنظيمات ارهابية، وتنفيذ مخططات اجرامية.

كما ادينوا باستهداف مقار الاجهزة الامنية والعسكرية السعودية والتحريض على مواجهة رجال الامن بالسلاح وتشجيع اعمال التخريب في الاماكن العامة.

واثار اعدام رجل الدين الشيعي انتقادات في ايران، اذ اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية اعدامه "مؤشرا لعمق عدم الحكمة واللاشعور بالمسؤولية لدى النظام السعودي"، مؤكدة ان "الرياض ستدفع ثمنا باهظا لهذا الاجراء الذي اقدمت عليه".

واستدعت الخارجية الايرانية القائم بالاعمال السعودي في طهران، وادانت بشدة اعدام النمر.

واعتبر الحريري ان "حصر ردة الفعل على احكام الاعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ النمر، هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية ومحاولة متعمدة لاعطاء الحكم ابعاد خلافية عقائدية لا تتوافق مع الحقيقة التي تشمل 46 مدانا آخرين طاولتهم احكام الاعدام".

واوضح ان "الشيخ النمر هو مواطن سعودي يخضع لاحكام القوانين السعودية وليس ايرانيا تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري، وهي القواعد التي لا تخلو من عشرات تجارب نصب المشانق للابرياء وازهاق ارواح معترضين على ولاية الفقيه واهدار دماء الآلاف من ابناء الشعب الإيراني المشردين في العالم."

واردف ان "ابناء الطائفة الشيعية في العالم العربي هم مواطنون في دولهم، وان التصرف الايراني مع هؤلاء بصفتهم رعايا ايرانيين في دولها بات يمثل الخلل الاكبر الذي يهدد العالم الاسلامي ويحرك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة".

ودعا الحريري ايران الى "ادراك المخاطر الكامنة وراء هذا الخلل والتوقف عن تصدير النموذج الايراني الى البلدان المجاورة وما يترتب عليه من نزاعات وحروب وانقسامات طائفية".

كما دعا "بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان للتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر واثارة النفوس والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي".

ويشهد لبنان ازمة سياسية متمادية ادت الى شغور سدة الرئاسة اللبنانية منذ اكثر من 16 شهرا في ظل شلل نيابي وتعثر حكومي بسبب الخلافات بين فريقي (قوى 14 مارس) وقطبها تيار المستقبل و(قوى 8 مارس) وقطبها حزب الله على خلفية الازمة السورية والصراع الاقليمي السعودي/الايراني.