بكين 6 نوفمبر 2015 / جاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الخميس لحاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس ثيودور روزفلت" في بحر الصين الجنوبي بعد إعلانه أن هذه الحاملة تقوم بـ"عمليات روتينية أثناء عبورها مياه بحر الصين الجنوبي" ووسط تصريحات صدرت عن البنتاغون تفيد بأن زيارة كارتر هي محض صدفة في ضوء حضوره لاجتماع وزراء دفاع "الآسيان -زائد" وعبور الحاملة بهذه المنطقة في الوقت ذاته.
بيد أن زيارة كارتر جاءت بعد أسبوع واحد فقط من دخول البارجة الأمريكية "يو أس أس لاسين" المياه القريبة من صخور تشوبي التي تعد جزءا من جزر نانشا الصينية في بحر الصين الجنوبي دون تصريح من الصين, وهو ما أثار استياء الحكومة الصينية التي حذرت الولايات المتحدة من عدم "إثارة المشكلات من لا شيء " في بحر الصين الجنوبي.
وهنا ينبغي على الولايات المتحدة أن تلتزم الشفافية وتكون أكثر انفتاحا حول هذه القضية في ضوء حقيقة أن زيارة كارتر لم تكن محض صدفة وإنما تحمل في طياتها هدفا مستترا.
وقد أفادت تقارير القوات البحرية الأمريكية بأن حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس ثيودور روزفلت" كانت تسير في طريق عودتها إلى مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية المطلة على الباسيفيك بعد مغادرتها يوم 15 أكتوبر الأسطول الخامس عقب وقف مهمته الرامية إلى ضرب تنظيم (داعش) في منطقة الشرق الأوسط، وتهدف من توجهها لقاعدة سان دييغو إلى الخضوع لأعمال صيانة ستستغرق عدة أشهر. وفي طريقها إلى القاعدة، شاركت في مناورات بحرية مشتركة مع الهند واليابان ودول أخرى في البحر الهندي بدءا من يوم 16 أكتوبر الماضي، ثم زارت سنغافورة يوم 24 أكتوبر.
وفي ضوء ذلك، توقع خبير عسكري طلب عدم ذكر اسمه ألا تبقى الحاملة روزفلت في بحر الصين الجنوبي لفترة طويلة وألا تتوغل على نحو واسع في المنطقة لأن مقصدها هو قاعدة سان دييغو.
وشاطره الرأي لي جيه الخبير العسكري الصيني بصحيفة ((غلوبال تايمز)) الصينية، قائلا إن حاملات الطائرات الأمريكية المزودة بمحرك نووي لا تبحر بوجه عام في المياه القريبة من الجزر الصخرية ومن ثم "لن تبحر إلى مسافة 12ميلا بحريا من الجزر الصخرية، بل ولن تبحر حتى إلى مسافة 20 ميلا بحريا منها".
وأعرب لي عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة دائما ما ترسل البارجة "يو أس أس لاسين" أو سفن القتال الساحلية من طراز "فريدوم" أو طائرات محمولة على متن سفن إلى المياه المحيطة بالجزر الصخرية في الوقت الذي تبحر فيه حاملات طائرات في المياه الأكثر سلامة لتوفر دعما وتغطية قويين لتلك السفن والطائرات، لذا ما يزعمه الجانب الأمريكي عن "إبحار الحاملة روزفلت في بحر الصين الجنوبي" يعني أنها تبحر في مياه محددة وواسعة ضمن بحر الصين الجنوبي.
لذا، تهدف الولايات المتحدة على ما يبدو من زيارة كارتر للحاملة إلى إظهار عضلاتها في بحر الصين الجنوبي أمام حلفائها في منطقة آسيا- الباسيفيك.
ومن ناحية أخرى, أشار الخبير لي إلى أن الولايات المتحدة تريد معرفة الظروف الهيدرولوجية والأرصاد الجوية في بحر الصين الجنوبي استعدادا لاحتمالية إقامة قاعدة عسكرية قابلة لاستيعاب حاملات الطائرات في هذه المنطقة، كما انتهزت فرصة عبور الحاملة بهذه المنطقة لإجراء تدريبات مشتركة مع حلفائها الإقليميين لرفع القدرة المشتركة على مواجهة التهديدات.
وهنا نؤكد, كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ, إن الصين لا تعارض أبدا الحقوق المشروعة للدول الأخرى في استخدام الطرق البحرية الدولية, وتحترم وتحمي حرية الدول الأخرى في الملاحة بالمنطقة وفقا للقانون الدولي.
ولكن الصين تعارض أية أفعال تؤدي إلى عسكرة بحر الصين الجنوبي وتفرض تهديدا على سيادة الدول الأخرى ومصالحها الأمنية تحت مسمى حرية الملاحة والطيران. وعلى الولايات المتحدة أن تكون صادقة وصريحة بشأن سلوكها ونياتها في بحر الصين الجنوبي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn