بقلم ستيفن بيري، رئيس نادي مجموعة 48
بدعوة من الملكة إليزابيت الثانية، سيقوم الرئيس شي جين بينغ من 19 إلى 23 أكتوبر الجاري بزيارة دولة إلى بريطانيا. وتكتسي هذه الزيارة دلالات عميقة، حيث لا تمثل فرصة جيدة لتعميق التعاون بين البلدين فحسب، بل مناسبة هامة لتعزيز التبادل بين الحضارتين.
على مدى أكثر من 60 سنة، شهد نادي مجموعة 48 على العديد من التغيرات في العلاقات الصينية البريطانية، وخاصة تعمق العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
بعد زيارة وزير المالية البريطاني جورج أوسبورن إلى الصين في 2012، وزيارة رئيس الوزراء البريطاني كامرون العام الماضي إلى الصين، شاهدنا تغيرا وتطورا كبيرين في العلاقات بين البلدين.
فما هي أسباب ذلك؟ وما هي إنتظاراتنا من تطور العلاقات بين البلدين؟
يتحدث الناس في الصين دائما، عن الوضع الطبيعي الجديد، عن الحلم الصيني، وعن طريق الحرير وبنك الإستثمار الآسيوي للبنية التحتية وبنك التنمية لدول البريكس. وبحلول عام 2049، ستكون الصين إقتصادا ناجحا، وستكون ثمار التنمية أكثر تقاسما بين المواطنين، ما سيمكن الصين من تحقيق ثراء الشعب وقيادة آسيا وأوروبا وإفريقيا إلى الإزدهار المشترك.
ستصبح الصين أكبر إقتصاد عالمي، وهي إقتصاد يحترم النظام والآليات الغربية، وتعمل على آرساء نموذج تنمية جديد في آسيا، للمحافظة على التنمية المستدامة. وهذا النموذج يحترم البيئة والموارد، وتطلع شعوب آسيا إلى حياة سعيدة وآمنة.
وضعت الصين في سنة 1978 أسسا جوهريا للتنمية، بما في ذلك الصادرات منخفضة التكلفة، وحضرنة الأرياف وتطوير قطاع الخدمات.
الصين بصفتها دولة آسيوية، تعمل في الوقت الحالي على ربط نموها ونمو جيرانها بشبكة مواصلات وطاقة وإتصالات حديثة في المنطقة الأوراسية لضمان تنمية أكثر إستدامة.
لكن أوروبا تبقى منطقة مختلفة في أوراسيا بالنسبة للصين. حيث تضم هذه المنطقة قوى كبيرة مثل روسيا والإتحاد الأوروبي. وتأمل الصين في أن تشكل حزاما إقتصاديا منفتحا من لشبونة وكورنوول وهمبورغ وكوبنهاغن في الغرب إلى فلاديفوستوك وبكين والفيتنام وتايلند في الشرق ومن كابتاون في الجنوب إلى هيلسنكي في الشمال، ثم إلى المناطق الواسعة في جنوب آسيا.
ستستثمر الصين خلال الـ10 إلى 15 سنة القادمة ما قيمته 8 تريليون إلى 10 تريليون دولار في كامل المنطقة، وستلعب دورا رياديا في تطوير القطارات فائقة السرعة والطرقات السريعة والقنوات المائية.
نجاح هذا النوع من التنمية لا يمكن أن يكون بمعزل عن المشاركة الإيجابية من الغرب، في ذات الوقت، سيوفر ذلك مصالح كبيرة بالنسبة للدول الغربية. كما يمكن للشركات الغربية أن تتعاون مع الصين في تنفيذ مشاريع السكك الحديدية فائقة السرعة.
في هذا الجانب، يمكن لبريطانيا أن تلعب دورا هاما. حيث سيصبح اليوان الصيني ثاني أهم عملة بعد الدولار في هذه المنطقة، وبإمكان لندن بصفتها مركزا ماليا عالميا أن تلعب دورا هاما في هذا المجال.
بإستطاعة بريطانيا أيضا تحقق منافع كبيرة من الإستثمارات الصينية في بريطانيا، كما يمكن أن تصبح شريكا للصين في تطوير طريق الحرير الجديد والجهة الغربية من المنطقة الأوراسية.
وتعكس المناطق التجارية الخاصة مستوى الإنفتاح الإقتصادي الصيني في المستقبل.
والحلم الصيني يدل على أن الصين تشبه أكثر الدنمارك من أمريكا، فقيم المجتمع الصيني تنبع من تاريخها الطويل.
كما أن الصين تسعى إلى أن تؤثر في العالم، لكن لا تسعى لأن يصبح العالم مثلها.
تكتسي زيارة الرئيس شي إلى بريطانيا أهمية كبيرة بالنسبة لتطوير العلاقات بين البلدين ومستقبلها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn