لي شيانغ يانغ: القواعد الاقتصادية الدولية تصبح مساحة جديدة في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأمريكا

قال لي شيانغ يانغ رئيس معهد البحوث الاستراتيجية فى آسيا والمحيط الهادئ والعالم التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية في لقاء صحفي مع صحيفة الشعب اليومية يوم 15 سبتمبر الجاري، ان التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني – الأمريكي سوف يشهد مواصلة نمو حجم التجارة والاستثمار،والذي على اساسه سيوسع فضاءه إلى مستوى القواعد الاقتصادية الدولية.

وأشار لي، الى ان توسيع نطاق حصة الصين وأمريكا في السوق الميزة البارزة في المرحلة الاولى من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. فبعد دخول القرن الحادي والعشرين ،باتت اتجاهات تقسيم العمل واضحة بعد زيارة تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وامريكا ،وأصبح هناك العديد من مجالات التعاون والتنسيق في مجال الاستثمارات المتبادلة والتعاون المالي.

قبل نحو عقد من الزمان منذ اندلاع الازمة المالية العالمية فى عام 2018، حقق" الاستهلاك في امريكا" و" انتاج الصين" تعزيز النمو الاقتصادي السريع في الصين وامريكا، وأصبح " محركا مزدوجا" يدفع بالنمو الاقتصادي العالمي ايضا. وبعد اندلاع الازمة المالية العالمية،اطلقت الحكومة الامريكية كقوة اقتصادية عالمية خطة انقاذ مالي ضخمة وسياسة التسيير الكمي،ومن جانبها طرحت حكومة الصين حزمة تحفيز باستثمار أربعة تريليونات يوان، ومنع التعاون بين الجانبين في مجال الانقاذ الاقتصادي تطور الازمة المالية العالمية الى الكساد العظيم . وعلى الرغم من ان سياسة المساعدات الضخمة تركت مصاعب كثيرة ، ولكن لا يمكن انكار دورها الايجابي.

في حقبة ما بعد الأزمة، ازدادت المطالبة بسياسات الاقتصاد الكلي والتنسيق بين القوى الكبرى بوضوح لتعزيز " اعادة التوازن " الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة. وكانت نقطة الانطلاق هي " مجموعة العشرين" والحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين وامريكا، ودخول التعاون الصيني الامريكي على مستوى السياسات الاقتصادية مرحلة جديدة من التنمية. وفي الوقت الذي احرزت فيه امريكا تقدما في " تقليص المديونية " و" عودة التصنيع" وجوانب اخرى، حققت الصين انجازات في الطلب المحلي ، القضاء على الطاقة الفائضة،وتسريع التحول في التنمية الاقتصادية. وعلى الرغم من عدم اكتمال هذه العملية بعد،لكن التعاون الصيني الامريكي سيعلب دورا ايجابيا لتحقيق النمو المستدام للاقتصاد فى كلا البلدين والعالم أيضا.

وعلى الصعيد الإقليمي، يمكن للصين وأمريكا تسريع بناء منطقة التجارة الحرة في اسيا والمحيط الهادئ من خلال منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).وبمجرد ان تصبح منطقة التجارة الحرة لدول آسيا والمحيط الهادي (FTAAP) حقيقة واقعة،ستلعب دورا ايجابيا كبيرا في دفع التكامل الاقتصادي في اسيا والمحيط الهادئ وتحرير الاستثمار والتجارة العالمية.

تعزز امريكا مفاوضات اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ.وفي الوقت نفسه، تعمل الصين بنشاط على تعزيز بناء " الحزام والطريق"، ودعا الى انشاء بنك الاستثمار الاسيوي وغيره من آليات التعاون المالي الاقليمي الجديدة، لتعزيز مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. والعلاقات الصينية الامريكية ليست منافسة، بل يكمل كل منهما الآخر في تعزيز عملية التكامل الاقتصادي الاقليمي.

وقال لى،ان اصلاح النظام الاقتصادي الدولي لا يتوافق مع متطلبات المصالح الصينية من جانب واحد،ولكن تمتثل لمطالب مصالح معظم البلدان.وفي السنوات الاخيرة، يشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وامريكا قلقا امريكا بشان مستوى النظام الاقتصادي الدولي ومواجهة الصين،وفهم الاصلاحات الصينية المقترحة تحدي لسيطرة الامريكية للنظام الاقتصادي الدولي. وفي الواقع،القواعد الاقتصادية الدولية والنظام هما جوهر العولمة الاقتصادية، وإذا لم تستطيع ان تعكس مصالح معظم البلدان،سوف تصبح عقبة امام التطور السلس للعولمة الاقتصادية.