تقرير إخباري: تنظيم داعش يعلن قتل رهينة كرواتي اختطفه في مصر

 القاهرة 12 أغسطس 2015 / أعلن الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اليوم (الأربعاء) قتل رهينة كرواتي اختطفه قبل ثلاثة أسابيع بقطع رأسه، ليكون أول أجنبي يتم خطفه وإعدامه من قبل الجماعات الإرهابية منذ بدء موجة العنف عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.

وبث التنظيم عبر صفحته على موقع (تويتر) صورة للرهينة الكرواتي توماسلاف سلوبك بعد قتله، ووضع رأسه على جسده. وكتب أسفل الصورة "قتل الأسير الكرواتي المشاركة بلاده في الحرب على الدولة الإسلامية بعد انقضاء المهلة وتخلي الحكومة المصرية وبلاده عنه". ولم يتسن التأكد من مدى صحة الصورة. وكان التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "ولايةسيناء" أمهل في فيديو مصور بثه في الخامس من أغسطس الجاري، على لسان الرهينة الكرواتي، الحكومة المصرية 48 ساعة لمبادلته بـ "السجينات المسلمات بالسجون المصرية".

وظهر سلوبك في مقطع الفيديو ممسكا بورقة يقرأ منها، جاثيا على ركبتيه على أرض رملية، وبجواره راية تنظيم الدولة الاسلامية، وخلفه رجل ملثم يرتدي زيا شبه عسكري، ممسكا بيده سكينا. وقال في الفيديو، الذي عنون بـ "رسالة إلى الحكومة المصرية"، إنه يدعى توماسلاف سلوبك، عمره 30 عاما، من كرواتيا، ومتزوج من ناتاشا، ولديه طفلتان سارة وإيف. وأضاف أن "جنود الخلافة للدولة الإسلامية بولاية سيناء أسروني يوم الأربعاء 22 يوليو 2015". ويعمل سلوبك في فرع القاهرة لشركة " ارديسايز - جي سي سي" الفرنسية، التي أكدت في بيان سابق أن الشاب الذي يظهر في الفيديو هو "أحد مهندسيها ويعمل بفرقتها للمسح السيزمي واختطف وفي طريقه من موقع عمله إلى مطار القاهرة".

والمهندس الكرواتي هو أول أجنبي تخطفه الجماعات الإرهابية في مصر وتعدمه، منذ بدء موجة العنف عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في الثالث من يوليو 2013. وأدان الأزهر الشريف، أكبر مؤسسة دينية في مصر والعالم الإسلامي، بشدة ما وصفه بـ" العمل الإجرامي الخسيس الذي أقدم عليه أحد التنظيمات الإرهابية من قتل الرهينة الكرواتي المختطف توميسلاف سلوبك".

وأكد الأزهر فى بيان " أن هذا العمل الشيطاني تبرأ منه كافة الأديان والأعراف الإنسانية، بل وتحرمه شريعة الإسلام التي تحرم دماء الأجانب تحريما قاطعا". وشدد على " أن هذه الجماعات الإرهابية مفسدة في الأرض، وما قامت به خيانة لله ورسوله وجماعة المسلمين، وأنه لا يجوز نسب أفعالها إلى الإسلام". وطالب بـ" ضرورة تعقب هذا التنظيم الإرهابي على جرائمه النكراء بحق الآمنين، وسرعة تقديم عناصره الخطرة للعدالة".

وأعرب الأزهر الشريف عن "خالص تعازيه لدولة كرواتيا حكومة وشعبًا، وأهل الضحية". لكن رئيس وزراء أوكرانيا زوران ميلانوفيتش قال في مؤتمر صحفي اليوم أنه ليس بوسع حكومته أن تؤكد بنسبة 100 % مقتل الكرواتي المختطف في مصر توماسلاف سلوبك. وأوضح ميلانوفيتش أن بلاده تحاول التحقق من الصورة التي يجرى تداولها على حسابات مؤيدين لداعش على تويتر، تظهر جثمانا مقطوع الرأس. الأمر نفسه لدى السلطات المصرية، التي قالت على لسان مصدر أمنى مسؤول إنه " لم ترد معلومات مؤكدة حول ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن مقتل المهندس الكرواتى المختطف توميسلاف سالوبك"، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط) الرسمية.

وأكد المصدر الأمنى "استمرار الأجهزة الأمنية في إجراءات البحث لضبط المتهمين فى واقعة الاختطاف". وكانت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية كرواتيا فيسنا بوسيتش زارت القاهرة في السابع من أغسطس الجاري، حيث التقت وزير الخارجية سامح شكري، الذي أطلعها على الجهود المكثفة التي تقوم بها السلطات المصرية لمحاولة التعرف على مكان احتجاز توميسلاف سالوبك. وتشهد مصر، خاصة سيناء معقل الجماعات الجهادية المسلحة منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو 2013، هجمات تستهدف في الغالب قوات الجيش والشرطة، التي تشن حملات متواصلة لتصفيتها.

ويتبنى معظم هذه الهجمات جماعات جهادية، خاصة جماعة (أنصار بيت المقدس) ، التي بايعت قبل شهور تنظيم (داعش) الذي يسيطر على مساحات شاسعة في العراق وسوريا وبعض الأراضي الليبية، وأطلقت على نفسها اسم تنظيم "ولاية سيناء". كما تبنى التنظيم هجمات في قلب العاصمة القاهرة، حيث نفذ في 11 يوليو الفائت، هجوما بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الايطالية، أوقع قتيلا، وكان الأول ضد بعثة دبلوماسية في مصر منذ بدأ الجهاديون حملتهم. وتقود الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا دوليا تشارك فيه دولا أوروبية وعربية للقضاء على داعش./نهاية الخبر/