القاهرة - المنيا 16 فبراير 2015 /حالة من الحزن تخيم على قرى مركز سمالوط بمحافظة المنيا جنوب القاهرة في أعقاب قيام تنظيم داعش ببث فيديو مصور لعملية قتل 21 مصريا مسيحيا من ابناء قرى تابعة للمركز.
ويتوزع القتلى الـ 21 مابين 13 قتيلا من قرية العور التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، و8 أخرين من قرى سمسون والسوبي ومنشاة منقطين والجبالي والقطوشة التابعة لمركز سمالوط أيضا.
وبحسب مراسل (شينخوا) فقد تحولت قرية العور التي تبعد عن مدينة سمالوط 15 كم إلى سرادق كبير للعزاء، لايوجد مظاهر أخرى للحياة الطبيعية، الحزن خيم على القرية التي اتشحت بالسواد.
وأنت تدخل القرية يتنامى إلى أسماعك صراخ النساء وعويلهم، وتشهد عينيك أفواج وحشود من القرى المجاورة مسلمين ومسيحيين يتوافدون إلى القرية للعزاء في القتلى الـ 21 بليبيا
كما توافد عدد كبير من الأقباط على كنيسة مار مرقص بالقرية لتقديم العزاء وحضور القداس الذي اقامته الكنيسة ترحما على ارواح الضحايا، وذلك بمشاركة عدد من المسئولين المحليين والقساوسة.
لم يتوقف صراخ وعويل وبكاء السيدات من اسر الضحايا، فيما انتشرت تعزيزات أمنية في محيط القرية، وتم الدفع بثلاث سيارات اسعاف تحسبا لأية طوارئ أو حدوث حالات إغماء أو إصابات خلال مراسم العزاء الشعبي.
وتجمع عشرات الشباب أمام كنسية مار مرقص بالقرية ، مرددين الهتافات المنددة بالمذبحة وبقتل اخوانهم، ومطالبين بالقصاص، ومؤكدين دعمهم للخطوات التي يقوم بها الجيش المصري للقصاص والثأر للضحايا.
سمير مجلي 45 سنة، من قرية العور، ووالد أحد القتلى الذين قتلهم تنظيم داعش ذبحا في ليبيا ويدعى جرجس 22 سنة، قال لوكالة أنباء (شينخوا) إن ابنه سافر إلى ليبيا من قبل مرتين، وفي المرة الثالثة حدث ما حدث، وتم اختطافه من قبل تنظيم داعش.
واضاف مجلي أن ابنه كلمه بعد سفره بأربعة أيام، ثم انقطع عن الاتصال بهم تماما لفترة طويلة،وأنه منذ نحو شهرين تحدث معهم، وأخبرهم أنه لا يتصل بهم لأنه هارب، مشيرا إلى وجود خطر كبير يحيط بهم.
وأوضح أنه اختبئ بعد وصوله إلى ليبيا بسبعة ايام، ولم يستطع النزول، مؤكدا أنه ينتظر ربما ترجع الأمور إلى طبيعتها.
واشار مجلي إلى أن ابنه كان يعمل مع شخص ليبي مسلم، وانه كان يشيد به وبتعاملاته معهم، وانه لم ير منه أي شيئ سيئ طوال فترة عمله.
وأعلن تنظيم داعش في ليبيا عبر شريط فيديو بثه على الإنترنت مساء الأحد إعدام 21 قبطيا مصريا "ذبحا".
ويظهر الفيديو الذي بث تحت عنوان "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) وهم يقتادون الرجال المصريين الذين ارتدوا ثيابا برتقالية اللون وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم على ما أسموه "ساحل ولاية طرابلس على البحر الأبيض المتوسط" ثم يجبرونهم على الجثو على ركبهم، قبل أن يقوموا بذبحهم.
من جانبه، نعى الكاهن اسطفانوس شحاته مطران سمالوط بمحافظة المنيا وفاة 21 قتيلا من أبناء سمالوط على يد جماعة داعش المسلحة بعد مرور أكثر من شهر على اختطافهم اثناء عملهم بمدينة سرت الليبية.
وأعرب اسطفانوس لوكالة أنباء (شينخوا) عن اعتقاده بأن الشهداء تم ذبحهم منذ فترة، و أن المهلة التي منحوها عندما تم نشر الفيديو للشهداء اثناء ارتدائهم زي الاعدام منذ ثلاثة أيام لاعادة سيدتين ماهي إلا خدعة وتلاعب بمشاعر أسر الضحايا.
وطالب اسطفانوس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة ابراهيم محلب بضرورة اجلاء الرعايا المصريين الأقباط الموجودين داخل الأراضي الليبية حفاظا على أرواحهم.
وأضاف أنه في حال تمكن أجهزة الدولة من اعادة جثامين الشهداء ستقام الصلوات والقدسات عليهم بمسقط رأسهم.
و نظم العشرات من المصريين المسلمين والمسيحيين وقفة أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تنديدا بالحادث الإرهابي الغادر الذي وقع أمس في ليبيا وراح ضحيته 21 مصريا مسيحيا.
وأعرب المشاركون في الوقفة عن تأييدهم للرئيس عبد الفتاح السيسي ورد مصر على ذلك الحادث بقصف معاقل داعش في الأراضي الليبية ، كما رددوا هتافات مناهضة لجماعة "الإخوان المسلمين"، وتنظيم "داعش" والجماعات المتطرفة.
وقال السيسي، في كلمة وجهها للشعب، وبثها التلفزيون الرسمي، مساء أمس "الأحد" عقب إعلان تنظيم داعش ذبح 21 مصريا في ليبيا، " أوجه خالص التعازي للمصريين في مصابهم، وهو مصاب مصر كلها، ونشعر جميعا كمواطنين بالحزن والألم".
وأضاف أن مصر ودول العالم أجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات إرهابية، وآن الأوان للتعامل معها دون انتقائية أو ازدواجية معايير.
وأكد أن " مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسب، للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية، ولقد دعوت مجلس الدفاع الوطني للانعقاد فوراً وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها".
وواصل " إن هذه الأعمال الجبانة لن تنال من عزيمتنا، وإن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل لقادرة بتصميم وإرادة شعبها العظيم ، على دحره والقضاء عليه ، فمصر لا تدافع عن نفسها فقط ، ولكن تدافع عن الإنسانية بأكملها من هذا الخطر المحدق بها".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn