بقلم/ ليو باو لاي، نائب الرئيس السابق للجمعية الدبلوماسية للشعب الصيني، سفير الصين السابق لدى دول الشرق الأوسط، عضو مؤسسة الصين للدراسات الدولية
يجري في الوقت الراهب بحث تشكيل قوة تدخل عربية، تضم مصر و الاردن والإمارات لمكافحة المنظمات الارهابية والدفاع عن الامن في المنطقة. وذكرت تقارير صحفية نقلت عن مصادر موثوقة قولها أن قوات عربية من الدول الثلاث قد يتم توسيعها وإشراك دول عربية أخرى فيها مع تطور التجربة،وهي مستعدة للتدخل عند الحاجة في أي منطقة من المناطق التي يتهدد فيها أمن هذه الدول، وسيشمل التدخل كذلك المناطق المحيطة بها، وجميع منطقة الشرق الاوسط. كما قدرت المصادر حجم القوة بما يتراوح بين 20 و40 ألفا.
إن السبب المباشر أو السبب الظاهر وراء شن القوات المصرية هجمات بالطائرات على معاقل تنظيم " الدولة الإسلامية" وغيره من التنظيمات الإرهابية في ليبيا، هو الرد على عملية ذبح 21 مصرياً قبطياً، ومع ذلك، يبدو أن السبب الرئيسي أكثر اتساعا وعمقا.
أولا، مصر تأمل في تعزيز التماسك الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية
اظهرت الضربة العسكرية الكبيرة والسريعة التي وجهتها القوات المسلحة المصرية على معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية" في ليبيا، قوة وشجاعة مصر في تحمل المسؤولية، حماية ودعم مليون عامل مصري في ليبيا، وتحقيق العدالة لأبنائها الذين قتلوا على أيدي الارهابيين. ومن جهة اخرى، تريد مصر من خلال هذا التدخل العسكري تسليط الضوء على موقف الرأي العام، ومن اجل تعزيز مصداقية الحكومة المصرية وتأكيد سيادة الامة الذي يضمن المساواة الكاملة بين أبناء الوطن الواحدِ بغض النظر عن العقيدة من أجل توحيد الاغلبية للتركيز على مكافحة القوى الإسلامية المتطرفة.
ثانيا، فتح معركة جديدة ضد الارهاب، تعزيز آثارها الدولية
إن قيام القوات الجوية المصرية بعملية عسكرية مشتركة في ليبيا سوف يوفر بلا شك فرصة جديدة للمزيد من التدخل المصري في الشؤون الليبية، وإضفاء الشرعية. ومن الآن وصاعدا، سوف تدعم مصر الحكومة العلمانية في ليبيا،و مساعدة النظام على السيطرة الكاملة في اقرب وقت ممكن، كما سوف تدعم القوات المسلحة في مكافحة تنظيم " الدولة الاسلامية" بما في ذلك القوى الدينية الاخرى. مما يساعد على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وليبيا وضمان تصدير العمالة المصرية الى ليبيا وسلامة الحدود. بالاضافة الى ذلك، اجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مكالمة هاتفية مع نظيره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ،ودعا إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، التي من شأنها تحسين الخطاب المصري حول الأوضاع في ليبيا دوليا، ويساعد على اعادة مكانة مصر كقوة عظمى ونفوذها في المنطقة، وبالتالي الرائدة على المستوى الإقليمي في مجال مكافحة الارهاب.
ثالثا ،تحسين العلاقات المصرية ـ الامريكية
لم تعد العلاقات المصرية ـ الامريكية سلسة بعد تولي عبد الفتاح السيسي منصب رئيس مصر. حيث لم تشارك مصر في التحالف الدولي الذي تقوده امريكا لمكافحة تنظيم " الدولة الاسلامية"، ولم يزر السيسي امريكا حتى الآن. ولكن من الناحية الإستراتيجية ، فإن كلا الجانبين بحاجة بعضهما البعض. فمنذ وقت ليس ببعيد، زار وزير الخارجية المصري امريكا لمناقشة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، و الغارات الجوية المصرية في ليبيا تعكس التعاون الثنائي في مجال مكافحة الارهاب. و إن رفع مصر راية مكافحة الارهاب عاليا وقيادة عملية مكافحة الارهاب في فائدة امريكا، مما سوف يساعد على زيادة الدعم الامريكي لمصر وتعزيز تطوير العلاقات الثنائية.
رابعا، تعزيز العلاقات بين مصر والسعودية ودول خليج اخرى
تمر مصر بمرحلة انتقالية صعبة بحاجة ملحة الى مساعدة سعودية ودول خليج اخرى لتجاوزها،في حين تواجه الاخيرة وخصوصا اليمن تهديدات تنظيم " الدولة الاسلامية". وإن اظهار القوات الجوية المصرية بأنها قوة اقليمية يمكن الاعتماد عليها يعزز العلاقات المصرية الخليجية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn