مساهمات الصين للعالم بعد الحرب العالمية الثانية: تجربة مكافحة الفقر (2)

المشاركة في التجارب الصينية

حظيت أعمال الصين في مجال تخفيف الفقر بتأييد كبير من المجتمع الدولي. ومع تطور أعمال تخفيف الفقر في الصين، يرغب عدد متزايد من الدول النامية والمنظمات الدولية في المشاركة في التجارب الصينية في هذا المجال. قال ليو شو ون، نائب مدير إدارة التعاون الدولي ومساعدة الفقراء بمكتب مساعدة الفقراء التابع لمجلس الدولة الصيني، إن الصين تشارك بنشاط في الجهود الدولية لتخفيف الفقر وتعمل على بناء منصة تبادل وتعاون لتخفيف الفقر على المستوى العالمي، وتشاطر الدول النامية في تجارب تخفيف الفقر. خلال العشر سنوات الأخيرة، نظمت الصين أكثر من مائة ندوة لتبادل تجارب تخفيف الفقر مع أكثر من ألف وخمسمائة متخصص في جهود تخفيف الفقر من مائة دولة، وتشكل من ذلك منتدى 17/10 الدولي لتخفيف الفقر والتنمية الرفيع المستوى، ومنتدى التنمية الاجتماعية وتخفيف الفقر بين الصين وآسيان (رابطة دول جنوب شرقي آسيا)، ومؤتمر تخفيف الفقر والتنمية بين الصين وإفريقيا، ومشروع التبادل بين مسؤولي الأرياف من دول آسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من مشروعات التبادل.

في مايو عام 2014، عقدت الدورة الخامسة لمؤتمر تخفيف الفقر والتنمية للصين وإفريقيا، حيث أصدر الجانبان الصيني والإفريقي ((منهاج التعاون الصيني- الإفريقي في تخفيف الفقر))، بهدف مناقشة استراتيجيات وسياسات تخفيف الفقر وتبادل تجارب تخفيف الفقر والتنمية والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة على هذه المنصة.

في نوفمبر عام 2014، حضر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، الدورة السابعة عشرة لاجتماع قمة آسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية، واقترح اتخاذ اقتلاع الفقر كمجال ذات أولوية في التعاون بين دول آسيان والصين واليابان وكوريا الجنوبية، وسيوفر الجانب الصيني مائة مليون يوان، لتنفيذ خطة تخفيف الفقر في الأرياف وإنشاء مناطق نموذجية للتعاون في تخفيف الفقر، سعيا إلى تحقيق "لكل شخص طعام" في شرقي آسيا.

في السابع عشر من ديسمبر عام 2010، قال آجاي تشيهبر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت، في مؤتمر صحفي بمقر بنك التنمية الآسيوي، إن الصين لم تنجح في تخفيض عدد الفقراء فيها بشكل كبير فحسب، وإنما أيضا تتمتع بالقدرة والتجارب في مساعدة الدول النامية الأخرى على تحقيق أهداف تخفيف الفقر، وتلعب دورا هاما في قضية تخفيف الفقر على مستوى العالم في الوقت الحالي. وتعتبر الصين القوة القيادية في دفع عملية تحقيق "الأهداف الإنمائية للألفية" للأمم المتحدة، والتي إذا تحققت في موعدها المحدد بحلول عام 2015، تكون مساهمة الصين في ذلك كبيرة لا تمحى.

تحققت "الأهداف الإنمائية للألفية" قبل الموعد، ولكن ممارسة الصين في المشاركة في تجاربها لتخفيف الفقر مع الدول الأخرى لن تتوقف.