الخرطوم 9 يوليو 2015 / انطلقت بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان اليوم (الخميس) الاحتفالات بالذكرى الرابعة لاستقلال جنوب السودان التي تحل في وقت تعاني فيه البلاد من ويلات حرب أهلية انزلقت اليها منذ النهاية العام 2013.
ونال جنوب السودان استقلاله رسميا عن السودان فى التاسع من يوليو من العام 2011 بموجب استفتاء جرى تنظيمه فى يناير من العام ذاته.
وجاء الاستقلال بموجب اتفاقية سلام (نيفاشا) التى ابرمت فى العام 2005 وأنهت واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا، ومهدت لإجراء استفتاء شعبي في يناير 2011،صوت فيه الجنوبيون بنسبة تفوق الـ98% لصالح الانفصال.
بيد ان فرحة سكان الجنوب بالاستقلال لم تدم طويلا بسبب القتال الذى نشب منتصف ديسمبر من العام 2013 بين الجيش الحكومى ومنشقين عنه يدينون بالولاء لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
ومنذ الصباح الباكر ، احتشد مئات الجنوبيين حول ضريح الراحل جون قرنق ، وهو زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ، والذى وقع مع حكومة السودان اتفاق السلام الشامل الذى انهى الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان ، وذلك قبل ان يلقى حتفه فى حادث تحطم طائرة فى العام 2005.
وانتظمت في ساحات وشوارع العاصمة الجنوبية جوبا مسيرات شعبية وصلوات دينية فى الساحات العامة إحتفالا بذكرى استقلال جنوب السودان ، فيما ارتفعت اعلام دولة الجنوب فوق اسطح المنازل والمرافق الحكومية.
ومن المنتظر ان يلقى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت خطابا اليوم ، يتوقع ان يركز على الوضع الحالى فى الجنوب ، وما تنتظر حكومته من تحديات تتعلق بايقاف الحرب وتحقيق السلام ومعالجة الاوضاع الاقتصادية المتردية.
وبالتزامن مع حلول الذكرى الرابعة لاستقلال جنوب السودان ، اعلنت الامم المتحدة ارتفاع اعداد المشردين فى جنوب السودان وتزايد اعداد اللاجئين الفارين الى دول الجوار هربا من جحيم الحرب.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استفان دوغريك فى وقت سابق " ان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) كشف أن عدد اللاجئين من جنوب السودان بلغ أكثر من 740 ألف شخص، بينما وصلت أعداد المشردين داخليا إلى أكثر من 1.5 مليون نسمة".
وتسببت الحرب التى اندلعت بين الجيش النظامى الموالى لرئيس الدولة سلفاكير ميارديت ومنشقين عنه يدينون بالولاء لنائب الرئيس السابق رياك مشار ، فى تكسير مفاصل الدولة الوليدة واهدار مواردها الضعيفة اصلا.
وبعد اربعة اعوام من اعلان استقلال الجنوب رسميا ، وقف الرئيس سلفاكير امام البرلمان الاربعاء ليقر ، ولاول مرة ، بأن حكومته فشلت في تطبيق القوانين مما شجع علي انتشار الفساد واختلاس المال العام في كل المؤسسات الحكومية.
وقال كير " ان جنوب السودان لم يستقل إقتصاديا رغم إعلانه دولة مستقلة في العام 2011 " ، واتهم الرئيس افرادا من وزارة المالية بالفساد ، وطالب وزير المالية باجراء تعديلات واسعة في الوزارة وفصل كل الذين تورطوا في انتهاك القانون.
وأكد سلفاكير ان تحديات كبيرة تواجه حكومته فى المرحلة المقبلة ، وفى مقدمتها "تحقيق السلام في ربوع البلاد" ، مشددا على التزام حكومته بثقافة السلام وتقبل الحوار والمصالحة ورفض العنف الذي انتشر في كل المجتمعات.
ودعا كير معارضيه الى العودة الى طاولة التفاوض من اجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع المسلح فى جنوب السودان.
ولا يعتقد ان دعوة كير ستجد اذانا صاغية من قبل المتمردين الذين يسعون الى الاطاحة بالنظام القائم فى جوبا ، وجاء رد المتمردين رافضا لدعوة الحوار.
وقال مناوة بيتر المتحدث الرسمى باسم جماعة رياك مشار فى تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم " تتحمل حكومة سلفاكير مسؤولية ما يحدث فى جنوب السودان ، انها من وأدت احلام شعبنا وأهدرت موارد بلادنا".
وأضاف "ليس مقبولا ان يدعو للحوار ، وهو يكرس لسياسة الأمر الواقع من خلال تمرير قرار بتمديد ولايته لثلاث سنوات ، انه فعل عبثى لا يساعد على تحقيق السلام".
ومدد برلمان جنوب السودان امس الاربعاء رسميا فترة رئاسة الرئيس سلفاكير ميارديت لمدة ثلاث سنوات.
وقال المتحدث الرسمى باسم برلمان جنوب السودان توماس وانى لوكالة ((شينخوا)) أمس "لقد قرر البرلمان تمديد ولاية الرئيس سلفاكير ميارديت لفترة جديدة مدتها 3 سنوات ، وذلك بعد ان وافق اعضاء البرلمان على ذلك فى تصويت جرى فى مارس الماضى".
واضاف " لن يكون مطلوبا من الرئيس كير تأدية اليمين الدستورية لانه يشغل فعليا منصب رئاسة الجمهورية".
ويثير الوضع فى جنوب السودان قلق المجتمع الدولى الذى عجز حتى الآن عن ايجاد مخرج للأزمة الجنوبية رغم ما تم اتخاذه من قرارات عقابية ، كان اخرها فرض مجلس الأمن الدولي قبل نحو اسبوع عقوبات على 6 قادة عسكريين في جنوب السودان.
وبمناسبة الذكرى الرابعة لاستقلال جنوب السودان ، قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون فى بيان صحفى " لن أنسى أبدا الشعور بالبهجة والأمل، تلك الذكريات هي أكثر إيلاما اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة لبلد يفتقر إلى الامل".
وأضاف "ان شعب جنوب السودان يواجه معاناة، ومستويات غير معقولة من أفعال الإساءة والاستغلال الجنسي على نحو خال من الضمير، وبدلا من التقدم والتطور الذي كنا نأمل جميعا أن نشهده، نزح أكثر من 1.6 مليون شخص، من بينهم أكثر من 150 ألف شخص إلى مواقع حماية بعثة الأمم المتحدة في البلاد".
ووصل الرئيس الأوغندي يوري موسفيني صباح اليوم الى مدينة جوبا عاصمة الجنوب للمشاركة في احتفالات ذكرى الاستقلال ، وكان في استقباله نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني إيقا.
كما وصل للغرض ذاته ، وزراء خارجية كل من السودان إبراهيم غندور؛ وإثيوبيا تيدروس أدحانوم؛ ومصر سامح شكري؛ ووزيرة خارجية كينيا أمينة محمد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn