الخرطوم 25 يونيو 2015 / منذ تفجر الصراع الدموى فى جنوب السودان فى منتصف ديسمبر من العام 2013 ، اثبتت افادات موثقة لمنظمات دولية واقليمية ان الاطفال هم اكثر الشرائح تضررا من نزاع فرقاء الجنوب. وقالت الهيئة الحكومية للتنمية فى شرق أفريقيا (ايغاد) فى احدث تقرير لها اليوم (الخميس) ان مجموعة مسلحة فى جنوب السودان قامت بتجنيد ما يصل إلى ألف طفل فى ولاية أعالى النيل فى شمال البلاد والتى شهدت معارك ضارية مؤخرا. وخلص تحقيق أجراه خبراء من منظمة ايغاد الى "أن متمردى (الشلك) بقيادة الجنرال جونسون اولونى قاموا بتجنيد ما بين 500 إلى ألف طفل ،
تتراوح أعمار الغالبية منهم ما بين 13 إلى 17 عاما فى اوائل شهر يونيو فى مركز تدريبى حول مدينة ملكال". وجاء فى التقرير "لقد قام المتمردون بتجنيد الأطفال قسريا خلال عمليات تفتيش من منزل لمنزل فى قريتى كودوك وواو شيلوك ، وتقعان بالقرب من ملكال وأخذوا الأطفال إلى مخيمات التدريب الخاصة بهم". وهذه ليست المرة الاولى التى توجه فيها اتهامات الى اطراف متعددة فى جنوب السودان بممارسة التجنيد القسرى للاطفال ودفعهم الى اتون الحرب الاهلية التى تعصف بدولة جنوب السودان. وقال المحلل السياسى الجنوبى بيتر منجلواك ، لوكالة انباء ((شينخوا)) "ان تجنيد الاطفال عمل ممنهج ومستمر من قبل معظم الاطراف المتحاربة فى جنوب السودان". واضاف " انهم يصرون (ويقصد المتحاربين فى الجنوب) على تدمير مستقبل الجنوب الذين يمثله الاطفال ، فبدلا من دفعهم لقاعات الدراسة للتعلم ، يدفعونهم لحمل البندقية والمشاركة فى حرب لا يعرف الاطفال اسبابها". وتابع " ان فرقاء الجنوب يتحملون مسؤولية اخلاقية وقانونية تجاه الاطفال الذين يجرى تجنيدهم بشكل ممنهج ، سياتى يوم لعقاب هؤلاء على ما اقترفوه بحق الطفولة ، انه عمل مخز ووصمة عار على جبين تجار الحرب". وكان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) نشر مؤخرا تقريرا عن
ارتكاب أعمال قتل مروعة لأطفال في جنوب السودان، فضلا عن قيام عصابات بعمليات اغتصاب جماعي وقتل لفتيات لا تتجاوز أعمارهن ثمانية أعوام. وقدمت اليونيسيف افادات محزنة وروايات رواها ناجون لفظائع قالت المنظمة الاممية انه لا يمكن وصفها ، عن اعمال قتل لاطفال وعمليات اغتصاب لفتيات لم يبلغن سن العاشرة. وقال المدير التنفيذي لليونيسيف أنتوني ليك فى بيان ان "ناجين قالوا إن صبية تعرضوا للخصي وتركوا ينزفون حتى الموت، كما اغتصبت وقتلت فتيات لا تتجاوز أعمارهن ثماني سنوات". وأضاف أن "أطفالا ربطوا معا قبل أن ينحرهم المهاجمون، بينما ألقي بعض آخر في مبان محترقة". ووفقا لليونيسيف فان نحو 13 ألف طفل جندوا للقتال في إطار الحرب الأهلية التي اندلعت فى ديسمبر 2013، إثر نزاع بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار. ووفقا لاحصائيات أممية فان نحو 129 طفلا على الأقل قتلوا خلال المعارك التى شهدتها ولايتا الوحدة واعالى النيل المنتجتين للنفط فى مايو الماضى. والى جانب التجنيد القسرى ، يواجه نحو ربع مليون طفل خطر المجاعة فى جنوب السودان ، بينما يحتاج ثلثا سكان البلاد البالغ 12 مليون نسمة إلى المساعدات، ويواجه 4.5 ملايين شخص نقصا حادا فى المواد الغذائية ، بحسب الأمم المتحدة. وحذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن نحو 250 ألف طفل يواجهون مخاطر الموت بسبب الجوع في جنوب السودان الذى يشهد مواجهات عسكرية منذ 2013. وقال توبي لانزر منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في جنوب السودان في تقرير "يواجه طفل من بين كل ثلاثة اطفال نقصا حادا في التغذية، ويتهدد الموت جوعا نحو 250 ألف طفل". وأضاف " وفقا لاحصاءات فان 8 ملايين من أصل 12 مليون نسمة في جنوب السودان يحتاجون إلى مساعدة، وأن 4.6 مليون منهم قد يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية". وادت المواجهات العسكرية الاخيرة فى ولايتى اعالى النيل والوحدة النفطيتين إلى نزوح الاف المدنيين صوب مناطق آمنة او مقار حماية تابعة للأمم المتحدة. ويسعى الصليب الأحمر إلى توزيع حصص غذائية على نحو 330 ألف شخص هذا العام في جنوب السودان في ثاني أكبر عملية له في أنحاء العالم بعد سوريا. ويخوض جيش جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر من العام 2013 حربا مفتوحة ضد منشقين عنه يدينون بالولاء لرياك مشار النائب السابق لسلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان. وأدت الاشتباكات التي أخذت بعدا عرقيا إلى مقتل الآلاف من مواطني جنوب السودان وفرار 1.9 مليون شخص من منازلهم.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn