بقلم/ تانغ جيان دوان، عضو مجلس بنك الافكار التابع لمعهد دراسات الشرق الاوسط في جامعة اللغات الأجنبية بشنغهاي
قام ولى ولى العهد، وزير الدفاع السعودى، الأمير محمد بن سلمان ووفد مرافق له بزيارة إلى روسيا مؤخرا، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ. وتوصل الجانبان الى توقيع سلسلة من الاتفاقيات ، على رأسها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، والطاقة وغيرها من الاتفاقات الاخرى. وفي المقابل، اعلن العاهل السعودي الملك سلمان فجأة عدم المشاركة في القمة الأمريكية الخليجية في كامب ديفيد الشهر الماضي، ما فاجأ رئيس الامريكي اوباما و شكل "صدمة" للبعض.
ورفض العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما والسماح لابنه ولى ولى العهد، وزير الدفاع السعودى، الأمير محمد بن سلمان لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوة جديرة بالدراسة والتمحيص والاهتمام .
خطوة توجه السعودية الحليف القوي لأمريكا نحو روسيا في ظل حالة التوتر التي تشهده العلاقات الروسية الامريكية على خلفية الأزمة الأوكرانية وممارسة الدول الغربية الحليفة لأمريكا جميع الضغوطات ضد روسيا، تتضمن الاسباب الثلاث التالية:ـ
أولا، التعاون مع روسيا لحفز أمريكا
اثار اختلاف وجهات نظر السعودية وأمريكا حول القضية النووية الايرانية وسوريا استياء كبير لدى السعودية. وترى الاخيرة ان ذوبان الجليد في العلاقات الإيرانية الأمريكية دام 20 عاما مفاجئ ودون اخذ مصالح السعودية بعين الإعتبار. كما لا تزال السعودية تحمل ضغينة اتجاه امريكا بعد تراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما في اللحظة الاخيرة عن تهديده بالتحرك ضد سوريا اذا ما تخطي بشار الاسد ما اسماه بـ "الخط الأحمر". لكن السعودية لا يمكن ان تتخلى عن الدعم الامريكي على الاقل في الوقت الراهن، خاصة في ما يخص الدعم الامريكي في الحرب في اليمن. وعليه، فإن زيارة ولى ولى العهد، وزير الدفاع السعودى، الأمير محمد بن سلمان الى روسيا ما هي إلا رسالة توضح عدم الارتياح السعودي تجاه السياسة الامريكية.
ثانيا، الاعتماد على روسيا في تحقيق التنمية النووية
الموقف السعودي اتجاه القضية النووية الايرانية واضح، وهو تخلي إيران تماماً عن السلاح النووي أو الحفاظ على العقوبات. لكن، رفض ايران التخلي عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خلق نوع من الشك عند السعودية الذي ادى الى ان تعتقد بان ما يسمى بـ " الاستخدام السلمي" ما هو إلا ستار تستخدمه ايران لاستمرار في السعي لامتلاك الاسلحة النووية. لذلك، اعلنت السعودية مؤخرا أنها تعتزم بناء 16 مفاعلاً نووياً. ومن البديهي ان يترتب عن هذه الخطة أثارا : تحويل المنشآت من الاستعمال للأنشطة المدنية الى الاستعمال العسكري اذا لزم الامر. ووفقا لذلك، اعلنت السعودية مؤخرا عن خطة دعم وتمويل الف موظف فني وتقني في مجال الطاقة النووية. لكن، امريكا لن تساعد السعودية في بناء مفاعلات نووية، كما لا يمكن للدول الاخرى الخاضعة للضغط الامريكي أن تتحمل لوحدها هذا العبء الكبير، في حين قد يلبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطلعات السعودية.
ثالثا، تعزيز قدرات الأمير محمد بن سلمان
اعتماد سلمان بن عبد العزيز على محمد بن سلمان نقطة تظهر جليا على السطح. حيث ساهم تولي الأمير محمد بن سلمان مهمة متابعة خطط ضرب أهداف في اليمن في رفع من شعبيته. وتوصل محمد بن سلمان الى توقيع سلسلة من اتفاقات خلال زيارته الى روسيا، بالرغم من الجمود الذي اصاب الحرب في اليمن. وفي ظل هذيان وسائل الاعلام في موجة حر، باتت " الزيارة التاريخية" اكثر ظهورا ووضوحا، وهذا الحديث غير مبالغ فيه. فقد كانت السعودية تتبع امريكا وتعتبر الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا خصما لها طيلة فترة الحرب الباردة وحقبة ما بعد الحرب الباردة. وتحقيق الزيارة الاهداف المرجوة منها لا سيما مشروع المفاعل النووي سيغير الهيكل الجيوسياسي في الشرق الاوسط.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn