العديد من الدول تعيد النظر في سياستها في الشرق الاوسط في ظل الفوضى التي تشهدها العراق. وإن اللافت للنظر والجدير بالاهتمام هو موقف امريكا وايران بشأن القضية العراقية، والتقارب الروسي السعودي الهادئ.
زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين 20-21 يونيه الجاري، وتضمن برنامج زيارته لقاءات مع ممثلي القيادة السعودية، وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل لروسيا يوم 3 يونيه الجاري واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد تكون هذه الزيارات والاتصالات المكثفة بين الجانبين بداية التقارب السعودي الروسيفي ظل الفوضى في العراق،إلا أن الحديث عن التقارب الروسي السعودي يثير الدهشة لان مواقف البلدين بشأن القضية السورية متناقضة، وتوتر العلاقات الروسية السعودية على نحو متزايد.
في الواقع، الموقف السعودي اتجاه القضية السورية يرتبط ارتباطا وثيقا مع ايران. حيث تدعم السعودية المعارضة السورية لاسقاط الحكومة السورية الموالية لايران.
كما يرتبط الموقف السعودي اتجاه الازمة العراقية ارتباطا وثيقا بالمذاهب الدينية، حيث أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شيعي وله علاقة وثيقة مع ايران، لذلك السعودية لم تقبل به. وفي الانتخابات السابقة في العراق، كانت السعودية تتطلع الى أن تحل قوى سنية بدلا من حكومة المالكي، ولكن فشلت في الانتخابات السابقة.
فشلت الدبلوماسية السعودية في حل القضية السورية والعراقية خلال العام الماضي، كما ان امريكا حليفها التقليدي لم تعد متحمسة للقضايا في الشرق الاوسط. وفي الواقع، تعتبر السعودية " أزمة الاسلحة الكيميائية السورية" ، "محادثات السلام الفليسطينية الاسرائيلية" و " الفوضى في العراق"،و قرار امريكا " العودة الى آسيا والمحيط ، " الهروب من الشرق الاوسط". وبالتالي، تسعى السعودية الى "العمل لوحدها " والتخلص من تقاليد الاعتماد على امريكا. مما يؤدي الى عزلتها في الدبلوماسية الدولية، حيث يكثر الاعداء ويقل الاصدقاء.
يعتبر الموقف الروسي سلبيا في الشرق الاوسط مقارنة مع المشاركة السعودية النشطة. أولا، رفض روسيا التدخل الامريكي والغربي لاي سبب من الاسباب في سوريا .ومن ناحية اخرى، رفض روسيا نشر افكار التطرف الاسلامي في الشرق الاوسط، لان مثل تلك الافكار قد تتسرب الى منطقة القوقاز التي تسيطر عليها روسيا. لذلك، الحفاظ على الاستقرار في جميع الدول في منطقة الشرق الاوسط وتعارض التدخل الخارجي اصبح الاولية القصوى في السياسة الروسية اتجاه الشرق الا وسط.
الموقف الروسي والسعودي اتجاه القضايا في الشرق الاوسط مختلف ولا يمكن التوافق بينهما. ولكن في ظل التغيرات التي تشهدها سوريا والعراق فإنه:ـ أولا، ظهور حالة من الاستقرار تدريجيا في ساحة المعركة في سوريا، حيث سلطت الانتخابات الرئاسية التي اجريت قبل فترة الضوء على حالة الثقة في حكومة بشار الاسد. ثانيا، مواجهة العراق خطر توسع المتطرفين المسلحين اثار ذعر في البلدان المجاورة.ثالثا، فتح الرئيس الايراني الجديد جولة جديدة من التفاعل مع السعودية، وكثرة الزيارات السياسية خفف من حدة العداء بين السعودية وايران.
وفي ظل هذه الحالة، يجب على السعودية النظر بجدية في كيفية السيطرة على القوى المتطرفة المنتشرة. حيث أن التطرف المسلح ليس منتشرا في سوريا والعراق فقط ، وإنما سوف يتجاوز الحدود وينتشر في الدول العربية الاخرى.وفي ظل عدم سقوط حكومة بشار الاسد حتى الآن، وسحر الدبلوماسية الايرانية في عهد روحاني، سوف تشهد الدبلوماسية السعودية تغيرات ايضا. كما ان انسحاب امريكا من الشرق الاوسط يعب المهمة على السعودية التي لا تستطيع وحدها وقف الفوضى المنتشرة في الشرق الاوسط.
وروسيا بصفتها "دولة كبرى خارج المنطقة" قادرة على التعاون في المنطقة خلاف ايران. كما أن السعودية بحاجة الى التعاون والتنسيق السياسي مع الدول الكبرى لوقف الفوضى في العراق. بالاضافة الى ذلك، فإن المصالح الروسية الهائلة في الشرق الاوسط يقرر تعاونها مع السعودية. وإن التقارب الروسي السعودي يعتبر التعديل السلبي في ظل تعقيدات الوضع في منطقة الشرق الاوسط.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn