خبير برازيلي: الصين والبرازيل بإمكانهما أن تصبحا شريكين في إنارة إفريقيا

ريودي جانيرو 18 يونيو 2015 / قال خبير برازيلي لوكالة ((شينخوا)) إن البرازيل والصين بإمكانهما العمل معا لإيصال الكهرباء لعدد من المناطق في القارة الإفريقية بدلا من التنافس في هذا الصدد.

وقال روني لينس، الخبير البرازيلي في الدراسات الصينية، إن الشراكة الإستراتيجية بين البرازيل والصين تعززت من خلال زيارات الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في العام الماضي، على الرغم من أن البلدين يتنافسان في بعض القطاعات مثل إمداد الآلات والمعدات لتطوير شبكة الكهرباء في إفريقيا.

واعتقد لينس انه من خلال التفاوض وصدق النوايا سياسيا يمكن للبرازيل والصين التعاون والشراكة لتعزيز إيصال الكهرباء لإفريقيا.

وقال إن الإرادة السياسية ليست مشكلة، لأن حكومتي البلدين وثقتا العلاقات ووقعتا على اتفاقيات هذه الأعوام.

وأضاف " الآن لدينا الشق الثاني، وهو الضروري أيضا، ويتمثل في ضرورة جلوس رجال أعمال من البلدين معا لإيجاد كيفية صياغة شراكات لمواجهة المتنافسين الآخرين".

وتعاني مناطق شاسعة في إفريقيا من نقص في شبكة الكهرباء، وتبذل الأمم المتحدة جهودا لعلاج هذا الوضع. ووفقا لتقرير أخير أصدرته لجنة تقدم إفريقيا، فإن أكثر من 600 مليون شخص في القارة لا يحصلون على الطاقة الحديثة، مشيرا الى أن معدل استهلاك الطاقة في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية كلها أقل من نظيره في دولة أسبانيا.

ويوفر هذا الوضع فرصة كبيرة لعدد من الدول، التي ترى القارة سوقا مهمة للاستثمار في الطاقة، وفقا للينس.

واستثمرت الصين بالفعل في هذا المجال. ودخلت شركة جيانغسو انترناشيونال الصينية في شراكة مع مغنى الراب الشهير أكون لإطلاق برنامج إنارة إفريقيا، والذي يهدف الى إرسال الكهرباء الى القري الإفريقية الريفية والنائية.

وتمتلك البرازيل خبرة في الطاقة النظيفة كما أن لديها علاقات قوية مع إفريقيا للاستثمار في هذا المجال. وتعود جذور نسبة كبيرة من سكان البرازيل الى إفريقيا، وبذلت الإدارات المتعاقبة جهودا لتعزيز روابط البرازيل مع القارة، وفتحت المزيد من السفارات وأجرت المزيد من الزيارات الرسمية.

وقال لينس إنه على الرغم من أن الرئيسة البرازيلية الحالية ديلما روسييف ليست مهتمة كثيرا بإفريقيا، إلا أن سلفها لويز ايناشيو لولا دا سيلفا، قام بـ 34 زيارة للقارة خلال 8 أعوام، مدة رئاسته للبلاد .

بالإضافة الى ذلك، يمكن للبرازيل أن تقدم مثالا ناجحا لدولة استثمرت في الطاقة النظيفة ونجحت في تعزيز إيصال الكهرباء في وقت قصير نسبيا. واستشهد تقرير لجنة تقدم إفريقيا بالبرازيل كمثال لدولة نجحت في تعزيز التقدم من خلال تعميم الوصول للطاقة.

وأشار لينس الى أن البرازيل تمكنت خلال السنوات الماضية من توصيل الكهرباء لـ 99 بالمئة من سكانها بفضل برنامج لوز بارا تودوس (النور للجميع).

وتأتي غالبية طاقة البرازيل من مصادر متجددة، معظمها من الطاقة الكهرومائية، التي يمكن أن تستخدم في بعض المناطق بإفريقيا. وتستخدم البرازيل أيضا طاقة الرياح والشمس، ويمكن لإفريقيا أن تستفيد بشكل كبير من الطاقة الشمسية من واقع تمتعها بأكثر من 300 يوم مشمس في العام.

وأكد لينس أن البرازيل لديها تجارة كبيرة مع إفريقيا بلغ حجمها 28.5 مليار دولار في 2013، ويتوقع أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع الدول الإفريقية في النصف الثاني من العام الجاري.

وقال لينس" الروابط التاريخية التي تجمع البرازيل مع إفريقيا وخبرتها في تعميم الوصول للطاقة المتجددة تجعل من البرازيل لاعبا مهما في هذه السوق، التي ستصل قيمتها الى أكثر من 400 مليون دولار سنويا حتى عام 2030".