مشكلات المصريين
فى لقاءات متعددة لـ"الأهرام" مع بعض أبناء الجالية المصرية فى مدينة "جوانزو"، أكدوا أن هناك بعض الصعوبات والمشكلات التى يواجهونها، منها عدم وجود قنصلية مصرية قريبة، حيث يضطرون للسفر إلى بكين لإنهاء أية أوراق رسمية من السفارة هناك، وقالوا إنه سبق لممثلين عنهم تقديم أكثر من طلب للخارجية المصرية عبر سفارة مصر الصين لافتتاح قنصلية مصرية فى "جوانزو" لخدمة المصريين فى مدن الجنوب الصينى.
المشكلة الثانية التى تواجه الأسر المصرية المقيمة فى "جوانزو" هى مشكلة عدم وجود دار حضانة مصرية للاعتناء بأولادهم وتأهيلهم لدخول المدارس، وقد حاولوا بالجهود الذاتية أكثر من مرة افتتاح حضانة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لعدة أسباب، من بينها أن اللوائح الصينية تنص على أن لا تقل مساحة الحضانة عن 1200 متر، وهى مساحة كبيرة تتكلف الكثير لشرائها أو حتى تأجيرها، خصوصا أن "جوانزو" مدينة تجارية، وأسعار الإيجارات بها مرتفعة.
والمدرسة أيضا من مشكلات الجالية المصرية فى "جوانزو"، حيث إن المدارس الدولية مرتفعة التكلفة جدا فى الصين، فمصاريف الدراسة للطفل الواحد تتراوح بين 15 إلى 18 ألف دولار سنويا، هو مبلغ كبير لا يستطيع الكثيرون توفيره لإلحاق أبنائهم بها، بينما المدارس العربية قليلة وبعضها لا تعترف وزارة التعليم المصرية بشهاداتهم.
أما المشكلات التجارية، التى تحدث عنها أعضاء بالجالية المصرية فى "جوانزو"، فأهمها مشكلة شهادة الـ"سى آى كيو"، التى يعتبرون أنه ستضر بأعمالهم وقدرتهم على توريد عدد كبير من البضائع إلى مصر، مشيرين إلى أنها تفرض الكثير من القيود على البضائع المسموح لها بدخول مصر، على حد قولهم.
اقتصاد وتاريخ
"جوانزو" لا تحمل أهمية اقتصادية فقط، فبالإضافة إلى كونها أكبر مدن الصين اقتصاديا، خصوصا فى مجال الاستثمارات الحكومية الضخمة، وأهم الموانئ التى لا تهدأ ليلا أو نهارا، وأنها مركز الصناعات التحويلية وعاصمة مقاطعة جواندونج، وأن حجم ناتجها الإجمالى يتجاوز الـ120 مليار دولار أمريكى سنويا، فإن للمدينة أهمية تاريخية كبيرة، فخلال عهد مملكة تشينج، التى حكمت الصين فى الفترة من 1644 إلى 1912، كانت جوانزو أول ميناء تجارى ينفتح على الخارج، لأنها كانت أكثر المناطق تقدما فى الصين، ومنها خرج المهاجرون الصينيون إلى الخارج، كما كانت نقطة انطلاق طريق الحرير البحرى، الذى تستعد حاليا لإعادة إحيائه، ضمن مبادرة الرئيس الصينى شى جين بينج لإنشاء طريق الحرير البحرى للقرن الواحد والعشرين، ومازال متحف الميناء القديم، والمتحف المقام به يحفظان هذا التاريخ، حيث يوجد مجسم لشكل أقدم سفينة تجارية كانت تستخدم فى نقل البضائع عبر طريق الحرير البحرى، كما تجسد التماثيل العلاقات بين التجار الغربيين ونظرائهم الصينيين، والخطوات التى كان يسير بها العمل لشحن وتفريغ السفن.
ويحمل تاريخ المدينة فصولا وأحداثا مثيرة، فقد كانت قبلة لعدد كبير من التجار العرب، والفرس والهنود، وقد زارها ووصفها الرحالة العربي ابن بطوطة، وتوجد فى المدينة بعض الآثار الإسلامية، أهمها مسجد "أبى وقاص" وهو مسجد قديم تؤكد الروايات الصينية أنه تم بناؤه عام 629م، على يد صحابى اسمه أبو وقاص جاء من الجزيرة العربية، ويوجد قرب المسجد مقبرة يقال إن بها قبر لهذا الرجل، لكنها روايات يصعب تأكيدها، وإن كان المسجد يبدو قديما جدا.
وكان البرتغاليون أول من وصلها من الغربيين، وذلك فى القرن السادس عشر، أثناء بحثهم عن مصادر جديدة لتجارة الحرير، ثم تبعهم البريطانيون فى القرن السابع عشر، ثم الفرنسيين والهولنديين فى القرن الثامن عشر.
وقد كان توقيع الصين، بعد حرب الأفيون الأولى، على "اتفاقية نانكين" عام 1842م، والتى حصلت بريطانيا بموجبها على امتيازات تجارية كبيرة، أحد أسباب انفتاح ميناء مدينة جوانزو على التجارة العالمية بشكل كبير، وازداد ذلك بعد حرب الأفيون الثانية، حينما تنازلت الصين للأوروبيين عن جزيرة "شاميان" سنة 1961.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn