تعليق : اتهامات الولايات المتحدة غير المبررة للصين بالاختراق الالكترونى تكشف عن ضيق الافق والتحيز المبتذل ضد الصين

بكين 12 يونيو 2015 / كشفت بعض ردود الأفعال لبعض المسئولين الأمريكيين حول الخروقات الأمنية الأخيرة لبيانات مكتب الإدارة الشخصية الأمريكى, مرة أخرى عن ضيق الأفق والعناد بتبنى قوالب معتادة عن الصين.

ومع ان السيناتور انجوس كينج عضو لجنة المخابرات بالكونجرس, اعترف بأن الهجمات على مكتب الافراد كانت تحت رعاية دولة لكنه لم يستطع "أن يؤكد هوية الكيان الذى يقف وراء الهجوم ", مع هذا فإن هناك تلميحات بل حتى انتقادات شديدة للصين بدأت تسود فى الإعلام الامريكى من صحف وتليفزيون ومواقع الكترونية .

لقد اصبح لوم الصين بمثابة عمل بهلوانى معتاد, انه أمر سهل فلا حاجة إلى دليل ملموس لإلقاء التكهنات ضد دولة ترى الولايات المتحدة انها منافس لها . وبالاضافة الى ذلك فأنه يبدو أن شيطنة الصين الآن هو أمر "صحيح سياسيا".

والى جانب الجولة الاخيرة من الاتهامات التى لا أساس لها ضد الصين بشأن الاختراق الالكترونى فإن الهستريا الحالية ضد الصين يبدو انها جزء من حملة مطاردة أمريكية للصين فى اعقاب ازدياد التوتر حول الخلاف على اعمال البناء فى جزيرة صينية فى بحر الصين الجنوبى.

وفى الوقت الذى تنشط فيه الاتصالات الاقتصادية والشعبية بين الصين والولايات المتحدة عما كانت عليه من قبل, وعندما تشتد ضراوة الإرهابيين فى الشرق الأوسط, فإن الضغينة التى تكنها الولايات المتحدة للصين تبدو غير عقلانية بل وغير مفهومة.

وقد يكون أحد الأسباب هو أن بعض السياسيين الأمريكيين الذين لديهم فى الغالب عقدة التفوق الثقافى على الدول النامية بما فيها الصين, قد أخفقوا فى بلورة تفهم كامل للعملاق الصينى على المستويين الثقافى والسياسى .

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت يوم الأربعاء عن جيمس لويس الخبير فى الالكترونيات فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله انه " اذا كنت صينيا لا يبلغ عن اتصالات أو علاقات له مع أمريكيين فقد تكون لديك مشكلة ".

ان هذا التأكيد لامعقول. وعلى خلاف تنصت واشنطن على مواطنيها وبقية العالم حسبما كشف ادوارد سنودين المستخدم السابق فى وكالة الامن القومى الأمريكى ,فإن الحكومة الصينية تحترم بشدة خصوصية الأفراد فى داخل الصين وخارجها.

ان الصين باعتبارها واحدة من اكثر ضحايا الجرائم الالكترونية اكدت مجددا فى كثير من المناسبات انها تعارض بشدة كل أشكال الاختراق الالكترونى وتحاربها بما يتماشى مع القانون .

أما الولايات المتحدة فلكونها دولة لديها اكثر التكنولوجيات الالكترونية المتقدمة والمؤثرة فى العالم فإنه يتعين عليها أن تضرب مثالا بنفسها للدول الاخرى فى حماية الأمن الالكترونى .

كما يتعين على واشنطن اتخاذ اجراءات ايجابية و الاسهام فى تعزيز الثقة و التعاون مع شريكاتها الاجنبيات فى حماية الفضاء الالكترونى .