من المقرر أن يلتقي فان تشانغ لونغ، نائب رئيس اللجنة العسكرية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، اليوم (الخميس) وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في واشنطن في إطار زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة والتي تستغرق 6 أيام.
ورغم أن الزيارة تأتي -على حد تكهنات غربية- في ظل توترات في العلاقات الصينية- الأمريكية حول بحر الصين الجنوبي وأمن الانترنت، إلا أنها في الواقع تدخل ضمن أنشطة التبادلات رفيعة المستوى بين القادة العسكريين للبلدين وهي معدة مسبقا من قبل الجانبين الصيني والأمريكي ، ولا علاقة مباشرة لها بالوضع في بحر الصين الجنوبي، وفقا لخبراء.
وأكد الخبراء أن الزيارة هي خطوة على مسار الجهود المتواصلة لتطوير نمط جديد للعلاقات بين الجيشين الصيني والأمريكي، وتأتي في سياق الترتيبات العسكرية لجولة الحوار الاستراتيجي والاقتصادي المقبل في بكين وزيارة الرئيس الصيني المرتقبة للولايات المتحدة في الخريف.
وكان السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي، أكد في مؤتمر صحفي عقد في السفارة الصينية في واشنطن مؤخرا، أهمية العلاقات العسكرية كجزء مهم من العلاقات الثنائية الصينية-الأمريكية، معربا عن أمل الجانب الصيني في تطوير هذه العلاقة بشكل مستمر وإيجابي وإقامة علاقة جديدة بين الجيشين تتفق مع النمط الجديد للعلاقات بين الدول الكبرى.
وقبل اللقاء المرتقب مع كارتر، زار فان قاعدة " أير ستشين نورث آيلاند" الجوية للبحرية الأمريكة في ولاية كاليفورنيا ومعسكر تدريب المجندين الجدد لمشاة البحرية الأمريكية في سان دييغو، كما زار حاملة الطائرات ريغان التي تعمل بالطاقة النووية، وقاعدة فورت هود العسكرية في ولاية تكساس.
وبحسب الخبراء العسكريين الصينيين، فإن تلك القواعد العسكرية الثلاث وحاملة الطائرات ريغان التي زارها فان هي مواقع ذات مغزى خاص. إذ أن قاعدة" أير ستيشن نورث آيلاند " للبحرية تعد مولد طيران البحرية الأمريكية، و تعتبر القاعدة الأم لحاملتي الطائرات الأمريكيتين ريغان وجورج واشنطن. وتعد قاعدة فورت هود العسكرية أكبر قاعدة محلية للقوات المدرعة للجيش الأمريكي. ومن المخطط أن تتمركز حاملة الطائرات ريغان بشكل دائم في قاعدة يوكوسوكا البحرية اليابانية لتحل محل الحاملة جورج واشنطن.
وقد اعتبر سونغ قوه يون، نائب مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان، فتح الجانب الأمريكي لقواعد عسكرية مهمة مثل هذه أمام القائد الصيني الكبير يدل على تزايد ثقة المتبادلة بين الجانبين في المجال العسكري ورغبة البلدين في تعزيز التعاون.
وشاطره الرأي تشاو شياو تشوه، نائب مدير مركز دراسات علاقات الدفاع الصينية الأمريكية بالأكاديمية العسكرية الصينية، مضيفا أنه" على الرغم من أن المواقع التي زارها فان تشانغ لونغ في الولايات المتحدة لها مغزى خاص، إلا أنها طبيعية في ضوء أن التبادلات والزيارات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة تعكس دائما مبدأ المعاملة بالمثل".
وخلال السنوات الأخيرة، فتحت الصين عدة قواعد عسكرية مهمة أمام مسؤولين عسكريين أمريكيين كبار، بما في ذلك مقر قيادة سلاح المدفعية الثانية وقواعد جوية وبحرية.
وقال سونغ إن العلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة كانت "النقطة الضعيفة" في العلاقات الثنائية بين البلدين. ولكن في السنتين الأخيرتين، أصبحت" النقطة البارزة" وتدل على ذلك زيارة فان تشانغ لونغ، حيث يضم الوفد المرافق له أكبر عدد من الجنرالات مقارنة مع وفود عسكرية سابقة.
وفي السنوات الأخيرة، سعت القوات الصينية والأمريكية بنشاط إلى إقامة علاقة عسكرية جديدة تتفق مع النمط الجديد للعلاقة بين الدول الكبرى، وقد شهد الجانبان تطورا في التبادلات الرفيعة المستوى والتدريبات المشتركة وغيرها، وتم توقيع مذكرتي تفاهم "آلية الثقة المتبادلة" في العام الماضي، اعتبرتا بمثابة "خطوة تاريخية" في بناء الثقة المتبادلة بين الجيشين الصيني الأمريكي.
وأضاف سونغ أن تطوير العلاقات العسكرية الصينية- الأمريكية يسهم في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وعلى خلفية عقد دورة جديدة من الحوار الاقتصادي والاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة في أواخر يونيو الجاري، وقيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة للولايات المتحدة في سبتمبر القادم، "ستكون زيارة فان هذه استعدادا في المجال العسكري لهذه الجولة من الحوار كما ستضع أساسا جيدا لزيارة الرئيس شي"، وفقا لقوله.
وقال سونغ إنه من ضمن الموضوعات التي سيحبثها فان مع كارتر اليوم التعاون الثنائي بشأن الأمن الإقليمي وكيفية تعزيز الثقة العسكرية المتبادلة بين الجانبين ودفع التعاون بشأن آلية التبادلات العسكرية والتدريبات حول الشؤون الدفاعية، مضيفا أن فان سيوضح في هذه المناسبة مواقف الصين ووجهات نظرها إزاء الأعمال التي تقوم الصين بها على أراضي الجزر وسلاسل الصخور في بحر الصين الجنوبي، فضلا عن بحث قضية الاستقرار في شمال شرقي آسيا وأمن الانترنت.
ورغم أن القادة العسكريين الأمريكيين رفيعي المستوى من بينهم وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قد أبدوا موقفا صارما تجاه الصين، غير أن التيار الرئيسي في الولايات المتحدة الذي يدفع باتجاه التطوير "المستمر والسليم" للعلاقات العسكرية بين واشنطن وبكين لم يتغير. ومواصلة تطوير هذا التيار الجيد ودفع العلاقات العسكرية يصب ويتوافق بالقطع مع المصالح الاستراتيجية للبلدين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn