مخاوف لدى مواطني الأقصر من عزوف السائحين بعد حادث الأربعاء

/مصدر: شينخوا/  08:24, June 13, 2015

القاهرة 12 يونيو 2015 / وقف محمد عبدالستار طويلا عند مدخل بازاره، منتظرا السائحين الراغبين في شراء هدايا تذكارية مقلدة على أشكال فرعونية، من البازار الكائن بمحيط معبد الكرنك الذي شهد قبل يومين حادثا إرهابيا فاشلا.

وأحبطت قوات الأمن المصري الأربعاء الماضي هجوما إرهابيا في محيط معبد الكرنك بمحافظة الأقصر السياحية جنوب القاهرة، وقتلت اثنين من الجناة، وضبطت الثالث الذي أصيب في الحادث، الذي لم يصب فيه سياح أجانب.

وأصيب في الحادث أربعة مصريين من المدنيين ورجال الأمن، بينما ضبطت الشرطة الأسلحة والذخائر والعبوات المتفجرة التى كانت بحوزة الجناة.

ويقول عبدالستار(32 عاما)، وهو موظف بالبازار " رغم مشاهدتي إصرار السائحين على متابعة رحلاتهم بالأقصر، ومظهر الشرطة المشرف، لكني خائف أن تتأثر السياحة في المدينة بالحادث".

ويضيف، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن حركة السياحة عندما بدأت تعود إلى الأقصر تعرضت للحادث الإرهابي، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال في المدينة السياحية لا تتعدى الـ20 في المئة.

ويتابع أن السياحة تمثل مصدر الدخل الوحيد لنا.

ويلتقط خيط الحديث عياد صليب (55 عاما) مالك بازار في الأقصر قائلا " لا يوجد مصدر دخل لي سوى السياحة من خلال البازار الذي أملكه، ولا أعرف عملا آخر، أعمل في هذا المجال منذ ثلاثين عاما".

ويتابع " عائلتي تتكون من خمسة أبناء وزوجتي، وعانيت أنا وأسرتي معاناة كبيرة بسبب توقف السياحة بعد الثورة، وأتمني ألا تتأثر بهذا الحادث".

وناشد صليب الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ " سرعة تحرك الوزارات خارجيا لإعادة السياحة إلى وضعها مرة أخرى، وحتى لا تتأثر بالحادث الأخير".

فيما قال أبوالحجاج مصطفى (40 عاما) عامل بأحد الفنادق بالأقصر " الفندق الذي أعمل فيه استغنى عن أكثر من نصف العمالة منذ الثورة، وأخشى أن يتم اغلاقه بعد هذا الحادث، فهو مصدر دخلي الوحيد".

أما ماجد محمود (35 عاما) سائق تاكسي، فيرى أن الحادث رغم إحباطه من قبل رجال الشرطة إلا أنه سيؤثر سلبا بالطبع على السياحة في الأقصر، التي تعاني أساسا من ضعف الإقبال عليها منذ الثورة.

وأردف " أنا خائف من بكرة، عندي أربعة أبناء، ودخلنا الوحيد من السياحة، وعزوف السياحة سيكون كارثيا".

وطالب الحكومة بتنويع موارد الأقصر، وقال بلهجة عامية " كل ما تحدث مشكلة في مصر السياحة توقف والناس بيوتها بتتخرب".

وأضاف " لازم الدولة تتحرك وتنشئ مشروعات ومصانع على أرض الأقصر".

من جهته، يقول حجاج عبدالحميد (42 عاما) مرشد سياحي، " من خلال خبرتي في المجال السياحي فحادث الكرنك رغم تصدى رجال الشرطة له إلا أنه سيقطع مصدر رزقنا الوحيد".

وواصل " الأقصر ليس لها أي دخل آخر غيرالسياحة وفي حال هروب السائحين سنحرم من لقمة العيش، هذا الأمر يتكرر معنا في كل حادث تمر به البلاد".

لكن مدير عام منطقة آثار الكرنك إبراهيم سليمان حاول طمأنة العاملين في قطاع السياحة، مؤكدا أنه لم تقم أي مجموعة سياحية بقطع برنامجها أو مغادرة الأقصر رغم الحادث، عازيا ذلك إلى إيمان السائحين بقدرة الأمن المصري على حمايتهم.

وأضاف أن عدد السائحين الذين زاروا معبد الكرنك أمس الخميس غداة الحادث الإرهابي بلغ 1600 سائح من مختلف الجنسيات، إلى جانب 700 مصري، أي أكثر من السائحين الذين زاروه قبل الحادث.

واعتبر ذلك مؤشرا إلى أن الحادث لم يؤثر سلبا على الحركة السياحة في الأقصر، التي قال أنها تعاني في الأساس من ضعف إقبال السياح، حيث لا تتجاوز نسب الإشغال السياحي بها الـ30 في المئة.

【1】【2】【3】【4】