خبراء صينيون: تحت قيادة السيسي... مصر على المسار الصحيح تجاه النهضة والتنمية

بقلم هاشم وانغ

بكين 7 يونيو 2015 / غدا، يكمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عامه الأول في الرئاسة بعدما تسلم مقاليد الحكم في 8 يونيو من العام الماضي وسط طموحات وتطلعات كبيرة لدى جموع المصريين تجاه المستقبل.

ويقول الخبراء الصينيون إن مصر سارت خلال هذا العام بخطوات ثابتة نحو الاستقرار والانتعاش والتنمية وسجلت تطورات إيجابية على عدة أصعدة وأبرزت دبلوماسية خارجية محترفة رغم وجود بعض التحديات التي يتطلب التغلب عليها وقتا وصبرا وأفكارا واضحة للعمل والإنتاج في ضوء ما تتمتع به من ثروة بشرية وكذا مقومات نجاح تأتي على رأسها عبقرية المكان، أي موقعها الجغرافي.

وقد ذكر تيان ون لين، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، أن مصر تمضى حاليا على المسار الصحيح تجاه تحقيق تنمية مستدامة وسط تكامل العمل الوطني، لافتا إلى أن الأوضاع السياسية المصرية باتت مستقرة وشهدت حالتها الاجتماعية والأمنية تحسنا كبيرا، فيما اتخذت مصر قرارات وخطوات لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتدعيم التعاون الخارجي لبلوغ أعلى مستويات النهضة والتنمية.

وشاطره الرأي وو بينغ بينغ، رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين، قائلا إن مشروع التنمية في منطقة قناة السويس من شأنه خلق المزيد من فرص العمل وزيادة إيرادات القناة وبالتالي النهوض بالاقتصاد القومي، أما مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عقد في مارس الماضي وجذب قرابة 36 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة فقد أكد مساعي مصر إلى جذب ودعم الاستثمارات وجلب أيضا آمالا وفرصا للبلاد وشعبها.

وأشار تيان ون لين إلى أن السيسي دفع في الوقت نفسه عملية إصلاح النظام الإداري وتبسيط عملية الموافقة الإدارية بهدف تهيئة مناخ استثماري أفضل، قائلا إنه بفضل جهوده المكثفة يتحسن الوضع الاقتصادي ومستوى معيشة الشعب المصري، كما تشهد السياحة التي تمثل الدعامة الأساسية للاقتصاد المصري، انتعاشا مستمرا وتتزايد أعداد السائحين الأجانب بوتيرة سريعة.

كان صندوق النقد الدولي قد أصدر في 11 فبراير 2015 تقريرا أفاد بأن آفاق نمو الاقتصاد المصري باتت أفضل مما كانت عليه في السنوات الماضية وتنبأ بأن يبلغ معدل النمو هذا العام 3.8 في المائة، فيما أعربت وكالة مودي الدولية للتصنيف الائتماني عن تفاؤلها إزاء مستقبل الاقتصاد المصري وقامت برفع التصنيف الائتماني لمصر.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، ذكر تيان ون لين أن السيسي سعى خلال عامه الأول في سدة الحكم إلى تعزيز علاقات مصر مع العالم الخارجي وتجسد ذلك من خلال جولاته الخارجية التي شملت روسيا والصين وعددا من الدول العربية والأوروبية والأفريقية حيث وقع خلالها العديد من اتفاقات التعاون الهامة.

وضرب تيان ون لين مثالا على ذلك بزيارة السيسي التاريخية للصين في ديسمبر عام 2014 والتي دخلت فيها الدولتان صاحبتا أقدم حضارة عرفتها الخليقة مرحلة غير مسبوقة من العلاقات الوطيدة والتعاون الوثيق بالتوقيع على وثيقة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة، كما أشار إلى أن التعاون الصيني- المصري تجسد مؤخرا من خلال إقامة حفل افتتاح ترسانة الإسكندرية الذي أقيم يوم 30 مايو الماضي بعد الانتهاء من عمليات تطويرها وتحديثها.

وكانت المؤسسة الوطنية الصينية لبناء السفن قد تولت مسؤولية تطوير وتحديث ترسانة الإسكندرية منذ عام 2011. وبعدما تمت هذه الأعمال بنجاح، ستبلغ قدرة الإنتاج السنوية لترسانة عروس البحر الأبيض 230 ألف طن من الحمولة الساكنة وستغدو الأكبر حجما في إفريقيا.

ولكن في الوقت نفسه، يقول الخبراء الصينيون إنه رغم التطورات الإيجابية التي تحققت بعد تولي السيسي منصب الرئاسة، إلا أن مصر تواجه وهي تمضى في طريقها نحو الانتعاش بعض التحديات التي تحتاج المزيد من الوقت والصبر.

ويرى تيان ون لين أن ثمة إشكاليات نظامية لا تزال قائمة في مصر، ويلزم علاجها بعض الوقت نظرا لكونها قد تراكمت على مر الزمن. وأشار أيضا إلى التحديات والتهديدات التي تشكلها جماعة الإخوان المسلمين حيث قال إن بعض أنصار الجماعة ، وخاصة الشباب، يسلكون حاليا طريق العنف المتطرف، وهو ما يشكل خطرا على الأمن والاستقرار الاجتماعيين.

وفضلا عن ذلك، يرى وو بينغ بينغ أن التحديات تكمن أيضا في ضرورة توضيح الأفكار السياسية وتعزيز البنية التحتية ومواصلة تسهيل الإجراءات الإدارية وحماية البيئة الاستثمارية.

وعلى الصعيد الخارجي، أفاد وو بينغ بينغ بأن الأوضاع الإقليمية السيئة تشكل أيضا تحديا لمصر حيث تتدهور الأوضاع في ليبيا واليمن ويستفحل خطر تنظيم داعش بالإقليم، وهنا تأتي ضرورة مواصلة مصر بما تحظى به من مكانة وثقل في الشرق الأوسط والوطن العربي لجهودها في العمل على استقرار المنطقة بما يصب في النهاية في مصلحة الجميع.