السبسي: على استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة تونس

تونس 9 مايو 2015 /قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إنه على إستعداد للتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة بلاده، مبررا بذلك إستقباله لرئيس الحكومة الليبية غير المعترف بها دوليا خليفة الغويل، لافتا من جهة أخرى إلى أن إرجاع السفير السوري إلى تونس لا يخدم مصلحة بلاده في الوقت الحالي.

ووصف السبسي، في حديث بثته القناة التلفزيونية التونسية الخاصة "الحوار التونسي" ليلة (الجمعة - السبت)، الملف الليبي بأنه "المعقد والمتشعب لأن ليبيا لا تملك دولة".

واعتبر أن طبيعة هذا الملف تجعله على "استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل مصلحة تونس"، وذلك ردا على سؤال حول استقباله في قصر قرطاج الرئاسي خليفة الغويل رئيس حكومة طرابلس الموالية للمؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته، والتي لا تحظى بإعتراف دولي.

وأوضح أن "ليبيا لا تملك دولة، كما أن هناك تدخلات أجنبية وكل دولة لها أجندة، ثم أن ليبيا اليوم مهددة بالانقسام وعلينا أن نساير الوضع في ليبيا"، على حد تعبيره.

وأضاف أن الحدود بين بلاده وليبيا "غير مطمئنة وإمكانيات تونس لا تسمح لها بشراء المعدات والتجهيزات اللازمة لحماية الحدود، وبالتالي علينا أن نتفاهم مع كل الأطراف التي طالبت تونس بالتدخل لإيجاد حل للأزمة هناك".

وفي السياق ذاته، قال السبسي إن "المهم هو مصلحة تونس، والتعامل ضروري مع جميع الجهات، ذلك أن تونس متضررة من الأزمة الليبية، حيث تقدر خسائرها من هذه الأزمة بـ5.7 مليار دولار".

وأضاف أن مصلحة تونس هي التي فرضت عليها التعامل مع حكومة طرابلس غير معترف بها دوليا، لافتا إلى أن أطراف الصراع الليبي طلبت منه التدخل لحل الأزمة الليبية، إلا أنه يرى ضرورة التريث حتى تتوفر الظروف الملائمة لإنجاح أي مبادرة تونسية في هذا الشأن.

ومن جهة أخرى، جدد الرئيس التونسي، التأكيد على أن طرد بلاده للسفير السوري، وقطع العلاقات مع سوريا خطأ، ولكنه إستبعد إعادة السفير السوري إلى تونس في هذه الفترة.

وقال "وجدنا أن السفير السوري بتونس قد أطرد وهذا خطأ، ولكن ليس من مصلحة تونس حاليا إرجاعه إلى تونس في هذا الوقت"، نافيا في هذا السياق وجود ضغوطات خارجية على بلاده بشأن عدم إعادة العلاقات مع سوريا إلى وضعها الطبيعي.

وكانت تونس أثناء حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة الإسلامية قد طردت السفير السوري في بداية 2012، في خطوة وصفت بالمتسرعة، ثم قامت الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة المهدي جمعة خلال العام الماضي بفتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون رعاياها في سوريا.