مقابلة : رجل دين درزي: لن نسمح لتنظيم "داعش" بالدخول إلى محافظة السويداء في جنوب سوريا

دمشق 2 يونيو 2015 / أكد الشيخ يوسف جربوع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء في جنوب سوريا يوم الثلاثاء أن أهالي المحافظة لن يسمحوا لتنظيم "داعش" بالدخول إلى السويداء، سيما وأنها أصبحت على تخوم الريف الشمالي الشرقي للمحافظة، نافيا كل يشاع عن تخلي الحكومة السورية عن الدروز في الوقت الراهن.

وقال شيخ العقل الدرزي، وهو أعلى منصب ديني لدى طائفة الموحدين الدروز في السويداء في مقابلة خاصة مع وكالة ((شينخوا)) وردا على سؤال فيما إذا كانت محافظة السويداء ستشهد أعمال عنف بعد أن قام تنظيم داعش بشن هجمات على بعض القرى بالريف الشرقي للمحافظة، قال "لن نسمح بأن تحدث فوضى في السويداء، ولن نسمح لتنظيم داعش الإرهابي بالدخول إلى المحافظة التي حافظت على أمنها واستقرارها طيلة أكثر من أربع سنوات".

وأشار الشيخ يوسف إلى أن" شبابنا جاهزين للدفاع عن المحافظة"، لكنه أعرب عن قلقه الشديد لما يخطط للمحافظة في المرحلة المقبلة.

وأكد أنه تم "تشكيل درع الوطن بغية الدفاع عن المحافظة، خاصة بعد أن ازداد الخطر المحدق بالسويداء من قبل تنظيم داعش مؤخرا"، مشيرا إلى أن هذا الفصيل شكل بالتعاون مع الجيش السوري، والهدف منه تنظيم جميع الفصائل التي تحمل السلاح تحت قيادة موحدة لمواجهة الأخطار التي تحيط بالسويداء.

وأضاف رجل الدين أن أعداد مقاتلي داعش بدأت تزداد في الآونة الأخيرة بعد أن بايع بعض السوريين تنظيم داعش في قرى ملاصقة لريف السويداء الشمالي الشرقي ويقطنه سكان البداوة لتنظيم داعش، وبدأت تحركاتهم جلية ما دفع السكان إلى الخوف في أن المحافظة ستكون هدفا في المرحلة المقبلة.

ويشار إلى أن تنظيم داعش يتمركز بالقرب من الريف الشمالي والشرقي للمحافظة والتي تتصل مع بادية الشام شرقا، كما يتمركز تنظيم "جبهة النصرة" في قرى محافظة درعا المجاورة لريف محافظة السويداء الجنوبي والغربي، وسبق أن شنوا عدة هجمات على تلك القرى وسقط قتلى وجرحى من المدنيين.

وكرر رجل الدين الدرزي أن "درع الوطن" سيعمل بمساعدة الجيش السوري عبر ضابط ارتباط في ظل وجود غرفة عمليات مشتركة.

وشوهد عشرات الأشخاص من الشبان يقفون أمام مقر (عين الزمان) وهو المقر الرسمي لمشيخة العقل في السويداء بغية الانتساب إلى "درع الوطن" ليأخذوا السلاح ليكون جاهزين لأي طارئ ، بحسب مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق.

وردا على سؤال حول الشائعات التي تطلق بأن الحكومة السورية بصدد التخلي عن الدروز, قال الشيخ يوسف "لا أعتقد أن هذا التوجه صحيح هناك صعوبات تواجه الدولة في معظم المحافظات السورية، الأمر الذي يقتضي الاهتمام أكثر بمكان آخر، ما جعل البعض يفكر أن الدولة السورية تخلت عن المحافظة"، مؤكدا أن الدولة السورية "مستمرة في دعم المحافظة والحديث عن تخليها عن السويداء هو كلام غير دقيق".

والجدير ذكره أن الحكومة السورية قامت بإخلاء متحف السويداء من محتوياته، كما تم إفراغ بعض صوامع القمح الأمر الذي أعطى مؤشرا لدى الأهالي بأن الدولة السورية تتخلى رويدا عن السويداء، وأن تنظيم داعش يمكن أن يدخل المحافظة في إي وقت، وهذه التصرفات جعلت المواطنين يشعرون بالقلق والخوف بعد هذه الإجراءات.

ويشكل الدروز 10 بالمائة من سكان سوريا، ويتواجدون بكثافة في محافظة السويداء، وفي منطقة جرمانا بريف دمشق (شرقا) في صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي، وفي ريف محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، وفي قرى جبل الشيخ التابع لريف محافظة القنيطرة(جنوب غرب).

والجدير ذكره أن محافظة السويداء لم تشهد طيلة السنوات الأربع الماضية أية مظاهرات احتجاجية مناؤية للحكومة السورية، ولم تشهد أعمال عنف واشتباكات، ولكن منذ أشهر بدأ تنظيما "داعش وجبهة النصرة" بشن بعض الهجمات بين الحين والآخر على بعض قرى المحافظة، سيما وان الجيش السوري يستخدم أراضي السويداء كمنطلق لشن هجمات على معاقل التنظيمين في المناطق التي يتمركزون فيها .