الكابوس الشرق أوسطي بدأ للتوْ
قالت وكالة الأنباء السورية في 26 مايو الجاري أن جيش الحكومة السورية قد شن هجمات على عدة نقاط تابعة لتنظيم "داعش"، وقامت بتدميرها. كما أعلن المتحدث بإسم تنظيم الحشد الشعبي الشيعي في ذات اليوم بأنه سيطلق عمليات عسكرية مع الجيش الحكومي، لإستعادة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار التي سيطر عليها تنظيم داعش.
وتمكنت العمليات العسكرية السورية والعراقية مؤخرا من صد تمدد داعش بعد سلسلة من الإنتصارات المتتالية التي حققها هذا التنظيم. للكن تقارير وسائل الإعلام الأجنبية، تشير إلى أن داعش قد سيطر على 80% من محافظة الأنبار وقرابة نصف الأراضي السورية.
التناقضات بين مختلف الدول الشرق أوسطية
أعلنت الولايات المتحدة في 9 سبتمبر من العام الماضي على الحرب على داعش، وكونت تحالفا في الغرض. لكن بعد سيطرة داعش على الأنبار، إنتقد وزير الدفاع الأمريكي العراق، قائلا بأن جيشها تنقصه عزيمة القتال، وقال إن أمريكا يمكنها أن تقدم التدريب والسلاح، لكن لايمكنها تقديم عزيمة القتال.
تصريح وزير الدفاع الأمريكي عبر عن التملص من المسؤولية، لكنه في ذات الوقت كشف حقيقة ما، وهي أنه ليست سوريا والعراق وحدهما اللذان لايبديان صلابة في قتال داعش.
في هذا السياق، يشير الباحث في مركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية ين قانغ إلى أن رئيس العراق العبادي، رغم أنه شيعي معتدل، إلا أن إستلامه السلطة لم يخفف حدة الإحتقان الطائفي بين سنة وشيعة العراق، بل حد ما يمكن القول أنها سهلت مهمة داعش في السيطرة على وسط وغرب البلاد. والأنبار التي سيطرت عليها داعش هذه المرة مؤخرا هي محافظة سكانها من السنة.
أما بشار فهو بالكاد يهتم بنظامه في ظل الفوضى التي تعم سوريا، وهجمات داعش المستمرة. فإلى جانب مقاومة داعش، على جيش الحكومة السورية الذي لايتجاوز الـ 200 ألف، أن يواجه تهديدات المعارضة المسلحة. ووفقا لتقرير التلفزيون السوري، فقد تمكن الجيش الحكومي خلال عملية إنقاذ نفذها في 24 مايو الجاري من قتل 300 مسلح من المعارضة.
ويرى محللون أنه إلى جانب العوامل الخاصة بالعراق وسوريا، فإن المصالح المتضاربة بين دول الشرق الأوسط قد وفرت فرصة جيدة لتنظيم داعش. مثلا، تعد إيران قوة هامة في محاربة داعش، لكن أمريكا والسعودية وغيرها من الدول تخشى بأن تستغل إيران ذلك في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. لذا تمكنت داعش من إستغلال التناقضات بين مختلف الدول الشرق أوسطية، وهو مكنها من توسيع نفوذها.
طريق مقاومة الإرهاب لايزال طويلا
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مؤخرا، أن أمريكا قد عملت على إحتواء نجاحات داعش، وقالت، "إن مدخراتها من المال والسلاح بدأت تتناقص، كما طرأت مشاكل على الإمدادات، وأجبرت على الإعتماد على الدعاية للحفاظ على الروح المعنوية" لكن الإنتصارات التي حققتها داعش خلال الفترة الأخيرة، دفع الجميع إلى إعادة التفكير في إستراتيجية الضربات الجوية التي وضعتها أمريكا في سبتمبر الماضي لمحاربة داعش.
في هذا السياق، طالب البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية بمحافظة إستراتيجية محاربة داعش على "تدخل محدود"، وأشاروا إلى عدم نية الولايات المتحدة إرسال قوات برية، لكن قالت بأنها ستواصل تقديم السلاح إلى العراق. وقد ذكر وزير الدفاع الأمريكي، أن مقاومة داعش تعتمد أولا وأخيرا على الشعب العراقي.
تتحدث جميع الأطراف عن الاضرار التي تسببها داعش التي تحولت إلى يربوع الشرق الأوسط، لكن على مستوى "القضاء على هذا اليربوع"، يمتلك كل طرف محاذيره الخاصة. ويشير المحللون إلى أن محاربة داعش تعتمد على حشد مختلف القوى الإقليمية، وتكوين جبهة متحدة قوية، لكن إذا بقيت هذه الجهود متفرقة فإن نفوذ داعش سيتزايد بإستمرار.
قبل ذلك، حذرت مجلة "الإيكونوميست" من أن داعش تتجه إلى ان تصبح جزء ثابت في المنطقة. في هذا السياق، يرى ين قانغ، أن توسع نفوذ داعش يعود إلى الفراغ الكبير الذي تركه إنسحاب الجيش الأمريكي من العراق وإلى عوامل تاريخية عميقة. وأضاف أن القوى الأجنبية لايمكنها إجتثاث الإرهاب من جذوره، وأن الحل والربط يبقى في الشرق الأوسط نفسه، وهذا مايجعل الطريق طويلا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn