إلتقى الزعيم الصيني شي جين بينغ في 14 مارس الجاري، رئيس الوزراء الهندي مودي في مدية شيآن. ورغم أن سفر أعلى سلطة في البلاد إلى خارج بكين خصيصا لمقابلة زعيم أجنبي ليست سابقة في تاريخ الصين، إلا أن ذلك يبقى نادر الحدوث.
"أشعر بسعادة إستثنائية بلقائنا اليوم في مسقط رأسي. وهذه المرة الأولى التي ألتقي فيها ضيفا في مسقط رأسي." قال ذلك شي جين بينغ في نشاط "كسر العرف".
وفي صباح ذات اليوم، وصل رئيس الوزراء الهندي مودي إلى شي آن . وعلى إمتداد 3 أيام، تنقل مودي من عاصمة الصين القديمة شيآن، إلى العاصمة بكين، فإلى المركز المالي شنغهاي، تمكن خلالها في شكل توربيني من التواصل مع مع مختلف الأوساط الإجتماعية الصينية.
كان برنامج زيارة مودي إلى شيآن ثري جدا، وبعد راحة قصيرة في الفندق، خرج لجولة في قصر الجنود والخيول الفخارية لعهد تشينغ شي هوان، ومعبد داشينغ شان.
إذا قلنا أن الزعماء الأجانب يزورون شنغهاي للتعرف على الصين العصرية، فإن زيارتهم لشيآن تهدف للتعرف على التاريخ الصيني. ورغم أن شيآن قد أصبحت وجهة للعديد من الزعماء والساسة الأجانب أثناء زيارتهم للصين، إلا أن تحديد شيآن كمحطة أولى لزيارة مودي، له دلالات إستثنائية.
عندما زار شي الهند في العام الماضي، كانت مدينة كوجارات، مسقط رأس مودي المحطة الأولى له، وفي ذات يوم الزيارة إحتفل مودي بعيد ميلاده الـ 64، وأخذ شي في جولة في مسقط رأسه. وفي ذلك الحين، أصبحت "دبلوماسية الفسحة" محط أنظار وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
في تلك الزيارة، توصل الجانبان الصيني والهندي إلى توافق حول تعزيز التعاون الإستراتيجي وعلاقات الشراكة في قضايا الأمن والإزدهار، وأجمعا على بناء علاقات شراكة أكثر قوة، ووضعا مخططا للتعاون الإستراتيجي الصيني الهندي خلال الـ 5 إلى الـ10 سنوات القادمة. وأثناء تلك الزيارة، وجه شي جين بينغ إلى مودي دعوة لزيارة الصين، والقيام بجولة في مدينة شيآن، مسقط رأس شي جين بينغ.
تماما مثل مدينة كوجارات، تعد شيآن أيضا شاهدا على الصداقة الطويلة بين الصين والهند. وقد كانت مدينة كوجارات الوجهة التي شد إليها شوان زانغ الرهبان الرحال لطلب العلم، في عهد أسرة تهانغ الملكية، وإصطحب معه الكتب البوذية إلى الصين، وبدأ انتشار الكتب المقدسة للبوذية في العاصمة تشانغ آن. أما برج دايان المشهور، فيحفظ فيه الكتب المقدسة والتماثيل البوذية التي عاد شوان زانغ بها من الهند الى الصين.
إلى جانب الرمزية التاريخية لشيآن، فإن أحد أهم أسباب مجيء مودي إلى شيآن هو أنها مسقط رأس شي جين بينغ.
وفي نظر خبراء الدبلوماسية، فإن هذه الزيارة المتبادلة لمسقط رأسي الزعيمين، تعد "لباقة متبادلة"، وهذا يعطي مؤشرات على العلاقة القوية بين قادة البلدين.
ليس هذا فحسب، بل إلى مدى معين، تعد شيآن نقطة إنطلاق طريق الحرير، وهذا اللقاء الذي جمع قادة البلدين يعكس رغبة الجانبين في دفع التعاون البراغماتي بينهما، وقد يكون هذا هو سبب "كسر العرف".
خلال لقاء قادة البلدين، أشار شي جين بينغ إلى الصين والهند يعملان جاهدا في الوقت الحالي على تحقيق الفرصة التاريخة للنهضة القومية. وحكومة وشعبي البلدين يكافحان من أجل تحقيق هذا الهدف. ويمثل الحلم الصيني والحلم الهندي الحلم العظيم لثلث سكان العالم، وحُلميْ البلدين متلائمان ويعزز بعضهما بعض.
هذه الزيارة، هي الأولى للصين منذ تولي مودي السلطة، وبالنظر من تحاليل الرأي العام، فإن مودي لديه رغبة في الإستفادة من ثمار التنمية الإقتصادية الصينية على المستوى الإقتصادي، وإلى مدى ما يمكن القول، إن تعميق التعاون مع الصين قد أصبح أولوية الأولويات بالنسبة لحكومة مودي. وقد طرح مودي خلال زيارة شي إلى الهند في العام الماضي، دفع التعاون الصيني من "الذراع" إلى "الميل".
يرى مراقبون أن لقاء شي ومودي في شيآن قد مثل نمطا جديدا من "دبلوماسية مسقط الرأس"، ومثل إسهاما إستثنائيا لتعزيز تطور العلاقات الصينية الهندية. وقد أبدى قادة البلدين تفاؤلا كبيرا بالمستقبل خلال لقائهما، وقال قال شي لمودي، بأنه على بأن زيارته ستمكن التعاون الإستراتيجي وعلاقات الشراكة الصينية الهندية من تحقيق تقدما جديدا. من جهته، أشار مودي إلى رغبته في العمل جاهدا مع الجانب الصيني، لدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى تاريخي جديد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn