إلى غاية شهر أبريل الماضي، قام قونغ شياو شنغ الذي يشغل منصب المبعوث الصيني للشرق الأوسط منذ أقل سنة بـ 5 زيارات إلى دول الشرق الأوسط. وقد زار في آخر جولة شرق أوسطية له، كل من الكويت، إسرائيل، فلسطين وإيران.
"عملت 40 سنة في الشرق الأوسط، ولاحظت أن النقاط الساخنة في المنطقة تتزايد بإستمرار، من بينها العديد من النقاط الشائكة، وهذا يشعرني بالألم." قال ذلك قونغ شياو شنغ بعد عودته إلى العاصمة أواسط أبريل في تصريح لإعلام صيني.
صعوبة معيشة الشعب—هذا هو الإنطباع المباشر لقونغ شياو شنغ على بعض دول الشرق الأوسط، ويعتقد قونغ شياو شنغ إن الشرق الأوسط لم يعرف السلام إطلاقا، لكنه يرى بأنه يجب عدم النظر إلى الإضطرابات فقط في الشرق الأوسط، بل يجب أن ننظر إلى الكثير من العوامل الإيجابية في المنطقة، والآمال الجديدة.
"هناك الكثير من المناطق في الشرق الأوسط تشهد نموا فائق السرعة، ومثيرا للدهشة."يقول قونغ شياو شنغ، "هذه المنطقة فيها نسبة كبيرة من الشباب، لديهم قدرة على التعلم بسرعة، وهذا قد يحدث تغيرا ثوريا. لذا يجب أن تكون لدينا معرفة موضوعية وطويلة المدى للوضع في الشرق الأوسط."
منذ توليه منصب المبعوث الصيني لمنطقة الشرق الأوسط، أشار قونغ شياو شنغ خلال زيارته إلى الشرق الأوسط عدة مرات إلى الدور الهام الذي تمتلكه مبادرة "الحزام والطريق" في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
نأمل في أن نجلب بعض الأمل لشعوب المنطقة التي تعيش أجواء من الصراع والحروب وخاصة الشعب الفلسطيني والشعب السوري من خلال دفع مبادرة الحزام والطريق، ونجلب الفرص والسلام. قال ذلك قونغ شياو بينغ لوسائل الإعلام أثناء زيارته لفلسطين في 5 أبريل الماضي.
كما قال قونغ، إن تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط تبدو بالغة الصعوبة في ظل الوضع الكلي الذي تشهده المنطقة، كما يطرح العديد من المطالب من الصين كدولة كبرى تتحمل مسؤلوياتها. وأضاف قونغ إنه في ظل تعطل الحل السياسي، فقد تلجأ الصين إلى إستعمال الجهود الدبلوماسية والتعاون الإقتصادي معا، وطرح رؤية جديدة للسلام في الشرق الأوسط وفقا لـ"الحزام والطريق" هذا المفهوم الجديد.
ويضيف قونغ شياو شنغ، إن تعدد عمليات تغيير الأنظمة وتوقف مفاواضات السلام في الشرق الأوسط تختلف من دولة إلى أخرى، لكن السبب الجوهري يعود في النهاية إلى إفتقاد هذه الدول لبنية إقتصادية تحتية جيدة ولمخطط تعاون إقتصادي فعال.
وعلى مستوى إبتكار رؤية جديدة لكسر الجمود في ظل المأزق السياسي الحالي، تعمل الصين في الوقت الحالي على إتخاذ إجراءات إعتمادا على مبادرة "الحزام والطريق" وبنك الإستثمار الآسيوي، لتوفير طريق لنبذ الصراع وتحقيق التنمية السلمية للدول الغارقة في أزمات عميقة.
ويرى قونغ شياو شنغ، أن تحقيق السلام والإستقرار في المنطقة يحتاج إلى وضع التنمية الإقتصادية في المقام الأول. وقد إكتشف خلال جولته الأخيرة إلى الشرق الأوسط والتي شملت 4 دول، أن دول المنطقة تدعم مباردة الحزام الطريق. كما يعترف المجتمع الدولي بأن طريق الحرير هو طريق تجاري، وطريق لنشر الحضارة ونشر الأديان، وطريق للتمازج الثقافي، وأنه طريق للسلام وطريق للتعاون، وهو منتج حتمي لتطور التعددية القطبية العالمية. وهذا يقدم أسسا قوية على مستوى الرأي العام لقيام بدفع السلام في الشرق الأوسط من خلال التنمية الإقتصادية.
هذا على الورق يبدو سهلا، لكن على المستوى العملي صعب. هناك العديد من المفاهيم الجميلة التي نطرحها تواجه صعوبات كبيرة على مستوى التنفيذ، مثلا، "التحول القطاعي"، هذا يتطلب بأن تكون الدولة المقابة تتمتع بأسس صناعية جيدة، وإحتياطي كافي من القوة العاملة. لكن الحزام والطريق يضم السعودية، الإمارات، فلسطين إسرائيل، إيران وتركيا وغيرها من 16 دولة في الشرق الأوسط، وأوضاع هذه الدول تختلف كثيرا عن بعضها. وهناك العديد من الدول التي تفتقد لأسس تطوير التعاون، وهذا يتطلب من الصين القيام بتقييم وحكم لأوضاع التنمية في مختلف الدول.
مصر مثلا، دولة كبيرة، يجب معرفة إتجاه نموها على المدى الطويل، وتمتين الثقة في التعاون معا، وبالنسبة الى سوريا والعراق والسودان التي تمتلك بأسس صناعة ولكن تتعرض للاضطرابات، يجب القيام بالدراسة الكافية وتحديد خطط التعاون المختلفة حسب الظروف. وبالنسبة للبنان وعُمان وتونس، هذه الدول التي تفتقد للأسس الصناعية والقوة العاملة، هناك صعوبات كبيرة في تطوير التعاون معها، لكن يمكن توسيع فضاء التعاون معها في مجال السياحة والخدمات وغيرها. هذا بمثابة منظومة كبيرة، تستوجب العمل على المستوى الإقتصادي والدبلوماسي، وهو قضية أجيال وليس جيل واحد، وليس قضية الصين وحدها، بل قضية مختلف الدول.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn