بكين 30 ديسمبر 2014 / رغم مضي أسبوع على لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نخبة من كوادر الجامعات والأكاديميات والمؤسسات البحثية الصينية خلال زيارته التاريخية لبكين، مازالت أصداء هذا اللقاء تترد في أروقة تلك الأصرح التعليمية حيث يبدى الأساتذة الصينيون إعجابهم بشخصية الزعيم المصري وبفكره الإستراتيجي بعيد النظر، ويعبرون عن رغبتهم الشديدة في اغتنام الفرص التي أتاحتها زيارة السيسي للصين لإثراء محتوى التعاون التعليمي بين الصين ومصر.
ففي الـ23 من ديسمبر التقى الرئيس السيسي في العاصمة الصينية بكين رؤساء وأساتذة من 24 جامعة صينية ومسؤولين من أكثر من 10 مؤسسات بحثية صينية، ليحظى اللقاء باهتمام مختلف أوساط المجتمع الصيني.
ــ السيسي: زعيم ذو رؤية بعيدة المدى
وقد ذكر أربعة أساتذة شاركوا في هذا اللقاء خلال حوارات خاصة أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الثلاثاء) أنهم استشعروا جميعا بقوة الاهتمام البالغ الذي يوليه الرئيس السيسي بقضية التعليم وتنشئة الأكفاء رفيعي المستوى والمهنيين المتخصصين إدراكا منه بأنهم الركيزة الأساسية لتحقيق نمو الاقتصاد المصري، معربين عن تشوقهم إلى رؤية ما سيعود به التعاون التعليمي والبحثي بين مصر والصين من ثمار ملموسة على الجانبين.
ومن جانبه قال الأستاذ شيويه تشينغ قوه رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين إن "اللقاء مع السيسي اتسم بالود والترحاب، ولمسنا من خلال حديثه معنا الروح المرحة والابتسامة المشرقة اللتين يشتهر بهما الشعب المصري".
وشاطره الأستاذ يانغ يان هونغ رئيس كلية اللغات الأجنبية في جامعة الأعمال والاقتصاد الدوليين ببكين، مشيرا إلى أن السيسي ترك لديه انطباعا لا ينسى حيث "كان يتحدث إلينا كأنه يتحدث مع أناس يعرفهم منذ زمن بعيد".
وبدوره قال الأستاذ لوه لين رئيس كلية الشرق الأوسط والرئيس التنفيذي لمركز الدراسات العربية بجامعة اللغات والثقافة ببكين إنه استشعر من حديث السيسي أنه رئيس ذو فكر ولديه القدرة على تحقيق الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وجلب الخير لأبناء الشعب المصري بخطوات واثقة وثابتة.
وقد اتفق الأساتذة الصينيون الذين شاركوا في هذا الملتقى على أن الرئيس السيسي زعيم ذو نظرة واقعية ورؤية إستراتيجية حكيمة وبعيدة المدى، يعرف تمام المعرفة ما هي أولويات عمله للنهوض بالأمة
المصرية.
ــ آفاق رحبة للتعاون التعليمي بين الصين ومصر
ويؤكد الأساتذة الصينيون أن التعاون التعليمي بين الصين ومصر ذات الثقل السياسي والثقافي الكبيرين في العالم العربي والقارة الأفريقية قائم منذ عقود من الزمان وتولى الصين اهتماما بالغا بتعزيز وتكثيف التعاون مع هذا البلد العربي الصديق في القطاع التعليمي البالغ الأهمية ، متوقعين أن يجسد البلدان عقب زيارة السيسي للصين المزيد من الإنجازات على أرض الواقع في هذا الصدد.
وفي هذا السياق أكد الأستاذ لوه لين أهمية مصر كبوابة لتعليم اللغة الصينية في الدول العربية والأفريقية ، قائلا إن جامعته، باعتبارها أهم الجامعات الصينية القائمة على تعليم الصينية للطلاب
الأجانب، استقبلت آلاف المصريين لتعلم الصينية خلال نحو الخمسين عاما الماضية، لتغدو مصر بذلك أكبر الدول العربية والأفريقية من حيث عدد الأكفاء الذي يتقنون اللغة الصينية.
كما كشف الخبير الصيني عن خطط طموحة وضعتها جامعته بشأن توسيع آفاق التعاون الثنائي في مجال تنشئة الأكفاء المؤهلين، قائلا إن الصين تستثمر 2.5 مليون دولار في بناء مبنى خاص بجامعة قناة السويس لتنشئ فيه مقرا رئيسيا لمعاهد كونفوشيوس الصينية بقارة أفريقيا.
وأضاف أن جامعة اللغات والثقافة ببكين تعكف الآن، بالتعاون مع جامعة قناة السويس، على إنشاء المعهد الصيني ــ المصري "لتنشئة أكفاء يجيدون اللغتين الصينية والعربية وعلى دراية جيدة بثقافة وأحوال البلدين، ليقدموا بدورهم إسهامات في مشروع "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21" ومشروع "قناة السويس الجديدة".
وأضاف الأستاذ الصيني أن جامعته تعتزم قبول مائة طالب مصري يسعى للحصول على شهادات الدكتوراة أو ما بعد الدكتوراة في غضون السنوات الخمس المقبلة، ليصيروا كوادر يجيدون اللغة الصينية وخاصة مصطلحاتها التكنولوجية والطبية إلخ بما يتماشي مع الاحتياجات والمتطلبات المصرية مستقبلا .
ومن جانبه، أكد الأستاذ شيويه تشينغ قوه إن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تهتم دائما بتوسيع مجالات التبادلات الثقافية بين الصين والدول العربية ومن بينها مصر، حيث تعتزم جامعته من ناحية إقامة ورشة عمل للباحثين والمترجمين العرب للغة الصينية من أجل تقديم المزيد من الأعمال الصينية إلى القراء العرب، وتعتزم من ناحية أخرى إقامة مركز لدراسات الإعلام
الصيني الموجه إلى العرب ليقوم بأعمال بحثية في موضوعات مثل صورة الصين لدى العرب, والعلاقات الصينية- المصرية إلخ مع جهات معنية كبرى ومن بينها مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية .
ومن جانبها ذكرت تشانغ هونغ يي الأستاذ بجامعة الدراسات الدولية ببكين أن مصر لا تحرص فقط على تعزيز التبادلات التعليمية مع الجامعات الصينية التي تقوم بتعليم اللغة الصينية، وإنما أيضا مع الجامعات الصينية الأخرى حيث توجد أكثر من مائة جامعة صينية تقبل طلابا وافدين مصريين.
وأضافت أن مصر تقدم أيضا تسهيلات للطلاب الصينيين الدارسين في أقسام اللغة العربية بجامعاتها. وضربت مثالا على ذلك بقولها إن جامعة قناة السويس تحصّل من الطلاب الصينيين رسوما دراسية وسكنية رمزية بل وخصصت لهم مدرسين خاصين لدعم دراستهم، الأمر الذي يسهم كثيرا في رفع مستواهم في اللغة العربية.
واتفق الأستاذة الصينيون على أن تعزيز التعاون التعليمي والتبادلات الثقافية طلب مشترك للجانبين وسيعود بفوائد جمة عليهما، معربين عن أملهم في أن يواصل الجانبان بحث سبل وآفاق جديدة لدفع هذه القضية قدما.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn