تكثر بعض الوكالات ووسائل الإعلام الأمريكية الحديث عن "التهديد العسكري الذي تشكله الصين" على بلادهم منذ سنوات، حيث أدعي تقرير صدر مؤخرا بأن برنامج الفضاء الصيني يهدد الأمن العسكري الأمريكي.
ويقول التقرير، الذي صدر يوم الاثنين عن لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية - الصينية، إن تطوير الصين لتكنولوجيات الفضاء يهدف إلى عرقلة الاتصالات العسكرية الأمريكية وتدمير قدرتها على الانتصار في الصراعات.
إن هذا الإدعاء، بالإضافة إلى صرخته بشأن الميزانية العسكرية الصينية وما يسمى "بالهجوم الإلكتروني"، يجعل العم سام ليس سوى أضحوكة ويكشف تكتيكاته المستمرة وغير اللائقة في التعامل مع التنمية السلمية للصين.
أولا: إن هذه الإدعاءات تخلو من الحس السليم. والجميع بمن فيهم واشنطن نفسها تعلم جيدا أن الجيش الصيني بدأ من الصفر ويتخلف عن الولايات المتحدة بفجوة تمتد لعقود من الزمان.
وفي الواقع، إن الولايات المتحدة هي من قرر الهيمنة على موارد الفضاء وإمتلاك المزيد من المميزات التي تتفوق بها على البلدان الأخرى وتبني في نهاية المطاف هيمنتها في الفضاء.
إن الحقائق أعلى صوتا من الأقوال. فالولايات المتحدة هي الوحيدة التي تمتلك أسلحة مضادة للأقمار الصناعية في حالة نشر فعلية. ومن هذا المنطلق، إذا ما لم تقم بلدان أخرى بتطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية بنفسها، فكثير من موارد الفضاء ستتعرض لخطر التهديد الأمريكي
وفيما يتعلق بالإنفاق العسكري، تشير الولايات المتحدة، والمعايير المزدوجة متجذرة بعمق في ذهنها، بأصبع الاتهام إلى احتياجات الدفاع الوطني الطبيعية للصين فيما توسع من ميزانيتها العسكرية الخاصة عاما بعد عام.
فعلى سبيل المثال، تعد ميزانية الدفاع الوطني للصين لعام 2015 المعلن عنها حديثا أقل من ثلث الميزانية المزمعة للولايات المتحدة وقدرها 534.3 مليار دولار. كما تمثل الزيادة في ميزانية الدفاع الوطني ونسبتها 10.1 في المائة أقل توسع في الصين منذ عام 2010.
وعند قياسه وفقا للإنفاق العسكري للفرد، وهو ما يعتبره الخبراء العسكريون الأمريكيون مؤشرا هاما في الحكم على ميزانية الدفاع لأي دولة، فإن الرقم الأمريكي ضعف الرقم الصيني بـ 22 مرة.
ولا غرابة في أن الهدف من وراء نظرية "التهديد العسكري الصيني" هو المصالح الخاصة للولايات المتحدة.
وأخيرا وليس آخرا، يحاول الأمريكيون على الصعيد الدولي تعزيز اعتماد البلدان الأخرى على الولايات المتحدة ليجعلونها تابعه لها ويحافظون على هيمنتها في القضايا العالمية.
وعلى الصعيد المحلي، تعتزم واشنطن إرساء أساس لقهر العقبة التي تواجهها في الكونغرس بشأن ميزانية البنتاغون لعام 2016.
بيد أن العصر قد تغير. ويتعين على الولايات المتحدة نبذ عقلية الحرب الباردة بما يتماشي مع الاتجاه التاريخي وتنظر إلى تطوير الجيش في الصين بطريقة موضوعية وعقلانية وتعزز الثقة المتبادلة وتحمي مع الصين السلم والأمن الدوليين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn