تعليق: هل الازمة اليمنية ستشتعل الحرب بين السعودية وإيران؟

اليمن ﺑﻠﺪ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﺣﺮﺑا واسعة النطاق ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ في الآونة الاخيرة، حيث سيطرت ميليشيات الحوثيين الشيعة على العاصمة صنعاء، وتراجع دعم الجيش السني للرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي ظل التدهور الخطير للوضع في اليمن، اعلنت بريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها من الدول الاخرى يوم 11 فبراير الجاري عن اغلاق سفارتهم مؤقتا وإجلاء الدبلوماسيين وطاقم الموظفين، وطلبت من مواطنيها الى مغادرة اليمن. كما ازدادت المخاوف من أن تؤدي الازمة في اليمن الى مواجهة بين القوى الاقليمية الكبرى هما السعودية وإيران.

سيطرة مليشيات الحوثيين على القصر الرئاسي في صنعاء يقلق السعودية

سيطرت ميليشيات الحوثيين الشيعة على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء يوم 19 يناير الماضي وقامت بتطويق مقر إقامة رئيس الدولة عبد ربه منصور هادي، وفرضت عليه الاقامة الجبرية. وأعلنت ميليشيا أنصار الله الشيعية، التابعة للحوثيين يوم 6 فبراير الجاري حل البرلمان اليمني وإقامة مجلس رئاسي من خمسة أعضاء، ليصبح اعلى سلطة في البلاد. وقد ادى هذا القرار الى معارضة قوية من قبل العديد من الفصائل المحلية، وعلى وجه الخصوص، الغالبية العظمى من القوات الحكومية والشعبية في جنوب اليمن التي لا تزال تبايع هادي وترفض التعاون مع جماعة الحوثي.

دعت امريكا في يوم 11 فبراير الجاري إلى الإفراج الفوري عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح، وأعضاء الحكومة اليمنية المحتجزين رهن الإقامة الجبرية، مشيرة إلى أنه لا يمكن استئناف العملية السياسية الشاملة في اليمن في الوقت الذي يتم فيه احتجاز أعضاء القيادة اليمنية رهن الإقامة الجبرية. وذكرت قناة الجزيرة القطرية نقلا عن مسؤول في الحكومة الامريكية، أن واشنطن لا تسمح بالفوضى في اليمن، وأن لدى امريكا اساليبها الخاصة لمواجهة هذه الازمة اذا ما اصرت جماعة الحوثي المسلحة على عدم التراجع، مما يعني ان لدى امريكا مجموعة من الخيارات بما في ذلك التدخل العسكري. وردا على ما ذكرته امريكا، قال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، أنهم يريدون انشاء علاقة جيدة مع امريكا ودول اخرى، وشدد على أن شعار" الموت للأمريكيين" الذي رفعه جماعة الحوثي في السنوات الاولى كان مجرد شعار ولا يعني انهم يريدون الحاق الضرر بأمريكا او عدائها. 

اصدر مجلس التعاون الخليجي تقوده السعودية بيانا شديد اللهجة بعد استيلاء جماعة الحوثي على السلطة، مشيرا الى أن " الوضع الامني في اليمن مرتبط ارتباطا وثيقا مع الوضع الامني في دول مجلس التعاون الخليجي"، واتهمت جماعة الحوثي " غير دستوري"، وطلبت من الامم المتحدة اتخاذ التدابير اللازمة في اقرب وقت ممكن.

وفي ظل لعبة مصير عبد ربه منصور هادي، ساعد الحرس على هروبه من الاقامة الجبرية يوم 21 فبراير الجاري، وبالرغم من أن الحرس ادعى بانه استخدم خطة "إغراء العدو لمغادرة المخيم"، إلا أنه لا يستبعد "تعاون" جماعة الحوثي المسلحة على الافراج عنه، لتخفيف الضغوطات الخارجية.