مسئول في الأمم المتحدة يحذر من تجدد الصراع في غزة خلال أشهر بسبب تعثر إعادة إعمارها

غزة 4 فبراير 2015 /حذر مسئول في الأمم المتحدة اليوم (الأربعاء)، من تجدد الصراع في قطاع غزة خلال أشهر بسبب استمرار تعثر إعادة إعماره بعد أكثر من خمسة أشهر من انتهاء الهجوم الإسرائيلي الأخير.

وقال مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة روبرت تيرنر خلال لقاء مع الصحافيين في غزة: "إذا لم يتغير المسار الحالي للأوضاع هنا فإننا نخشى تجدد الصراع قريبا جدا".

وأضاف تيرنر "سكان غزة غاضبون ومحبطون ونحن نتفهم ذلك لأن وضعهم العام مزري جدا، لذا نحن قلقون بشأن تطورات الأوضاع في المستقبل القريب وتحديدا خلال الأشهر القليلة المقبلة".

ووصف تيرنر الوضع الحالي في قطاع غزة، بأنه "أسوأ بكثير" مما كان عليه قبيل الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين.

وقال إن عدم المضي في إعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي والدفع باتجاه استقرار الوضع السياسي "ينذر بتجدد الصراع في وقت قريب".

ولفت تيرنر، إلى "استمرار تعثر المصالحة الفلسطينية الداخلية وتعثر المسار السياسي (لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل) إلى جانب زيادة التدهور الأمني تدريجيا على السياج الفاصل لقطاع غزة".

وخلف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة مقتل أكثر من ألفين و140 فلسطينيا وأكثر من 10 آلاف جريح مقابل مقتل 71 إسرائيليا إلى جانب هدم آلاف المنازل السكنية ودمار هائل في البني التحتية في القطاع.

وتعهدت الدول المانحة خلال مؤتمر عقد في القاهرة برعاية مصرية ونرويجية في 12 أكتوبر الماضي، بمبلغ 5.4 مليار دولار يخصص نصفه لصالح إعادة إعمار قطاع غزة.

غير أن تيرنر اشتكى من أن أونروا لم تتلق سوى 135 مليون دولار فقط من أصل 720 مليون دولار طلبتها من مؤتمر القاهرة لدعم إصلاح المنازل المتضررة جزئيا وتقديم إعانات الإيجار لمن دمرت منازلهم كليا.

وذكر أن هذا الأمر أجبر أونروا على تعليق تقديم المساعدات النقدية ما يجعل ثمانية آلاف عائلة تنتظر الدفعة الأولى من مخصصات إصلاح المنازل بقيمة 18 مليون دولار، بينما تنتظر أكثر من ثلاثة آلاف عائلة إعانات الإيجار الخاصة بهم بقيمة 3.5 مليون دولار لمدة أربعة أشهر.

وأشار تيرنر إلى أن أونروا تواصل توفير المأوى والخدمات الأساسية لحوالي عشرة آلاف نازح يقيمون في 15 مركزا جماعيا تديرها الوكالة الدولية، لافتا إلى أن عدم توفير مساعدات نقدية لمتضرري الحرب الإسرائيلية يهدد بمضاعفة هذا الرقم.

وجدد تيرنر دعوة الدول المانحة، إلى سرعة توفير تمويل دولي لبرامج إعادة الإعمار في قطاع غزة.

وقال إن "أونروا أجبرت على وقف ما تصرفه من مساعدات بسبب نفاد الأموال المتوفرة لديها كليا مع نهاية الشهر الماضي، ونحن لم نحصل على أي تمويل إضافي رغم تكرار مناشداتنا".

وأضاف بيرنر "فقط المملكة العربية السعودية وألمانيا هما الجهتان المانحتان الوحيدتان اللتان قدمتا الدعم لأونروا ضمن تعهداتهما لإعادة إعمار قطاع غزة، وهم أمر مثير بالنسبة لموقف باقي الجهات المانحة".

في الوقت ذاته أشار تيرنر، إلى أن بعض الجهات الدولية المانحة لديها "توتر بسبب عدم وجود مؤشرات على أي تقدم في حل أسس الصراع ومنع تجدد العنف في قطاع غزة".

وقال "إن عدم الاستقرار السياسي يخلق الشكوك لدى الجهات المانحة بشأن جدوى دعم إعادة إعمار قطاع غزة".

ورأى بيرنر، أن استمرار إطلاق صواريخ محلية تجريبية (من قبل فصائل فلسطينية في قطاع غزة) هي إحدى أوجه عدم الاستقرار السياسي الذي يعيق توفر الدعم الدولي اللازم لإعادة الإعمار في القطاع.