غزة 8 أغسطس 2014 /عاد التوتر بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل اليوم (الجمعة)، بعد فشل مباحثات تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي سرى لثلاثة أيام برعاية مصرية.
ويخشى أن يؤدي ذلك إلى اتساع جديد في موجة العنف التي تدخل شهرها الثاني في قطاع غزة وسط تباعد في مباحثات إعلان اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن طفلا يبلغ (10 أعوام) قتل في غارة إسرائيلية استهدفت محيط مسجد في حي (الشيخ رضوان) السكني شمال مدينة غزة.
وذكر القدرة أن نحو 10 فلسطينيين آخرين نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة ومستشفيات أخرى جراء إصابتهم في سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن الغارات استهدفت عدة منازل سكنية وأراضي خالية ومواقع لجماعات مسلحة في غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي استئناف غاراته الجوية والمدفعية على قطاع غزة ردا على إطلاق قذائف صاروخية أطلقت من القطاع اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الجيش سيواصل استهداف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبنيتها التحتية وسيعيد الأمن لمواطني إسرائيل.
وأضاف إن حماس "اتخذت قرارا خاطئا باستئناف قصفها لجنوب إسرائيل".
وأمرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل بإعادة فتح الملاجئ في التجمعات السكنية التي تقع حتى مسافة أقصاها 80 كيلو مترا من قطاع غزة.
وقالت مصادر إسرائيلية رسمية إن أكثر من 40 صاروخا أطلقت من قطاع غزة باتجاه مواقع إسرائيلية منذ ساعات صباح اليوم، ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح وصفت حالة أحدهما بالحرجة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الجريحين نقلا إلى مستشفى (سوروكا) في بئر السبع لتلقي العلاج الطبي، فيما لحقت أضرار مادية بسبب سقوط الصواريخ.
وانتهت عند الساعة الثامنة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي تهدئة مؤقتة دعت إليها مصر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ يوم الثلاثاء الماضي وصمدت فترتها دون أي خروقات من الجانبين.
ومع انقضاء فترة التهدئة استأنف نشطاء من غزة إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل.
وتبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأولوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وجماعات مسلحة أخرى في بلاغات لها إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل.
وعقب هذه التطورات شوهد آلاف من سكان قطاع غزة على مدار الساعات الأخيرة يخلون منازلهم في مناطق القطاع الشرقية والشمالية باتجاه وسط المدينة ومواقع للأمم المتحدة تحسبا للتصعيد الأوضاع الأمنية.
ونقل هؤلاء أمتعة خفيفة من فراش وأغطية ولجأ أغلبهم لمدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيما فضل آخرون الإقامة عند أقارب لهم.
وأعلنت حركة حماس صباح اليوم، أن الفصائل الفلسطينية ترفض تمديد التهدئة المؤقتة مع إسرائيل لكنها مستمرة في التفاوض في القاهرة.
وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري ل(شينخوا)، إن "فصائل المقاومة الفلسطينية لم توافق على تمديد التهدئة ولكنها ستواصل التفاوض وعلى الاحتلال الاستجابة للمطالب الفلسطينية".
وذكر مصدر في الحركة أنها لن تبادر فورا لشن هجمات صاروخية باتجاه إسرائيل وأنها ما تزال تعطي فرصة غير معلنة لنجاح مفاوضات القاهرة.
وأشار المصدر إلى حدوث حراك إيجابي تجاه تحقيق المطالب الفلسطينية لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه أكد أن ذلك مرهون باستجابة كاملة لما تعرضه الفصائل الفلسطينية من مطالب.
في المقابل، أعلنت إسرائيل عن مغادرة وفدها لمباحثات وقف إطلاق النار القاهرة عائدا إلى الأراضي الإسرائيلية ردا على عودة التوتر في قطاع غزة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل أبلغت مصر باستعدادها لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة جديدة إلا أن حماس "خرقت وقف إطلاق النار قبل انتهائه".
وأتهم مكتب نتنياهو في بيان أوردته الإذاعة الإسرائيلية حماس، بمواصلة إطلاق النار تجاه الأراضي الإسرائيلية مما أدى إلى إصابة مدنيين إسرائيليين ورغم ذلك فان إسرائيل ستواصل نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع كلما كان الأمر ممكنا.
وأكد مكتب نتنياهو، أن إسرائيل "ستعمل بجميع الوسائل لحماية مواطنيها وفي الوقت نفسه ستسعى إلى تجنب المس بسكان غزة".
وسبق أن قال مسئولون في حركة حماس، إن المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة بين وفد فلسطيني موحد يمثل منظمة التحرير الفلسطينية وحركتا حماس والجهاد الإسلامي من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بوساطة مصرية "لم تحقق تقدما حتى الآن لإعلان اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".
وشن الجيش الإسرائيلي في الثامن من شهر يوليو الماضي على قطاع غزة عملية عسكرية أطلق عليها اسم (الجرف الصامد) ردا على إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه إسرائيل ولتدمير الأنفاق الممتدة من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قتل في العملية الإسرائيلية 1893 فلسطينيا وجرح 9805 آخرين، فيما قتل خلالها، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية 64 جنديا إسرائيليا إضافة إلى 4 مدنيين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn