بعد الحادث الإرهابى الذى شهدته مجلة "شارلى إبدو"الفرنسية الساخرة، طبعت المجلة خمسة ملايين نسخة اضافية من عددها الأخير، وتمكنت من جمع اكثر من 10 ملايين يورو من المبيعات والتبرعات. وصدر العدد الاخير من المجلة مع رسم كاريكاتيري للنبي محمد على غلافه مرة اخرى، ويظهر الرسم الكاريكاتيري النبي وهو يبكي بينما يحمل ورقة مكتوبا عليها "أنا شارلي". وتريد مجلة "شارلى إبدو"الفرنسية الساخرة في عددها الاخير اظهار مدى تمسكها بمبادئها واعتقاداتها الراسخة، إلا أنها اثارت استفسارات ومخاوف الكثير من الناس. وأعرب الكثير من الخبراء وأصحاب العقول النيرة عن قلقهم الشديد من أن يثير كاريكاتير على غلاف المجلة النعرات الدينية.
إن الحادث الإرهابى الذى شهدته مجلة "شارلى إبدو" جعل الشعوب تدرك عمق مخاطر الارهاب و أن الارهاب هو خطر يهدد البشرية جمعاء، وينبغي للمجتمع البشري الالتزام بعدم استخدام العنف وقتل الابرياء كوسيلة للحل، بغض النظر عن الاختلافات في القيم الدينية والثقافية.
بالطبع، يظهر تغيرات على مسارات واتجاهات انتشار " فيروس" الارهاب في جميع العالم: تكثيف نشر ايديولوجية المتطرفة، مواصلة تهديدات " الدولة الاسلامية"، عودة تنظيم " القاعدة"، اثارة منظمة " بوكو حرام" الفوضى والاضطرابات في افريقيا، خطر انتشار الارهاب في آسيا الوسطى، كما لا توجد دولة في العالم اليوم في مأمن ومنأى عن خطر الإرهاب. وهذا يستدعي تكثيف الجهود والتنسيق الوثيق بين جميع دول العالم وبناء منصة التعاون المتكاملة والنظامية والمستدامة لمكافحة الارهاب العالمي.
من ناحية أخرى، كبح انتشار " فيروس" الارهاب والقضاء عليه من جذوره ينبع من الفهم الجيد للعوامل والأسباب التي ساعدت على وجوده وانتشاره، والظروف التي ساعدت على تفريخ الارهاب والإرهابيين. وعليه، ينبغي التفكير مليا فيما قاله مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، بأن الهجوم الارهابي في باريس هو نتيجة الازمة في سوريا. والتشجيع للتوصل الى حل سياسي للازمة السورية وغيرها من القضايا الساخنة الاخرى، خطوة اساسية في مشروع محاربة الارهاب والقضاء على البيئة الحاضنة له، وهذا بحاجة الى توافق في الآراء.
يميل الارهابيون الى اتخاذ الدين، العرق وصراع الحضارات وسيلة وستار وغطاء لتبرير جرائمهم ضد الانسانية. لذلك، فإن ربط الهجمات الارهابية بدين او قومية معينة لا يزيد من المشاكل والتناقضات فحسب، بل يوقعنا في فخ الارهاب ايضا. وفي ظل العولمة والتنوع الثقافي، ينبغي تعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة، ولا نفرض على الآخرين ما لا نحبه لأنفسنا، وعدم إذاء مشاعر الآخرين باسم الحرية الشخصية. وتحقيق هذه الغاية بحاجة الى تحديث عملية محاربة الارهاب بشكل دقيق ومستمر، السعي للبحث عن افكار جيدة ومناسبة لكبح انتشار" فيروس" الارهاب، تعزيز الاحترام المُتبادل بين أتباع الأديان المختلفة والانسجام بين مختلف الأديان والأعراق والحضارات. وتعتبر هذه الوصفة فعالة لكبح انتشار " فيروس " الارهاب والقضاء عليه.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn