قام قرابة مليون شخص بالتظاهر ضد الإرهاب في العاصمة الفرنسية باريس. في ذات الوقت، عقد وزراء داخلية 10 دول من الإتحاد الأوروبي ووزير العدل الأمريكي ووزير الأمن الأوروبي إجتماعا عاجلا للتباحث في مكافحة الإرهاب. وركز الإجتماع على جعل الإنترنت مجالا لمقاومة الإرهاب، وأعطى رسالة بأن الحكومات يجب أن تهتم بالإنترنت أكثر من الإرهابيين.
أعلنت الدول المشاركة في بيان مشترك عن عزمها تعزيز مقاومة الإرهاب، ورأت أنه من الضروري تأسيس تعاون مع مشغلي الإنترنت، والإسراع في تحديد وحذف المعلومات المحرضة على الكراهية والإرهاب. كما قرر الإجتماع تعزيز الرقابة على الحدود الخارجية لدول الإتحاد الأوروبي، ومنع المواطنين الأوروبيين المشاركين في تنظيمات متطرفة من العودة إلى الدول الأوروبية وتهديد أمنها الإجتماعي. وقال بيان الإجتماع، أن الدول المعنية ستجعل من الإنترنت مجالا هاما لمقاومة الإرهاب، وهو قرار يعد غير مسبوق.
منذ صعود داعش، طرأت تغيرات هامة على الطرق التي تتبناها التنظيمات الإرهابية في تجنيد المقاتلين والتخطيط للهجمات، مثلا، أصبحت تولي أهمية أكبر لإستغلال الإنترنت. وعلى خلاف ماكان في الماضي، لم تعد التدريبات والتخطيطات والمناورات تتم بالضرورة في المعسكرات الإرهاربية، بل أصبحت تجرى من خلال الإنترنت أيضا، حيث تكون فعاليتها أعلى ومن الصعب مواجهتها. حيث أصبحت التنظيمات الإرهابية تستخدم التجنيد والتدريب أولاين، وتقوم عبر الإنترنت بإتمام عمليات غسل الأدمغة، التحريض، التوجيه والتخطيط وغيرها من السلوكات. مثلا، أحدثت المجلة الإلكترونية لداعش في صيف العام الماضي تأثيرا كبيرا.
يشرف على تنسيق التحالف في ضرب الداعش القائد السابق للجيش الأمريكي بأفغانستان والمتقاعد، جون آلن، وقد دعى إلى شن حرب على الإنترنت ضد داعش. ويرى آلن بأن داعش قد طورت حربا مخيفة وتمت التجند على الإنترنت. وأضاف أن الدول المشاركة في ضرب المنظمات المتطرفة يجب أن توسع جبهة الحرب لتشمل الإنترنت. ومنع داعش من القيام بالدعاية عبر الإنترنت، ومنع وصول تأثير المتطرفين إلى المزيد من الإرهابيين. كما يجب التعامل بنفس الطريقة مع بقية التنظيمات الإرهابية.
ودعى إجتماع باريس الطارئ مجددا إلى منع الإرهابيين من إستخدام الإنترنت، وضرب وجود وتوسع التنظيمات الإرهابية في فضاء الإنترنت. لكن، بالحديث عن مقاومة الإرهاب عبر الإنترنت، قد تكون أوروبا وأمريكا في حاجة إلى تغيير بعض المفاهيم، حول إذا ما كانت الإنترنت فضاء خارج عن القانون. وصحيح أن الإنترنت قد جعلت العالم صغيرا، لكنها بدأت تتحول من الفضاء الإفتراضي إلى الحقيقي، وإذا وصلنا النظر إلى الإنترنت على أنها فضاء إفتراضي، فعلينا أن نتحمل تبعات ذلك.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn