تقرير اخباري : المغرب يراهن على السوق الصينية لتفعيل استراتيجيته في مجال السياحة

الرباط 16 يناير 2015 / تشكل السوق الصينية واحدة من أبرز الأسواق التي تراهن عليها الحكومة المغربية بقوة في تفعيل إستراتيجيتها السياحية الرامية إلى استقطاب 20 مليون سائح في أفق العام 2020.

وبالنسبة للعاملين في مجال السياحة المغاربة ، فإن ارتفاع نصيب الصينيين في سوق السياحة الدولية يغري بتشجيعهم على زيارة المملكة وهو ما سيساهم في إنعاش الاقتصاد المغربي الذي يعتمد بشكل كبير على العملة الصعبة المتحصلة من عائدات السياحة.

وقال المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن في هذا الصدد ، إن قمة الفيدرالية الدولية للمدن السياحية، التي سيحتضنها المغرب في سبتمبر المقبل، ستمكن من تكثيف التدفقات السياحية بين المملكة والصين.

وأوضح زويتن، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مساء أمس الخميس عقب مباحثات أجراها مع وفد صيني يزور المملكة ، أن هذه القمة ، التي ستحتضنها مدينتا الرباط وفاس ، تهدف إلى تنمية وجهة المغرب في الصين والتعريف أكثر بالمملكة وثقافتها وتاريخها بغية تكثيف التدفقات السياحية بين البلدين.

ويضم الوفد الصيني الذي يزور المغرب على الخصوص نائبة عمدة بكين شينغ هونغ ومدير مكتب السياحة ببكين سونغ يو.

وتم اختيار مدينتي الرباط وفاس في سبتمبر الماضي ببكين لاحتضان القمة المقبلة للفيدرالية الدولية للمدن السياحية،حيث تقدمت المدينتان في التصويت على مدن أخرى تزخر بمؤهلات سياحية كبيرة من قبيل روما وواشنطن ولوس أنجلوس.

وحسب المسؤول ذاته ، ستجمع هذه القمة ، التي تنعقد لأول مرة خارج الصين ، ممثلي أكبر المدن السياحية العالمية.

وتابع أنه فضلا عن النشاط الاقتصادي ، تجمع المغرب والصين عدة قواسم مشتركة تتمثل في التاريخ والتقاليد والثقافة.

وتطرق زويتن، خلال مباحثاته مع نائبة عمدة بكين ومدير مكتب السياحة ، الى تنظيم أسبوع ثقافي مغربي ببكين وأسبوع ثقافي لبكين في المغرب.

واعتبر سفير الصين في الرباط سون شو جونغ، من جهته، أن قمة الفيدرالية الدولية للمدن السياحية تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمغرب والصين الذين تجمعهما علاقات صداقة ممتازة.

وأضاف أن السياحة تعد جسرا لتجسيد هذه الصداقة وتعزيز التعاون الثنائي، داعيا الصينيين إلى استكشاف المغرب بصفتهم سائحين ومستثمرين.

ومن المتوقع أن يتوجه الوفد الصيني الذي عقد أيضا اجتماعا مع عمدة مدينة الرباط فتح الله ولعلو، إلى مدينة فاس لإجراء مباحثات مع عمدتها حميد شباط، والاطلاع عن كثب عن البنيات التحتية التي ستحتضن القمة.

وبالنسبة لرئيس فيدرالية مهنيي السياحة علي غنام ، فإن تسهيل حصول المواطنين الصينيين على تأشيرة دخول المغرب إضافة الى فتح خط جوي مباشر يربط الدار البيضاء ببكين يرتقب أن يتم انشاؤه خلال العام الجاري ، سيمكنان من انسياب ونمو التدفقات السياحية وتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.

وأكد غنام في اتصال مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أهمية السوق الصينية التي تعتبر أول مصدر للسياح على المستوى العالمي، بأزيد من 100 مليون سائح صيني يحققون مداخيل سياحية تفوق 110 مليارات دولار.

وخلال انعقاد أعمال المنتدى الاقتصادي المغربي الصيني في بكين نوفمبر المنصرم ، أعلن وزير النقل المغربي عزيز رباح أن بلاده تعتزم فتح خط جوي مع الصين العام الحالي لتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في المملكة.

وأضاف أن الصين بلد رائد في مجال البنيات التحتية، مما يتيح إمكانية الدخول مع الصينيين في شراكة لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع الكبرى بالمغرب ولاسيما في قطاعات السكك الحديدية والموانئ والطرق والمطارات والمناطق اللوجستية، مشيرا إلى أنه "يمكن إقناع الجانب الصيني بإقامة شراكة ذكية مع المغرب".

وقررت الفيدرالية الدولية للمدن السياحية فتح مقرها الإفريقي سنة 2015 بالدار البيضاء، وهو المكتب الذي سيمكن البلدين من تطوير علاقات التعاون مع القارة الإفريقية.

وتعتبر الفيدرالية الدولية للمدن السياحية منظمة دولية غير حكومية لا تسعى لتحقيق الربح، تأسست في بكين سنة 2012.

وتضم المنظمة أزيد من 80 مدينة في العالم ، وتهدف إلى النهوض بصورة المدن السياحية وتشجيع التبادل فيما بينها.

وخلال السنوات الثلاث الماضية بلغت عائدات القطاع السياحي بالمغرب 20 مليارا و230 مليون دولار، فيما حقق القطاع خلال الفترة ذاتها رقم معاملات قدر ب 36 مليار دولار.

وسجل عدد الوافدين على المغرب زيادة سنوية قدرت ب 8 بالمائة وزادت الطاقة الإيوائية ب 30 ألف سرير، فضلا عن توفير 50 ألف فرصة عمل.

وتسعى الحكومة المغربية لأن تجعل من الصناعة السياحية رافعة للتنمية ومصدرا لخلق الثروة وتوفير فرص العمل في أوساط الشباب.

ويشغل القطاع السياحي بالمغرب نحو 480 ألف شخص، وتجاوز عدد السياح الذين زاروا البلاد عتبة 10 ملايين سائح خلال 2013 .

وتسعى الحكومة المغربية في أفق العام 2020 استقطاب 20 مليون سائح، وخصصت لبلوغ هذا الهدف استثمارات مهمة تزيد على 15 مليار دولار ستوجه للبنية التحتية السياحية من وحدات فندقية ومنتجعات وقرى سياحية.