بكين 4 نوفمبر 2014 / قال السفير المغربي لدي الصين جعفر العلج حكيم إن العلاقات الصينية-المغربية تحظي حاليا بديناميكية، متوقعا أن تدفع الدبلوماسية البرلمانية ممثلة في زيارة كبير المستشارين السياسيين الصينيين الحالية إلى المغرب العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
صرح حكيم بذلك في مقابلة خاصة أجرتها وكالة (( شينخوا)) معه تزامنا مع زيارة استهلها رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يوى تشنغ شنغ الى المغرب أمس الاثنين ، في اطار جولة عربية تشمل 4 دول عربية زار خلالها الجزائر وسيزور أيضا البحرين والأردن .
وقال السفير" في البداية أعرب عن سعادتي بالديناميكية التي تعرفها العلاقات المغربية-الصينية على كافة المستويات، وزيارة السيد يوي تشنغ شنغ تندرج في هذه الديناميكية".
وأضاف أن الدبلوماسية البرلمانية تشكل دافعا مهما في الوقت الحالي للعلاقات الثنائية. ولا شك أن زيارة يوي لمجلس المستشارين المغربي ستمكن المسؤولين من وضع آليات تعاون فيما بينهما لتبادل الخبرة والتجربة في المجال التشريعي، إذ تضطلع المؤسستين بدور مهم فيما يخص العمل على تشريع القوانين وتكوين فضاء هام للديمقراطية الشعبية.
وأوضح حكيم أن الصين والمغرب تربطهما علاقات متميزة جدا على جميع المستويات والأصعدة تطبعها رغبة قوية من الجانبين، على مستوى زعيمي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ، للدفع بهذه العلاقات نحو الأفضل دائما.
وأقامت الصين والمغرب العلاقات الدبلوماسية عام 1958حيث كان المغرب من أوائل الدول العربية والأفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة. ولعل أهم ما يميز هذه العلاقات "الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والبناء والعمل الجدي لما فيه مصلحة الشعوب"، على حد قول السفير.
وأضاف إن التبادل التجاري بين المغرب والصين عرف منحا تصاعديا في السنوات الأخيرة والاستثمارات بين البلدين تتحسن كما وكيفا من سنة إلى أخرى.
وبلغ حجم التبادلات التجارية بين الصين والمغرب خلال عام 2013 ما مجموعه حوالي 3 مليارات و 413 مليون دولار. وتجاوزت قيمة واردات المغرب من الصين خلال العام نفسه 3 مليارات دولار، فيما قدرت صادرات المغرب إلى الصين بحوالي 334 مليون دولار.
وتشكل واردات المغرب من الصين هذا العام نحو 7 في المائة من إجمالي وارداته من بلدان آسيا ونمت هذه التبادلات بنسبة 3.5 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.
في الوقت نفسه، قال حيكم إن العلاقات اليوم وصلت إلى مرحلة أساسية فيما يخص وضع آليات جديدة واتفاقيات هيكلية ستمكن من استغلال الإمكانيات الهائلة للتعاون بين البلدين والدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق واسعة تكون مثالا للتعاون جنوب-جنوب لباقية بلدان العالم، مؤكدا أن البلدين لديهما من القدرات والكفاءات ما يؤهلهما للارتقاء بالتعاون بينهما بشكل أفضل، لاسيما على المستوى الاقتصادي.
وفي هذا الصدد، أشاد حكيم بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2013 بإنشاء " الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21"، قائلا إن إحياء طريق الحرير التاريخي عن طريق إقامة حزام اقتصادي فكرة عبقرية تجمع بين الماضي والحاضر، وتنظر إلى مستقبل العلاقات العربية -الصينية بنظرة تفاؤلية. ولا شك أن الدول العربية عامة، والمغرب خاصة، سينخرط في هذه الرؤية".
ويربط المغرب بشكل خاص بهذا الطريق روابط تاريخية تعود للقرن الرابع عشر حيث استعمل الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة هذا الطريق البحري للوصول إلى الصين. واليوم، يقبل العديد من التجار المغاربة على المنتجات الصينية و يحملون معهم منتجاتهم إلى الصين، وإحياء الطريق سوف يعود بالنفع على الجميع عن طريق تجهيز هده المنطقة بالبني التحتية اللازمة وتشجيع المنتجات العربية على الوصول إلى السوق الصينية بشكل أفضل.
وكونه يطل على واجهتين بحريتين، فالمغرب مؤهل تماما للاضطلاع بدور محوري في المبادرة، وجني الفوائد من خلال تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البراجماتي بين البلدين في شتي المجالات.
والملاحظ في منطقة تعج بالاضطرابات والفوضى حافظ المغرب على الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية ، وقد تطرق حكيم في حديثه الى ((شينخوا)) الى جملة من الأسباب.
وقال" إن ما ينعم به المغرب من استقرار يعتبر استثنائيا في المنطقة الجغرافية التي ينسب لها، وهذا الاستثناء ليس وليد الصدفة"، موضحا أن المغرب فطن منذ عدة عقود إلى الاحتقان الاجتماعي والسياسي، ولذلك سارع إلى إطلاق إصلاحات هيكلية واسعة مكنته من تجاوز عاصفة ما أصبح يطلق عليه اليوم بالربيع العربي. ويتمتع الآن بنظام ملكي حكيم يحافظ على التوازنات الاجتماعية والسياسية كما يرتكز على مؤسسات دستورية قوية تتحسن باستمرار.
وجاء دستور 2011 بحسب أضاف السفير ليتوج هذه الإصلاحات بوثيقة عرفت إجماعا شعبيا كبيرا عن طريق استفتاء شعبي كرس مفهوم الديمقراطية الحديثة التي يعرفها المغرب اليوم.
كمل لفت حكيم الانتباه إلى البرامج العديدة التي أطلقها العاهل المغربي محمد السادس لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي منذ عقدين تقريبا، كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على سبيل المثال التي جاءت بمفهوم جديد لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي عن طريق إدماج العنصر البشري في قلب المشروع التنموي الوطني الشامل.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn