بقلم/ سونغ أي قوه سفير الصين لدى القاهرة
تقع قناة السويس فى شمال شرقي مصر وتربط ما بين البحرالأحمر والبحر المتوسط، وتشكل دائرة تقع داخلها أوروبا وأفريقيا واسيا، كما تعتبر قناة السويس الشريان الاقتصادي المصري،وأهم شريان مائى للتجارة العالمية. وقد اعلن الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي في يوم 5 اغسطس من هذا العام عن مشروع " قناة السويس الجديدة" بطول 72 كليو متر، الذي يعتبر مصدر " فخر وطني جديد" لمصر. كما تكمن اهمية هذا المشروع في جذب الاستثمارات لتطوير المنطقة،وتعزيز مكانة مصر في المجالين الملاحي والتجارة العالمية.
تعتبر مصر بموقعه الجغرافي الفريد من نوعه شريكا مهما في بناء استراتيجية " الطريق والحزام" التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ وقت ليس بعيدا، كما تعتبر الصين هدف مهم لمصر التي تنتهج سياسة خارجية متوازية حاليا في تحقيق استراتيجيتها " التوجه نحو الشرق"، بالاضافة الى امكانية الاستفادة من تجربة الاصلاح والانفتاح الصينية في تنمية المناطق الاقتصادية الخاصة. وهناك ارتباطا وثيق بين قناة السويس الجديدة التي يعد ممرًا تجاريًا ومبادرة استراتيجية مع " الطريق والحزام" الذي تولي الصين اهتماما بتنفيذه من أجل تطوير ممر تجاري واقتصادي.
بلغ حجم التبادل التجارة بين الصين ومصر 10,5 مليار دولار في عام 2013، مما يجعل الصين الشريك التجاري الأول لمصر. كما أن مشروع قناة السويس سوف يعزز من التعاون الاقتصادي بين الصين ومصر ويخلق ديناميكية بالمنطقة. وقد اثبت الواقع أن الصين ومصر يمكنهما تحقيق التكامل والترابط في كثير من المجالات،منها التجارة الاستثمار والطاقة والكهرباء والنقل والسكك الحديدة والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا الفضاء. وإن مواصلة توسيع التعاون بين البلدين في اطار " الطريق والحزام" يعزز من مستوى التعاون واتجاه يريده الشعب.
أن مصر تعد شريك للتعاون معهم للصين في ضوء أن كلاهما دولتان كبيرتان ويسعيان لازدهار العالم النامي ويشتركان في مفاهيم حكم البلاد والنمو الاقتصادي وتحقيق نهوض الامة وازدهارها. كما يتطلع الجانبان الى تحقيق التعاون المربح للجانبين من خلال سياستهما المتشابهة في الاصلاح والتنمية والاستقرار.
ربط طريق الحرير القديم منذ 2000 سنة،الحضارتين الصينية والمصرية بشكل وثيق. وقبل نصف قرن، بينما كانت حركة التحرر الوطني الآسيوي والإفريقي مندفعة بقوة، وفي ظل الرؤية الحكيمة لقادة الجيل القديم في مصر ، فتح البلدان فصلا جديدا للعلاقات الثنائية. وكانت مصر اول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة، وايضا اول دولة عربية وافريقية تقيم شراكة استراتيجية مع الصين. ولم يتوقف البلدين طيلة السنين الماضية عن دعم بعضهما للآخر.وبالنظر الى المستقبل، يسير البلدين على طريق الاصلاح والتنمية وتجديد شباب الامة، و سوف يستمران بالتاكيد في التعاون في مجال الطاقة الايجابية ، وتامين الافراج عن النقاط المشرقة، لتكون نموذجا للتعاون بين الصين والدول العربية وبين الصين والدول الافريقية.
تكسب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الصين اهمية كبيرة في تحقيق تطور جديد للعلاقات الصينية المصرية. "تفتح الاشرعة اكبر كلما كانت الطموحات اكبر". والعلاقات الصينية المصرية تقف عند نقطة بداية كتابة تاريخ جديد،ولن يهزها أي ريح ولا مطر. وإن " الطريق والحزام" و" مشروع قناة السويس الجديد" فرصة تاريخية للمضي قدما وخلق نمط جديد للعلاقات بيين البلدين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn